إطلاق حملة تعقيم في «مدينة درنة» لتفادي كارثة بيئية

أطلقت السلطات المحلية في مدن شرقي ليبيا حملة تعقيم في مواقع تجميع جثث قضى أصحابها جراء الفيضانات، وذلك استجابة لتحذيرات عديدة من احتمال وقوع كارثة بيئية خطيرة.
وأعلن المجلس البلدي في مدينة درنة، عبر بيان أمس، أن «مكتب الإصحاح البيئي التابع للبلدية باشر بتعقيم أماكن تجمع الجثامين والمواقع الأخرى».
وقال محمد الشلوي، وهو أحد موظفي المكتب، إن «العمل انطلق ضمن حملة شاملة لمكاتب الإصحاح البيئي في جميع البلديات الشرقية»، موضحاً أن هذه الخطوة تأتي استجابة للتحذيرات المتكررة من مخاطر واحتمال وقوع كارثة بيئية ناتجة عن تحلل الجثث غير المنتشلة في المياه، وخاصة بعد اختلاط مياه الفيضانات بمياه الصرف الصحي ومياه الشرب التي يعتمد عليها سكان المناطق المنكوبة.
ولفت إلى أن «حدوث أزمات بيئية صحية في مناطق منكوبة أمر متعارف عليه ومحتمل جداً، إلا أن الأسباب تختلف من مكان إلى آخر».
وقبل التعقيم وبقية الإجراءات الاحترازية، «تم تنفيذ إجراء أولي ورئيسي، وهو تحذير الجميع من استعمال مصادر مياه الشرب ذاتها في درنة ومدن أخرى».
وقبل ثلاثة أيام، أعلن رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا الدكتور حيدر السائح، حالة الطوارئ الصحية لمدة عام في كامل المناطق الشرقية التي ضربتها الفيضانات.
كما طالب مدير مركز البيضاء الطبي، رئيس لجنة الطوارئ الصحية في المدينة الدكتور عبد الرحيم مازق، بـ«ضرورة البدء في حملة تطعيمات عاجلة لكل من فرق وأطقم الإنقاذ المحلية الدولية والسكان بالمنطقة المنكوبة شرق ليبيا».
وواصل الجيش الليبي وفرق الإنقاذ، أمس، انتشال مئات الجثث في مناطق بعيدة عن مدينة درنة، وخاصة على سواحل منطقة طبرق.
ونقلت وسائل إعلام ليبية، أمس، عن رئيس فريق إنقاذ في درنة، قوله، إن «عدداً هائلاً من الجثث منتشر على شواطئ درنة»، مشيراً إلى أن أغلب هذه الجثث «متحلل ومنتفخ».
وأشار رئيس فريق غطاسي طرابلس، عبد الله العموري، والذي يشارك في جهود الإنقاذ إلى أن ارتفاع الأمواج يعرقل جهود الإنقاذ، وأن هناك حاجة لعناصر مختصة في انتشال الجثث.
ونفى متحدث باسم الهلال الأحمر الليبي أن تكون حصيلة الفيضانات التي ضربت مدينة درنة قد بلغت 11300 ألف قتيل، وذلك بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة.
وقال المتحدث باسم الهلال الأحمر الليبي توفيق شكري، أمس: «نحن للأمانة نستغرب أن يزج باسمنا في مثل هذه الإحصاءات ونحن لم نصرّح بهذه الأرقام»، مشيراً إلى أن هذه التصريحات «تربك الوضع وخاصة ذوي المفقودين».
يُشار إلى أن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية كان قد أورد أن حصيلة الفيضانات ارتفعت إلى 11300 قتيل و10100 مفقود، وتم نسب هذه الأعداد إلى الهلال الأحمر الليبي.
في غضون ذلك، أعلن الاتحاد الأفريقي تفعيل آلية لإدارة الحوادث بهدف تقديم الدعم لليبيا في جهود التصدي لتداعيات السيول العارمة التي ضربت شرق البلاد بما يشمل نشر فريق من الخبراء لتقديم المساعدة.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي في بيان أمس: إنه في إطار دعم الاتحاد للاستجابة الوطنية في ليبيا قامت إدارة الزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة التابعة للمفوضية بالاشتراك مع عدد من الجهات التابعة للاتحاد بتفعيل آلية إدارة الحوادث بما يشمل عقد اجتماعات منتظمة مع البعثة الليبية الدائمة لدى الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.
وأوضح البيان أن المفوضية ستنشر أيضاً فريق خبراء من عدة قطاعات وذلك لمواصلة تقديم الدعم لدولة ليبيا.
وجدد فكي النداء إلى الدول الأعضاء والشركاء الدوليين من أجل زيادة الدعم بشكل عاجل، تضامناً مع دولة وشعب ليبيا من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في أعقاب الدمار الذي أصاب البلاد.
وفي 10 سبتمبر الجاري، اجتاح إعصار «دانيال» عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، وخلف دماراً كبيراً، وآلاف القتلى والمفقودين، خصوصاً في درنة.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد