الذكاء الاصطناعي التوليدي ودوره في تحويل مشهد تحليلات البيانات

حوار \ كارل كراوثر، نائب رئيس ألتيريكس في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

  1. كيف يُمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي تعزيز دقة وكفاءة تحليلات البيانات؟

 

يُقدّم الذكاء الاصطناعي التوليدي فرصةً أمام المؤسسات لإحداث تغيير جذري في طريقة تعاملها مع التحليلات وذلك بطريقتين رئيسيتين:

أولاً: يُسهّل الذكاء الاصطناعي التوليدي استخدام الأدوات التحليلية، مما يُؤدّي بدوره إلى تسهيل أداء المهام وتعزيز كفاءة الشركات. عندما تتمكن الفرق من استخدام الأدوات بشكل أسرع، وتجد سهولة في استخدامها، يصبح بإمكانها إضافة القيمة لشركاتها بصورة أسرع. ولأن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُتيح للأفراد أداء المهام التحليلية باستخدام اللغة الطبيعية، فبإمكان أي شخص المساهمة وفقاً للبيانات وليس فقط حصراً النخبة التي تشغل أدواراً متخصصة.

 

ثانياً: يتمتّع الذكاء الاصطناعي التوليدي بقدرة هائلة على معالجة وتحليل كميات هائلة من البيانات غير المُنظمة لتقديم قيمة مُضافة للشركات، مما يُتيح فرصاً تحليلية كانت في السابق أكثر صعوبة في التنفيذ، مثل مراجعة التقارير السنوية )10-(K لشركة مُدرجة في البورصة وإعداد استراتيجيات رئيسية للشركة، وهو ما كان يتطلّب في الماضي قراءة وتحليل وتلخيص وثائق طويلةً جداً. عند تطبيقها على نطاق واسع، تعزّز هذه الاستخدامات من دقة وكفاءة التحليلات بشكل كبير.

 

 

  1. كيف يُمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أتمتة مهام تنظيف البيانات ومعالجتها بصورة استباقية لإجراء تحليلات البيانات؟

 

من أبرز جوانب الذكاء الاصطناعي التوليدي قدرته على تقليل المتطلبات اللازمة لتنفيذ المهام التحليلية، مما يجعل التحليلات أسهل للجميع، وخاصةً لغير التقنيين. يرجع ذلك إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يُتيح للأفراد إجراء التحليلات باستخدام اللغة الطبيعية، بدلاً من ضرورة استخدام الشفرات البرمجية أو الاعتماد على المهارات المتخصصة. على سبيل المثال، يُمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي أتمتة عمليات تنظيف البيانات ومعالجتها مُسبقاً من خلال تحديد الأخطاء وتصحيحها، وملء القيم المفقودة، وهيكلة البيانات، كل ذلك باستخدام تعليمات قائمة على اللغة الطبيعية. كما يُمكن توجيه الذكاء الاصطناعي التوليدي للكشف عن الاختلافات أو القيم المتضاربة التي قد تُشوّه نتائج التحليل أو إبرازها.

 

  1. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي التأثير على سرعة وقابلية توسيع نطاق تحليل مجموعات البيانات الضخمة؟

 

ببساطة، ستتخلف مقاييس الكفاءة التشغيلية للمؤسسات التي لا تسخّر الذكاء الاصطناعي التوليدي ولن تحقق عائداً كبيراً على رأس مالها البشري. يوسّع الذكاء الاصطناعي التوليدي نطاق قدرة محلل واحد فهو يعمل بقدرة ثلاثة أو أربعة محللين وذلك من خلال أتمتة المهام الروتينية والمتكررة، مثل إعداد وثائق الحوكمة، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي التوليدي إنجاز هذه المهام بشكل شبه فوري.

 

  1. ما هو دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في توليد رؤى من مصادر البيانات غير المنظمة؟

 

للذكاء الاصطناعي التوليدي دور هام في توليد رؤى قيّمة من مصادر البيانات غير المنظمة فهو يوفّر فرصاً جديدة للأتمتة لم تكن ممكنة أو سهلة من قبل. ترتبط العديد من هذه الفرص بتحليل البيانات غير المنظمة. على سبيل المثال، في ألتيريكس، نستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي لتلخيص سير عمل أتمتة التحليلات استناداً إلى بيانات شبه منظمة. تُعتبر هذه ميزة حوكمة فريدة خاصة لعملائنا الذين يحتاجون إلى توثيق المدخلات والمخرجات والخطوات الرئيسية لأعمالهم ولا يتوفر لديهم الوقت للقيام بذلك يدوياً.

 

  1. ما هي المخاطر والتحديات المحتملة لدمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في الأطر الحالية لتحليلات البيانات؟

 

نؤمن في ألتيريكس بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي يحمل في صميمه الكثير من الإيجابيات، ولكن من المهم أن ندرك أن هناك تقنيات أخرى قائمة على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة قد تكون أكثر ملاءمة لبعض المهام التحليلية. ونتيجة لذلك، يتمثل أحد التحديات في فهم الحالات التي يكون فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي الخيار التكنولوجي الأمثل للاستخدام، ومتى قد يلزم دمجه مع تقنيات أخرى، أو حتى تجنبه أحياناً.

 

من الأهمية بمكان للمؤسسات أن تضع إطار عمل مسؤول للذكاء الاصطناعي لضمان مراعاة الجوانب المتعددة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية في المشاريع والتطبيقات. يؤثر تبني الذكاء الاصطناعي على جميع جوانب العمل، بدءاً من الآثار التقنية والقيمة التجارية، وصولاً إلى الاعتبارات القانونية والأمنية، وحتى مدى تأثيره على القوى العاملة. تساعد أطر عمل الذكاء الاصطناعي المسؤول المؤسسات على التعامل مع هذه الاعتبارات بطريقة منهجية ومنظمة.

 

  1. كيف سيُغيّر الذكاء الاصطناعي طريقة تفاعل علماء ومحللي البيانات مع البيانات وأدواتها التحليلية؟

 

يُؤتمت الذكاء الاصطناعي المهام الروتينية التي تُشكّل جزءاً من تحليل البيانات، مثل تحضير البيانات وربطها وتنظيفها، وهي المهام التي قد تُشتّت انتباه علماء ومحللي البيانات عن تحقيق اكتشافات رائدة قائمة على البيانات. يُعتبر علماء ومحللو البيانات مفكرين ناقدين ومبدعين. عند تطبيقه بأمان وذكاء، يمنحهم الذكاء الاصطناعي الحرية للسعي وراء أفكار جديدة دون الحاجة للانشغال بإدارة البيانا.

 

كما يُسهّل الذكاء الاصطناعي التوليدي المهام التحليلية، إذ يسمح لواجهات اللغة الطبيعية بتنفيذها كما تم التوضيح سابقاً.

 

 

  1. كيف يُمكّن اـلذكاء الاصطناعي التوليدي المستخدمين غير التقنيين من الوصول إلى تحليلات متقدّمة للبيانات؟

 

يُمثل استخدام واجهات اللغة الطبيعية لتنفيذ المهام التحليلية نقلة نوعية في كيفية إجراء تحليل البيانات، إذ يُتيح لأي شخص استخلاص رؤى قيّمة من البيانات لإحداث تأثير حقيقي وتقديم قيمة كبيرة للشركات. تأسست ألتيريكس على مبدأ توفير التحليلات للجميع، ويُطلق الذكاء الاصطناعي التوليدي العنان لهذه الإمكانات بشكل أسرع من أي وقت مضى.

 

كما يُسهّل الذكاء الاصطناعي التوليدي الوصول إلى التحليلات المتقدمة للمستخدمين غير التقنيين من خلال أتمتة المهام على مدار دورة حياة التحليلات بأكملها. بدءاً من تنظيف البيانات وإعدادها، مروراً بربط مصادرها وتحليلها، وصولاً إلى عرضها، يُمثل الذكاء الاصطناعي التوليدي دليلًا إرشادياً شاملاً يقدّم النصائح والإرشادات اللازمة لتحليلات فعالة. على سبيل المثال، تسخر منصة ألتيريكس لتحليلات الذكاء الاصطناعي المؤسسية قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي لإنشاء عروض باوربونيت (PowerPoint) وغيرها بطرق تجعل استخدامات النتائج التحليلية أكثر سلاسة وسهولة.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد