لوكاس باكيتا.. يقهر «النمو البطيء»!
يواجه البعض في حياتهم العديد من الأزمات التي تجعل طريقهم إلى المجد والشهرة صعباً، إلا أن لوكاس باكيتا، الذي توهج مع منتخب البرازيل، وقاده باقتدار إلى دور الثمانية من «مونديال 2022»، ربما يكون صاحب أصعب أزمة تواجه لاعباً، ورغم ذلك تغلب عليها وواصل طريقه إلى الشهرة والنجومية.
لعب باكيتا لاعب وستهام الإنجليزي دوراً كبيراً في فوز «السامبا» على كوريا الجنوبية 4-1، في دور الـ16 من البطولة، حيث نجح في إحراز الهدف الرابع لـ «راقصي السامبا».
وولد لوكاس تولينتينو كويلهو دي ليما، المعروف بـ «لوكاس باكيتا»، في 27 أغسطس 1997 في ريو دي جانيرو، لأسرة فقيرة مثل العديد من لاعبي ونجوم البرازيل.
بدأ باكيتا حياته الكروية في أكاديمية فلامنجو البرازيلي عام 2007، وتألق مع الفريق في مختلف المراحل العمرية، إلا أن قصر قامته ونموه البطيء، كان من الممكن أن ينهيا مستقبله مع فلامنجو وكرة القدم بشكل عام، لولا أن مدربيه اقتنعوا بما لديه من قدرات واستمروا في دعمه.
وواجهت مشكلة «قصر القامة» باكيتا خلال اللعب مع النادي البرازيلي، حيث إن جسمه كان ضعيفاً للغاية، لدرجة أنه لم يستطع مجابهة الالتحامات البدنية القوية، خلال اللعب مع فلامنجو، رغم إمكانياته الفنية الرائعة.
وبعد أن تمكن الأطباء من تشخيص حالته، اتضح أن باكيتا يعاني من مرض «تأخر نمو العظام»، وعليه قرر فلامنجو في ذلك الوقت عدم تصعيده في مراحل الناشئين بسبب المرض الذي يعاني منه اللاعب البرازيلي.
وأثر القرار سلبياً على باكيتا الذي ظل يبكي في معظم الأوقات، إلا أن والدته كريستيان تولينتينو قررت ترك عملها والتفرغ لعلاجه، وفق ما ذكره تقرير موقع جلوبو البرازيلي.
ذهبت والدة باكيتا إلى أكاديمية فلامنجو، وطالبت مسؤولي النادي بإيجاد «حل عاجل» ووضع خطة لعلاج ابنها، وبالفعل استجاب النادي لطلبها، وتم وضع خطة من أجل التغذية الصحيحة وتقوية اللياقة البدنية لباكيتا، وبفضل ذلك البرنامج، تمكن اللاعب البرازيلي من قهر المرض، بل واستكمال مسيرته، وقاد فلامنجو تحت 17 عاماً إلى لقب كأس ساو باولو للشباب، والعديد من الألقاب.
وعندما بلغ باكيتا 19 عاماً صعد إلى الفريق الأول، بفضل النجاحات مع الشباب، ولعب أول مباراة له مع الفريق الأول عام 2016، من خلال المشاركة في بطولة كاريوكا المخصصة لأندية العاصمة القديمة «ريو دي جانيرو»، إلا أنه اضطر إلى الانتظار حتى مايو 2017، من أجل أن يلعب أول مباراة له في الدوري البرازيلي.
ومنذ ذلك الحين لعب باكيتا ما يقرب من 88 مباراة، نجح خلالها في إحراز 17 هدفاً وصناعة 5 أهداف في مختلف المسابقات، وأصبح ثنائياً هجومياً متميزاً مع فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد.
وانضم باكيتا عام 2019 إلى ميلان الإيطالي، وشارك في 44 مباراة في كل المسابقات، قبل أن ينتقل إلى ليون الفرنسي عام 2020، بعقد لمدة 5 سنوات مقابل 20 مليون يورو، وخاض 81 مباراة في غضون عامين بقميص ليون، وسجل 21 هدفاً.
وانتقل باكيتا خلال «الميركاتو الشتوي» إلى وستهام، حيث وقّع عقداً مع النادي الانجليزي لمدة 5 سنوات، مع إمكانية التجديد لعام إضافي، وبلغت قيمة الصفقة 61.630 مليون يورو، ليصبح الأغلى في تاريخ النادي.
التعليقات مغلقة.