احتفالا بذكرى رحيله.. أمسية في حب الشاعر “حبيب الصايغ”

نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أمسية تحت عنوان “حبيب مر من هنا” إحياءً للذكرى السنوية الأولى لرحيل الشاعر والكاتب الصحفي “حبيب الصايغ” وفاءً وتقديرًا له، وذلك عبر منصة زووم.
شارك في الأمسية عدد كبير من الكتاب والأدباء من مختلف أرجاء الوطن العربي، والأمين العام للاتحاد الدكتور محمد بن جرش، وفاطمة المعماري القائم بالنشاط الثقافي، وتحدث فيها كلا من الكاتب العماني سعيد الصقلاوي رئيس الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، والشاعر الإماراتي طلال سالم عضو الاتحاد، والكاتب الصحفي والباحث الإماراتي ناصر الظاهري عضو الاتحاد، وأدارت الأمسية الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري عضو مجلس الإدارة رئيس الهيئة الإدارية لفرع دبي.
وقال الأمين العام للاتحاد الدكتور محمد بن جرش: ” لا ريب أن الشاعر والإعلامي حبيب الصايغ ترك فراغًا كبيرًا في الساحة الثقافية ذلك لأنه لم يكن شاعرًا عاديًّا فقد حقق مراتب متقدمة في قصيدة النثر على مستوى الخليج والوطن العربي وهو إضافة إلى ذلك استطاع أن ينقل قصيدة النثر الإماراتية إلى فضاءات واسعة جعلت النقاد يتحدثون عن ذلك ويقرضون إبداعه، وبناء على ما تقدم فإن هذا يؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة ولاّدة وراعية للإبداع “.

سعيد الصقلاوى: الصايغ قامة إعلامية وثقافية وأدبية كبيرة
وخلال الأمسية تحدث الكاتب العماني سعيد الصقلاوي رئيس الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، والذي جمعته مع الشاعر حبيب الصايغ علاقة صداقة كبيرة، حيث قال:”إن حبيب الصايغ سيظل دائمًا عابرًا جميلًا ودائم العبور، فقد جمعتني به علاقة صداقة دامت على مر السنين تجولنا سويًّا خلالها في مختلف الدول، والحقيقة أن حبيب الصايغ ليس شخصية عادية، فهو في منطقة قامة إعلامية وثقافية وصحفية كبيرة”.
وتابع “الصقلاوي” أن الصايغ يُعد بمثابة ركيزة من ركائز النهضة الحديثة في الخليج، وأنه حينما انطلق للعمل في فترة السبعينيات للعمل والإبداع، وكانت دول الخليج تبدأ مشوارها في بداية عصر النهضة الحديثة، واستطاع الصايغ في أن يواكب هذه النهضة الحديثة التي حدثت في دولة الإمارات، ومن هنا يعتبر حبيب الصايغ هو سجل لهذه النهضة الجميلة، سواء على المستوى الأدبي والشعري أو على المستوى الصحفي، بما سطره عبر هذه العقود من العمل الصحفي والإعلامي، والأدبي، ورصد فيها ما حدث في دول الخليج، وكان له كلمة وصوت في كل تلك الأحداث.
وأوضح أنه من ناحية الشعر، نجد أن حبيب الصايغ كان من أول من أدخل الشعر الحديث إلى الشعر العربي، إلا أنه ادخل أنماطًا من الأنماط الشعرية التي واكبت الحركة الحديثة، وكان أحد رموزها البارزين في هذا الميدان، وفي نفس التوقيت كان “حبيب” يمتلك كاريزما خاصة انعكست على أعماله الأدبية، فحينما تقرأ قصيده من قصائده تعرف أنها لحبيب الصايغ، وحينما تدخل في حوار إعلامي وتدخل في جدل معه تجده يتحدث بصوت منخفض، كما أنك تجد نفسك وكأنك تجلس مع شخص ممتلئ بالأفكار المستنيرة.

وشدد على أن هذه الصفات لا يمتلكها الكثيرون وإنما امتلكها “الصايغ” عبر الزمن بالتجربة والممارسة وعبر الخبرة الطويلة وأن هذه الصفات لا يمكن تكررها، فكان حبيب لديه قدرة كبيرة على إدارة الحوار.

وأضاف شاركت مع حبيب في عدة مؤتمرات فكان رجل هادئ ولكنه ممتلئ بالحب ومتسع الفكر، ومتسع البال وهذه مميزات لا تجدها في الكثيرين، في الكتاب والأدباء العرب.
==========
طلال سالم لـ حبيب الصايغ: نحبك وستظل حيا بيننا
قال الشاعر الإماراتي طلال سالم عضو اتحاد كتاب الإمارات أن الصايغ أراد لنا أن نكون في الأمام وأن ننطلق من جديد، وأن نكسر الحواجز، وهذا ما فعله في اتحاد الكتاب، فقد كان يريد أن يكون الشعراء في المقدمة دائمًا.
وتابع “سالم” خلال الأمسية التي نظمها اتحاد وكتاب الإمارات بحلول الذكرى الأولى على رحيل الشاعر الكبير حبيب الصايغ:” أن حبيب الصايغ كان منتصرًا للوطن والعروبة وللإنسانية، وعلى الرغم من رحليه ولكن ذكراه ستبقى في ذاكرتنا “.
ووجه حديثه إلى الصايغ قائلًا:” نحن نحبك وسنظل نحبك وأنت حي بيننا”
============
ناصر الظاهري عن “الصايغ”: فقدنا عمودًا من أعمدة الأدب العربي

قال الشاعر والكاتب الإمارتي ناصر الظاهري خلال الأمسية التي دشنها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، مساء اليوم، بمناسبة حلول الذكرى الأولى على رحيل الشاعر والكاتب الكبير حبيب الصياغ: أننا فقدنا عمودًا من أعمدة الثقافة والصحافة والعمل الأدبي.

وتابع “الظاهري”: “عاصرت الصايغ حينما كان في جريدة الفجر وحين أطلق مجلته “أوراق” وحتى حينما انتقل إلى العمل في جريدة “الخليج”، وحين شرع في تكوين وتاسيس اتحاد كتاب الإمارات، وكان بداية أي لقاء مع “حبيب” تشعر بالندية، – وهذا شيء جميل -، فقد تختلف معه من أول سطر، ولكن في نهاية اللقاء لا تستطيع الاختلاف معه.

وأشار إلى أن “الصايغ” يتميز بأنه دائمًا ما كان يتطلع إلى وجود كتاب وصحفيين جدد، وكان يساعد من يرى فيهم الموهبة وهذا الإبداع، وأتذكر أنه حينما ترأس مجلس إدارة اتحاد وكتاب الإمارات، كان دائًما ما يبحث عن أقلام جديدة وواعدة، عن وجوه تزيد المشهد الثقافي إنارة، حيث قال: “عرفت حبيب في مدن كثيرة، وكان نعم الأخ لي، وكان لله لغة وقاموس خاص”
وتابع:”حين رحل لم أصدق الخبر، وهكذا رحل فجأة دون أن يقبل أصدقاءه ودون أن يودع رفاق كفاحة، فقد رحل في صمت، فحبيب مر من هنا ولكنه باق في الذاكرة”.
شارك في الأمسية عدد كبير من الإعلاميين والكتاب والأدباء الإمارتين والعرب، كما تحدث خلالها كل من الكاتب العماني سعيد الصقلاوي رئيس الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء، والشاعر الإماراتي طلال سالم عضو الاتحاد، والكاتب الصحفي والباحث الإماراتي ناصر الظاهري عضو الاتحاد، وأدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري عضو مجلس الإدارة رئيس الهيئة الإدارية لفرع دبي.

يذكر أن الراحل حبيب الصايغ، الذي ولد في أبوظبي عام 1955، شغل حتى رحيله في 20 أغسطس 2019 منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورئيس تحرير مجلة شئون أدبية، ورئيس التحرير المسئول في جريدة الخليج وكان له عامود يومي في الجريدة، وكان من مؤسسي اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عام 1984، وصدر له ما يزيد عن 11 ديوانا شعريا. وحصل في العام 2004 على جائزة تريم عمران “فئة رواد الصحافة”، كما كرمته جمعية الصحفيين عام 2006 كأول من قضى 35 عامًا في خدمة الصحافة الوطنية، وحصل في العام 2007 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وكانت المرة الأولى التي تمنح لشاعر، كما نال جائزة سلطان بن على العويس في دورتها الرابعة عشرة 2014 – 2015 وهو أول أديب إماراتي يحصل على هذه الجائزة.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد