دولة الإمارات: لا يمكن التخلي عن الشعب الأفغاني

دعت دولة الإمارات إلى تكثيف الجهود لتلبية الاحتياجات الإنسانية في أفغانستان، مؤكدة أنه لا يمكن التخلي عن الشعب الأفغاني. وأعربت، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، عن خالص تعازيها ومواساتها لعائلات ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع في جنوب شرق أفغانستان، كما أعربت عن خالص تمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.
وقالت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للدولة لدى مجلس الأمن في البيان: «ستكون الإمارات دائماً على استعداد للتخفيف من معاناة الشعب الأفغاني، بما في ذلك عبر البدء بتسيير مساعدات لمساندتهِم في هذا المُصاب الجلل».
وأضافت: «يتعين علينا إيلاء الاهتمام الكافي لتدهور الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، فرغم تمكننا من تجنب كارثة إنسانية في الشتاء الماضي، إلا أن هناك ارتفاعاً مستمراً في معدلات الفقر والجوع، وفقاً لتقرير للأمين العام الأخير».
وتابعت: «أصبحت أفغانستان، للأسف، مثالاً على تعرض الملايين إلى انعدام الأمن الغذائي جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأسمدة والوقود، فقد تحول التحذير الذي أطلقه المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي في مارس الماضي، إلى حقيقة في أفغانستان، وذلك بأن (الطعام يُؤخذ من الجائعين، لإطعام المتضورين جوعاً)».
وأشارت، بحسب البيان، إلى أن هذه الأوضاع تزداد تفاقماً مع الزلزال الأخير وتداعياته المدمرة على سكان المناطق التي ضربها.
ورحبت دولة الإمارات باعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2615، والذي يتضمن إعفاءً إنسانياً من نظام العقوبات المنشأ بموجب القرار 1988، حيث تعتبر هذه الخطوة مهمة لتيسير تقديم المساعدات الإغاثية وغيرها من الأنشطة التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية في أفغانستان.
وقالت أميرة الحفيتي، في البيان: «نشجع جميع المانحين على بذل كافة الجهود الممكنة، لضمان عدم تمكّن الأفراد المدرجين في قائمة العقوبات المنشأة بموجب القرار 1988 أو الذين لهم صِلات بالإرهابيين، من الاستفادة من المساعدات المخصصة للشعب الأفغاني».
كما كررت الإمارات، بحسب البيان، التأكيد على أن حصول النساء والفتيات على التعليم ومشاركتهن في كافة جوانب الحياة العامة لا يعتبر أمراً اختيارياً، إذ أن فرص أفغانستان في التعافي محكوم عليها بالفشل في حال الاستمرار في تهميش نصف سكانها، وهو ما يستوجب من هذا المجلس الاستمرار في المطالبة بإلغاء قرار طالبان بشأن حرمان الفتيات من التعليم الثانوي، والدعوة لإعادة إشراك المرأة بشكل كامل ومتساوٍ وهادف في المجتمع.
وشددت الإمارات على أنه يتعين على بعثة الأمم المتحدة إلى أفغانستان «يوناما» مواصلة تنفيذ ولايتها الشاملة بالانخراط مع «طالبان» في حوار منظم وإبلاغها برسائل المجتمع الدولي.
وفي ما يتعلق بالوضع الأمني في أفغانستان، قالت الإمارات في البيان «يشير التقرير الأخير لفريق الرصد المعني بلجنة العقوبات المنشأة بموجب القرار 1988، إلى تعرض أفغانستان لعدة هجمات إرهابية خلال الأشهر الماضية، وتمكن بعض الجماعات الإرهابية، ومنها تنظيم داعش في خراسان، من تعزيز قدراتها ومواردها المالية، والذي يفاقم من التحديات الماثلة أمام الحفاظ على الأمن في البلاد والسيطرة على أنشطة هذه الجماعات الإرهابية، كما شهدنا خلال هذا الشهر بعد الهجوم الأخير على معبد في كابول، والتفجير الذي استهدف سوق مزدحم في ننكرهار». وأوضحت أنه كما أكد تقرير الأمين العام الأخير، فإن طالبان بحاجة إلى الانخراط في حوار جادٍ وهادفٍ مع المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد