السودان يا جارة الوادي … انهضي من كبوتك !

بقلم : محمد شمس الدين رئيس ومؤسس مجموعة مجلة استثمارات الإماراتية & ومنتدى المستقبل للاستثمارات العربية "FF2020AI "

لم تكتمل نهايات تعليمي الابتدائي، إلا وكان والدي “رحمه الله تعالى”، لم ينفك يرسخ في وجداني أن مصر والسودان بلدين توأم بحكم التاريخ والجغرافيا وبالأخص عبر النيل الذي يمثل شريان الحياة للبلدين فضلاً على كافة البلدان المتشاطئة،  كان والدي ” طيب الله ثراه “، مدرس التاريخ والجغرافيا بمثابة موسوعة في تاريخ العرب، هكذا كان شأن الرعيل الذهبي من المعلمين في بلدي مصر وحدسهم وظنهم في البلدين اللذان ارتبطا منذ فجر التاريخ بتوحد مصيرهما وانتقال وهجرة متبادلة وتأزر في الكثير في المواقف، وفي حقيقة الأمر فإنني عن نفسي كما كل الشعوب العربية، أكن لشعب السودان الطيب معزة خاصة، فقد تعاملت معهم عن قرب، ولمست فيهم خصال الخلق الدمث، والقلب الأبيض الذي لا يكن أي كراهية لأي انسان.

من جهة أخرى أدركت بحكم تعلقي بالصحافة والبحث الاقتصادي منذ بواكير شبابي، بأن السودان هو سلة غذاء العالم العربي، هكذا يعلم القاصي والداني.. والأن الكابوس المرعب الذي حدث في سوريا الغنية بالموارد يكاد يتكرر في السودان، ولكنه لمعطيات عديدة نرى ونحذر أنه سيكون أسوء بمراحل من سوريا، إذا مهما يكن من زلازل خارجية وداخلية توالت على سوريا، فإن السودان بحكم ثرواته المهولة، وبحكم موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وأطلالته بمساحات شاسعة على ممر مائي عالمي استراتيجي وهو البحر الأحمر، فضلاً عن تنوع التركية السكانية وتعدد الانتماءات، التي كانت لوقتاً قريب معلنة انتمائها للسودان ولا شئ غير السودان،، كنت أرى السودانيين هم أكثر الناس تعصباً لقوميتهم ولبلدهم، وكان ذلك مبعث وصمام الأمان لهذا البلد العربي الذي نعتز به جميعاً.

بات السودان اليوم على شفا حرباً وصراعاً أهلياً بالانشقاق والانقسام المدوي ما بين قوى عسكرية لم يشفع لها تاريخ السودان في الوأم ومحبة الوطن والسلم الأهلي، تختلف المسميات الرئجة منذ اندلاع الربيع العربي المشؤوم، ما بين ترتيب القوى وأجندة الأوليات السياسية، وما بين تحقيق طموحات الشعوب في الاستقرار، ولكن حتماً ليس هكذا تورد الأبل كما يقولون، فمن ينشد السلم والاستقرار يجب أن يبتعد تماماً عن لغة القوة وقعقعة السلاح ودويه الذي بات يهز أركان الخرطوم الوادعة الهادئة، بل يجب الاحتكام للعقل والمصلحة الوطنية والقومية الكبرى، كذلك يجب الاحتكام لمصالح السودانيي المرشحين أن يتحولوا لا قدر الله في حال استمرت تلك الحرب الضروس للائجين بالملايين في شتى الدول المجاورة.

نعم استعرت باستحياء وصف (يا جارة الوادي)، لأطلقه عنوان لمقالتي على بلدي الثاني السودان، من الشاعر الكبير احمد شوقي الذي أنشد قصيدته حينما زار لبنان وأعجب بمدينة زحلة، وغناها أسطورة الغناء العربي محمد عبد الوهاب رحمهما الله تعالى العام 1928، ولكن في الختام ليسمح لي شاعرنا الكبير بالقول بأن من تكون جارة الوادي لبلدي هي السودان إليس وادي النيل هو الوادي الأم للبلدين مصر والسودان، إليس للسودان سلاماً لو استقر لاستقر السلام والخير في أنحاء وربوع أقدم قارة على وجه الأرض أفريقيا السمراء.

وختاماً هل من مستجيب لدعوتي  …. (( السودان يا جارة الوادي … انهضي من كبوتك ! ))

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد