“الرئيس المصري ” يجدد التأكيد على موقف بلاده الرافض لأي سيناريو يستهدف تهجير الفلسطينيين
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجددا، اليوم، موقف بلاده الثابت والرافض بشكل قاطع، لأي سيناريو يستهدف تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، تحت أي ذريعة، معتبرا أن ذلك يعد محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، ووأد حل الدولتين، وتوسيع رقعة الصراع، وتهديد منظومة السلام بالشرق الأوسط.
كما جدد السيسي، في بيان ألقاه خلال مشاركته “عن بعد” في القمة الاستثنائية لرؤساء الدول والحكومات الأعضاء في تجمع “البريكس”، إدانة مصر ورفضها التام لمحاولات فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وللمخططات الرامية إلى بناء مستوطنات جديدة بهدف تغيير الوضع القانوني والديموغرافي للأراضي الفلسطينية المحتلة، وفرض أمر واقع يقوض حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
ونوه الرئيس المصري بأن بلاده بذلت، ولا تزال، جهودا مضنية للتوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، تمهيدا لبدء ترتيبات اليوم التالي لإدارة القطاع وإعادة إعماره، مشيرا إلى أن مصر أعدت كذلك خطة شاملة للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، حيث حظيت باعتماد عربي وإسلامي، وتأييد واسع من الشركاء الدوليين، كما لفت إلى أن هذه الخطة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن إعادة إعمار القطاع ممكنة، مع بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
وقال السيسي إن التحديات الاقتصادية التي يشهدها العالم حاليا، لا تنفصل عن التوترات الجيوسياسية المتفاقمة، إذ تشهد منطقة الشرق الأوسط أزمات متلاحقة، ألقت بظلالها الثقيلة، على السلم والاستقرار الدوليين، وعرقلت مسارات التنمية المستدامة، مضيفا “أنه في القلب من هذه الأزمات، تستمر الحرب الإسرائيلية الغاشمة على الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، بالتوازي مع الانتهاكات السافرة التي يرتكبها الاحتلال في الضفة الغربية، بما في ذلك “القدس”، في واحدة من أخطر الصراعات، وأكثرها دلالة على ازدواجية المعايير، وانتهاك قواعد القانون الدولي”.
وتابع: “لقد دأبت إسرائيل، منذ ما يقرب من عامين، على ممارسة أبشع صور القتل والترويع، مستخدمة التجويع والحرمان من الخدمات الصحية، كسلاح ضد المدنيين. مما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، بلغت حد إعلان الأمم المتحدة حالة المجاعة في غزة. ولم تكتف إسرائيل بذلك؛ بل مضت في توسيع عملياتها العسكرية، إمعانا في تدمير مقومات الحياة بهدف إجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم، وتنفيذ مخطط التهجير القسري وتصفية قضيتهم العادلة.
واعتبر الرئيس المصري أن المشهد الدولي بات اليوم، غارقا في ازدواجية فاضحة في المعايير، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي، دون أدنى اكتراث أو مساءلة، في ظل إفلات ممنهج من العقاب، وتصاعد مقلق للنزعات الأحادية والتدابير الحمائية، معتبرا أن هذا الانحدار يقوض أسس السلم والأمن الدوليين، ويعيد البشرية إلى أجواء الفوضى واللا قانون، ويكرس استخدام القوة، كوسيلة لفرض الإرادة وتحقيق المآرب، على حساب الشرعية والعدالة.
التعليقات مغلقة.