مؤسسة «الشارقة للفنون» تنهي تجديد «كلباء للثلج»
أعلنت مؤسسة الشارقة للفنون عن الانتهاء من ترميم وتجديد مصنع كلباء للثلج بمساحته البالغة 20000 متر مربع، حيث تم تحديث المبنى وتحويل مرافقه إلى مساحات فنية واجتماعية، أشرفت عليها وصممتها شركة «أركيتكتوس 51-1» الذي تتخذ من مدينة ليما البيروفية مقراً لها.
وسيتم افتتاح المبنى المجدّد يوم 8 فبراير الجاري، ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة من بينالي الشارقة الذي يقام في الفترة ما بين 7 فبراير و11 يونيو 2023، تحت شعار «التاريخ حاضراً»، كما ستحتضن قاعات العرض فيه مجموعة من أعمال فناني البينالي وهم: ريبيكا بيلمور، إبراهيم مهاما، نادي باك خواتين للرسم، دوريس سالسيدو، عبدالرحيم سالم، كاهورانجياريكي سميث، إينوتيق ستورتش، وناري وارد.
وقد بني مصنع كلباء للثلج في السبعينيات قبل أن يصبح موقعاً صناعياً مهجوراً في الأطراف الجنوبية للمدينة، واستخدم المبنى ذو الهيكل الخرساني المحوط بسقف معدني مقوّس، كطاحونة لأغذية الأسماك، ومستودع لتخزين الثلج. وأصبح المصنع ضمن مرافق مؤسسة الشارقة للفنون عام 2015 واستُخدم كأحد مواقع بينالي الشارقة 12، ثم خضع لأعمال التحديث على يد شركة «أركيتكتوس 51-1» ليضم مساحات عرض، ومرافق سكنية مؤقتة، ومطعماً على شكل خيمة، وممراً مظللاً.
وقالت حور القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للفنون: «تعد مدينة كلباء واحدة من أهم المكونات الثقافية والبيئية لإمارة الشارقة، ولذا سعينا إلى إعادة إحياء هذا الموقع الذي كان مهجوراً، عبر تحويله إلى ملتقى متعدد المساحات والوظائف لسكان المنطقة والزوار من سائر الإمارات الأخرى وجميع أنحاء العالم».
وأضافت: «عبر الحفاظ على الطبيعة الصناعية لمساحة المصنع والنظام البيئي المحيط به، يواصل هذا المشروع رؤية وعمل المؤسسة المتمثلين في الحفاظ على المواقع ذات الأهمية التاريخية والثقافية والبيئية للأجيال القادمة، وذلك عبر إعادة توظيفها وتكييفها، وإشراك مجتمعات الإمارات المحلية في برامج الفنون المعاصرة المقامة فيها».
ويقع المصنع بجوار خور كلباء ومحمية أشجار القرم، في منطقة غنية بتنوعها البيئي والحيوي في إمارة الشارقة، والتي تعد موطناً للعديد من الأنواع الحية المهددة بالانقراض، بما فيها طائر الرفراف المطوق العربي، وسحلية بلانفورد، وسلاحف منقار الصقر والسلاحف الخضراء التي تقيم أعشاشها بالقرب من الشاطئ.
وخلال عملية تجديد المبنى تم الحفاظ على طابعه المعماري الأصلي الذي يتميز بطبيعته الصناعية، مع أقل حد ممكن من التدخلات، حيث تشكل الإضاءة الطبيعية التي توفرها نوافذ المبنى المرتفعة، مساحة مثالية للأعمال التركيبية الكبيرة والعروض الأدائية، فيما سيضم الهيكل المجاور له ست شقق ومساحة مجتمعية للعموم، أما المبنى المقابل الذي تبلغ مساحته 200 متر مربع فتمت إعادة توظيفه كورشة عمل للفنانين. وخلف المصنع أضيف مطعم يطل على المحمية مباشرة، وأمامه حديقة تضم مساحة للجلوس والطبخ واللعب والصلاة.
ويأتي مشروع مصنع كلباء للثلج كواحد من بين العديد من مشاريع الحفظ الكبرى التي أطلقتها المؤسسة في السنوات الأخيرة للحفاظ على التراث الغني للبيئة المعمارية في إمارة الشارقة، وإنشاء مساحات تسمح بعرض الفن المعاصر وملتقى للمجتمع المحلي بكافة أطيافه، إذ تشمل المشاريع السابقة، كلاً من: مبنى الطبق الطائر (2020)، الغرفة الماطرة (2018)، استوديوهات الحمرية (2017)، والمباني الفنية في ساحة المريجة (2013).
التعليقات مغلقة.