الأمم المتحدة تجدد ولاية “الأونروا” حتى 2029 وتدعو لدعم عاجل للاجئي فلسطين وسط أكبر موجة نزوح منذ 1967

في خطوة تعكس التزامًا دوليًا متجددًا تجاه قضية اللاجئين الفلسطينيين، اعتمدت اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا جديدًا يقضي بتجديد ولاية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) حتى 30 يونيو 2029، وسط تأييد واسع من 149 دولة، مقابل معارضة 10 وامتناع 13 عن التصويت.
وأكد القرار على أهمية استمرار عمل الأونروا دون عوائق، مشددًا على ضرورة توفير المساعدات الأساسية الصحية والتعليمية والمعيشية للاجئين، ومعبرًا عن أسف الجمعية العامة لعدم تمكنهم من العودة إلى ديارهم أو الحصول على تعويضات عادلة، في ظل استمرار معاناتهم التي وصفت بأنها “مصدر قلق بالغ”.
وفي كلمة مؤثرة قبيل التصويت، شدد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، على أن تجديد الولاية يمثل ضرورة إنسانية وسياسية، لضمان استمرار حماية ومساعدة ملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى حين التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم. كما دعا إلى توفير تمويل كافٍ ومستدام لبرامج الوكالة، محذرًا من أن “حقوق وحياة ومستقبل اللاجئين باتت على المحك”.
وأشار لازاريني إلى القرار 2803 الصادر عن مجلس الأمن، والذي يجيز تشكيل مجلس للسلام وقوة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة، معربًا عن أمله في أن يشكل ذلك خطوة نحو سلام دائم واحترام كامل لحقوق الإنسان.
وفي سياق متصل، كشف لازاريني عن نزوح أكثر من 32 ألف لاجئ فلسطيني قسرًا من مخيمات شمال الضفة الغربية خلال الفترة الأخيرة، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، في ما وصفه بأنه “أكبر موجة تشريد يشهدها لاجئو فلسطين منذ عام 1967”.
ويأتي هذا القرار في وقت بالغ الحساسية، حيث تتزايد التحديات الإنسانية والسياسية في الأراضي الفلسطينية، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية تاريخية لضمان استمرار الدعم والحماية للاجئين، والحفاظ على دور الأونروا كركيزة أساسية في الاستقرار الإقليمي.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد