المنخفض القطبي “بيرون” يفاقم معاناة النازحين في غزة ويغرق آلاف الخيام وسط مخاوف من كارثة إنسانية متصاعدة

اجتاح المنخفض الجوي القطبي “بيرون” قطاع غزة منذ الساعات الأولى من صباح الأربعاء، مضيفًا فصلًا جديدًا من المأساة الإنسانية التي يعيشها مئات آلاف النازحين في مخيمات الإيواء المنتشرة في مختلف مناطق القطاع، وسط بنية تحتية مدمرة وأوضاع معيشية قاسية فرضها العدوان الإسرائيلي المستمر.

وتسببت الأمطار الغزيرة المصاحبة للمنخفض في غمر آلاف الخيام ومراكز الإيواء التي تفتقر لوسائل الحماية الأساسية، ما أدى إلى إتلاف ممتلكات النازحين وتدمير احتياجاتهم اليومية، فيما اقتلعت الرياح العاتية عشرات الخيام خاصة على الشريط الساحلي لغزة، حيث اضطرت عائلات كثيرة لإقامة خيامها قرب البحر لعدم توفر أماكن داخل المدن المدمَّرة.

ووفق هيئة الأرصاد الجوية الفلسطينية، يمتد تأثير المنخفض حتى يوم الجمعة مصحوبًا بكتلة هوائية باردة وعواصف رعدية وتساقط للبرد، مع توقعات بمزيد من الأمطار الغزيرة التي قد تسبب فيضانات واسعة في المناطق المنخفضة.

ورصد مراسل وكالة الأنباء القطرية /قنا/ مشاهد مأساوية تعكس صعوبة الأوضاع داخل مخيمات النزوح، حيث غمرت المياه الخيام بشكل كامل، في ظل غياب البنية التحتية والمعدات اللازمة لصرف المياه أو حماية السكان من تداعيات الطقس العاصف.

وحذر محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، من “مخاطر غير مسبوقة” قد يشهدها القطاع، مشيرًا إلى أن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية وعدم قدرة فرق الدفاع المدني على الاستجابة، يجعل المخيمات والمباني الآيلة للسقوط عرضة لانهيارات قد تخلف ضحايا. وأضاف أن القطاع قد يشهد “غرقًا واسعًا” إذا استمرت الأمطار بغزارتها المتوقعة.

من جانبه، أكد إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن المنخفض يحمل “مخاطر كبيرة” على عشرات آلاف العائلات التي تعيش في خيام وملاجئ لا توفر الحد الأدنى من الأمان، محذرًا من خسائر بشرية وأضرار واسعة محتملة.

كما شدد حسني مهنا، المتحدث باسم بلدية غزة، على أن قدرة الطواقم البلدية على مواجهة تداعيات المنخفض تكاد تكون معدومة بعد تدمير الاحتلال لأكثر من 85% من معدات الإنقاذ. وطالب المجتمع الدولي بالضغط لإدخال المعدات والمواد الأساسية اللازمة لإنقاذ السكان من الغرق.

ويأتي هذا المنخفض بعد أسبوعين فقط من منخفض جوي سابق تسبب في غمر آلاف الخيام وتدمير العديد من مخيمات الإيواء، مما يفاقم معاناة النازحين الذين يعيشون منذ عامين في ظروف إنسانية صعبة نتيجة حرب الإبادة الإسرائيلية التي دمرت البنية التحتية والمنازل وأجبرت مئات الآلاف على النزوح القسري.

ومع توالي المنخفضات الجوية وغياب الحد الأدنى من الحماية، تتصاعد المخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، في ظل استمرار الحصار ونقص المساعدات ومنع إدخال الاحتياجات الأساسية ومعدات الطوارئ.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد