أسعار تذاكر كأس العالم 2026 تشعل غضب الجماهير وتضع “فيفا” في مرمى الانتقادات والقضاء

أثارت الزيادة المفرطة في أسعار تذاكر مباريات كأس العالم لكرة القدم 2026، المقرر إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك بمشاركة 48 منتخباً، موجة غضب واسعة بين مشجعي كرة القدم حول العالم، وسط تحذيرات من حرمان الجماهير العادية من حضور الحدث الأكبر في تاريخ اللعبة.

فمنذ بدء الإعلان عن طرح التذاكر، لم يتوقف الجدل حول الأسعار التي وصفتها رابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا بأنها “خيانة عظمى”، مؤكدة أن حضور جميع المباريات سيكلف المشجع الواحد نحو 6900 يورو (8098 دولاراً)، أي خمسة أضعاف ما كان يُدفع في مونديال قطر 2022. وطالبت الرابطة بوقف بيع التذاكر فوراً ومراجعة سياسة التسعير بما يحترم تقاليد البطولة وقيمها العالمية.

الانتقادات امتدت إلى روابط مشجعي إنجلترا واسكتلندا التي وصفت الأسعار بـ”الصادمة”، داعية الاتحادات الوطنية إلى محاسبة “فيفا”. وفي ظل هذا الضغط، وجد الاتحاد الدولي لكرة القدم نفسه في مرمى القضاء السويسري، بعد شكاوى رسمية تتهمه باستغلال الجماهير عبر سياسة “التسعير المتغير”.

وبحسب تقارير صحفية، ارتفعت أسعار بعض تذاكر دور المجموعات من 410 دولارات الشهر الماضي إلى 700 دولار، فيما بلغ سعر التذكرة الأدنى للمباراة النهائية 8680 دولاراً، بزيادة تقارب 2000 دولار عن أكتوبر الماضي. وتتراوح أسعار التذاكر حالياً بين 140 دولاراً و2735 دولاراً في دور المجموعات، وصولاً إلى 4185 – 8680 دولاراً في المباراة النهائية، مع عمولة إضافية بنسبة 30% على منصة إعادة البيع الرسمية.

“فيفا” دافع عن سياسته الجديدة، مؤكداً أن نموذج التسعير يعكس الممارسات السوقية في أميركا الشمالية، حيث يتم تعديل الأسعار وفقاً للطلب. لكن هذا التبرير لم يخفف من حدة الغضب الشعبي، خاصة وأن الملف الأصلي لاستضافة البطولة كان قد وعد بأسعار تبدأ من 21 دولاراً فقط.

وبينما تتواصل المطالبات بمراجعة الأسعار، يبقى السؤال الأبرز: هل ستستجيب “فيفا” لضغوط الجماهير والاتحادات، أم أن كأس العالم 2026 سيُسجل كأغلى نسخة في تاريخ البطولة، على حساب المشجعين الذين صنعوا مجدها عبر العقود؟

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد