عيد العمال

عيد العمال في لبنان .. فقدان وظائف وتخفيض رواتب

عيد العمال في لبنان .. فقدان وظائف وتخفيض رواتب

يمر عيد العمال العالمي على اللبنانيين هذا العام، في وقت تعيش البلاد أزمة اقتصادية غير مسبوقة، افقدت مئات الآلاف وظائفهم فيما خفضت عديد الشركات رواتب موظفيها بحجة الأوضاع الاقتصادية وتداعيات “كورونا”.

رئيس اتحاد العمال: عيد العمال هذا العام “الأسوأ منذ عقود”
– رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال: مجاعة على الأبواب
– مواطنة: لا أريد أكثر من الطعام بعد أن فقدت وظيفتي
– الباحث محمد شمس الدين: 480 ألف لبناني عاطلون عن العمل
– البنك الدولي: 55 بالمئة نسبة الفقر في لبنان
يحتفل العمال اللبنانيون، السبت، بعيد العمال العالمي الذي يصادف في الأول من أيار، في ظل أسوأ أزمة تعيشها البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990
ويتزامن الانهيار المالي والاقتصادي في لبنان مع أزمة سياسية وعجز الأحزاب عن تشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة تصريف الأعمال، برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 أغسطس/ آب الماضي، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت، أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة حوالي 4 آلاف آخرين.
** عيد العمال الأسوأ
ووصف بشارة الأسمر، رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان (غير حكومي)، في تصريح للأناضول، عيد العمال هذا العام بأنه “الأسوأ منذ عشرات السنين”.
وقال الأسمر “إن عمال لبنان في حال كارثية”، محذراً من “مجاعة تلوح في الأفق في ظل الانهيار المستمر للدولة والاقتصاد”.
وفي ظلّ استمرار الانهيار المالي، حذّر الأسمر من انهيار صناديق الضمان، المسؤولة عن توفير التأمين الصحي للعمال، ما يحرم مئات آلاف العمال من حقهم في الاستشفاء.
وأضاف “ما زاد الطين بلة وقف تصدير المنتجات الزراعية الى السعودية ودول خليجية اخرى، وهذا ما سيؤدي الى كارثة في القطاع الزراعي وانعكاسه على العاملين فيه”.
وفي 23 أبريل/نيسان الفائت، قررت السلطات السعودية حظر دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية إلى أراضيها، بحجة استغلال ارسالياتها بتهريب المخدرات من لبنان
** مجاعة في الأفق
وكرّر رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين (غير حكومي) في لبنان كاسترو عبدالله، التحذير من مجاعة محتملة، بالقول “نحن على أبواب مجاعة حقيقية نتيجة السياسات الاقتصادية والاجتماعية”.
وقال عبد الله للأناضول: “إن عمال لبنان يدفعون ثمن الصراع بين قوى السلطة وقد انهارت قيمة رواتبهم وأصبح معظمهم فقراء”.
وأضاف “ما يصعب من حال العمال أنهم لا يملكون الوسيلة للدفاع عن أنفسهم نتيجة هيمنة أحزاب السلطة على غالبية النقابات العمالية ما يحد من مطالبات العمال في تحسين ظروفهم بشتى الوسائل المتاحة”.
ولفت عبدالله الى أنّ “انهيار الليرة مقابل الدولار لم يؤد الى تآكل الأجور وحسب، إنما إلى فقدان قيمة المدفوعات الاجتماعية، كبدل المواصلات ومنح التعليم”.
** إقفال 18 ألف شركة
وقدر محمد شمس الدين، الباحث في الشركة الدولية للمعلومات، نسبة البطالة بـِ 35 بالمئة، أي 480 ألف عاطل عن العمل.
وأضاف الباحث الاقتصادي للأناضول أن “عدد الشركات التي أقفلت (منذ بدء الأزمة) بلغ 18 ألف منشأة بين مؤسسة صغيرة ومتوسطة وكبيرة”
** بحثا عن الطعام
وتساءلت سارة أبي غانم (40 عامًا)، الموظفة في شركة خاصّة “عن أي عيد عمّال تتحدّثون؟ بتنا جميعنا عاطلين عن العمل”.
وقالت للأناضول:” بداية هذا العام أبلغنا صاحب الشركة بأنّه غير قادر على تأمين رواتبنا، فقرر إقفال الشركة إلى حين تحسّن الظروف”.
وقالت كريستال نادر (29 عامًا)، وكانت تعمل في مطعم دمره انفجار مرفأ بيروت، “بعد الانفجار وتضرّر المطعم الذي كنت أعمل به تم صرفنا نن العمل”.
وأضافت نادر “لازلت أبحث عن أي وظيفة لتأمين المأكل والمشرب فقط، لا أطمح لأكثر من ذلك”.
وقال محمد الناطور (45 عامًا) وهو محاسب، “مع الظروف الاقتصاديّة الرديئة، بتنا لا نستطيع الاعتراض على حسم رواتبنا لو بكلمة واحدة للحفاظ على الوظيفة”.
فيما روت ريتا الدويهي (35 عامًا) للأناضول، كيف حسمت الشركة التي تعمل بها أكثر من 40 في المئة من راتبها “ولم أستطع الاعتراض”.
** 55 نسبة الفقر
وفقا للبنك الدولي، فإن نسبة الفقر في لبنان تبلغ 55 بالمئة.
وقال الخبير الاقتصادي، باتريك مارديني للأناضول، “هذه النسبة من الفقر مع انكماش اقتصادي بنسبة 20 بالمئة أمر خطير”.
وأضاف “التضخم الحاصل وارتفاع قيمة الدولار مقابل الليرة أدّت إلى ارتفاع بالأسعار، مّا رفع تلقائيًا نسبة الفقر وإقفال المؤسسات”.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد