القطاع العقاري الصيني.. 100 مليار دولار حجم المطالبات هذا العام!

القطاع العقاري الصيني.. 100 مليار دولار حجم المطالبات هذا العام!

قبل سبعة أسابيع فقط، بدت شركة شينرو بروبريتيز غروب Zhenro Properties Group، كأكثر شركات العقارات الصينية استقراراً مالياً، وسط صناعة تعاني من فترة غير مسبوقة من التعثر المالي.

وأعلنت الشركة في يناير عن خطتها لاسترداد جزئي لسنداتها الدولارية، كما تفاخرت بأن إحدى وحداتها حصلت على خط ائتمان بقيمة 9.14 مليار يوان (1.44 مليار دولار) من بنك الصين المملوك للدولة. في الوقت الذي كانت تتداول سنداتها قصيرة الأجل عند 80% من قيمتها الاسمية، مقارنة بـ 17% لمجموعة تشاينا إيفرغراند غروب.

إلا أن هذا التفاخر لم يدم طويلاً، وباتت شينرو أحدث مطور عقاري صيني يحذر من تخلفه عن السداد بالتزاماته، وهو تحول مخيف حتى بمعايير الصناعة التي تضاعفت فيها المفاجآت السلبية خلال العام الماضي،

ويتسبب الانهيار الغامض والمفاجئ للشركة في أزمة ثقة بين المستثمرين تجاه العديد من أقرانها، مما يقوض جهود الحكومة الصينية لوقف العدوى المالية في قطاع العقارات الذي يمثل حوالي ربع الناتج الاقتصادي.

وساعدت التكهنات حول أزمة السيولة في شركة شينرو على انتشار حالة ركود واسع في سندات المطورين العقاريين الصينيين الأسبوع الماضي، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف التمويل للشركات التي تحتاج إلى سداد ما يقرب من 100 مليار دولار من الديون هذا العام.

وأكدت شينرو مخاوف المستثمرين في وقت متأخر من يوم الجمعة، قائلة إنه قد لا يكون لديها السيولة الكافية لسداد مدفوعات ديونها الشهر المقبل. وطلبت الشركة من حاملي السندات التنازل عن أي مطالبات تخلف عن السداد قد تنشأ عن فشل استرداد سنداتها الدائمة البالغة 200 مليون دولار في 5 مارس المقبل.

يأتي هذا فيما ارتفع العائد على مؤشر سندات المطورين العقاريين المثقل بالسندات الدولارية الصينية مرة أخرى فوق 20% الأسبوع الماضي، مما يجعل إعادة التمويل باهظة التكلفة بالنسبة لكثير من الشركات في الصناعة. كما استمرت مبيعات المنازل في الانخفاض، مما أدى إلى تقليص المصدر الرئيسي للنقد للمطورين.

وقالت شركة شينرو يوم الجمعة إن مبيعاتها تراجعت بنحو 30% في يناير مقارنة بالعام الذي سبقه.

وعلى الرغم من أن شينرو تعد صغيرة جداً بالنسبة إلى إيفرغراند، حيث احتلت المرتبة 30 بين المطورين الصينيين من خلال المبيعات المتعاقد عليها العام الماضي، إلا أن أعمالها كان لها تأثير كبير على السوق العقاري، خاصةً بعد التحول الكبير في تصريحات الشركة.

حتى في الوقت الذي كانت تنهار فيه سندات شينرو بسبب تكهنات بأنها ستفشل في استرداد السند الدائم، رفضت الشركة التقارير المتعلقة بأوراق الدين الخارجية ووصفتها بأنها “غير صحيحة ووهمية”، بينما ألقت باللوم على “ظروف السوق المعاكسة” في مشاكل الديون في بيان يوم الجمعة، إلا أنها قدمت القليل من التفاصيل حول سبب تدهور مركزه المالي بشكل كبير منذ أوائل يناير.

ويشير مصطلح السندات الدائمة، إلى نوعية من السندات التي ليس لها تاريخ استحقاق، وتسدد مدفوعات فائدة على سنداتها إلى الأبد، وكان من الشائع أن لا يتم استرداد هذه السندات، إلا أن بعض منها بات يمكن استدعائه بشروط معينة.

وتعزز هذه الحادثة عقلية “البيع أولاً، وطرح الأسئلة لاحقاً” التي ترسخت بين المستثمرين في ديون العقارات الصينية. وانخفضت سندات شينرو الدائمة إلى حوالي 23% من قيمتها الأسمية من 93% في غضون أيام قليلة مع انتشار شائعات حول فشل الاسترداد، في حين انخفضت سنداتها الدولارية المستحقة في أبريل إلى حوالي 25% من 77%ً.

كتب محللو بلومبرغ إنتليجنس بمن فيهم أندرو تشان في تقرير الأسبوع الماضي أن المخاوف المتزايدة بشأن الافتقار إلى الشفافية في صناعة العقارات في الصين قد تدفع بعض المستثمرين إلى تجنبها تماماً.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد