باسم يوسف: السخرية تحمي العقول وتعيد تشكيل الوعي العام

أكد الإعلامي والكوميدي باسم يوسف أن السخرية ما زالت تمتلك قدرة كبيرة على تشكيل الوعي العام، رغم التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم، مشيراً إلى أن الضحك قد يكون الوسيلة التي تحمي الناس من “فقدان عقولهم” وهم يشاهدون ما يجري من أحداث واضطرابات.

جاء ذلك خلال لقائه الخاص المعنون بـ«عقد من المحتوى الساخر.. هل نجح في أداء غرضه؟»، ضمن أعمال الدورة الأولى من قمة بريدج 2025، التي عُقدت في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك).

وأوضح يوسف أن السخرية تُحوِّل الغضب إلى شكل من أشكال التسلية، واصفاً إياها بأنها “المخدّر العصري المثالي”، مؤكداً عزمه مواصلة إطلاق النكات على الأقوياء، حتى وإن استمروا في تجاهله. وشدد على ضرورة التمسّك بروح الدعابة لأنها “تغيّرنا حتى وإن لم تُغيّر كل شيء”.

وأشار إلى أن اسمه بات مرتبطاً بالحروب والثورات والأزمات الإنسانية رغم كونه كوميدياً، لافتاً إلى أن انتشار مواقفه السياسية كان السبب الأبرز في شهرته، قائلاً: “انتشرت بسبب آرائي السياسية وليس بسبب النكات، ولسبب ما يأخذ الناس النكات التي أطرحها بجدية أكبر مما ينبغي”.

وأضاف أن السؤال حول “نجاح السخرية” يجب أن يتحول إلى سؤال عن “كيفية نجاحها”، واصفاً السخرية بأنها “انعكاس مبالغ فيه للواقع”، وبأن دور الساخر يقوم على شقّين أساسيين هما النقد والترفيه معاً.

وبيّن يوسف أن السخرية تمنح الجمهور مساحة للتنفيس دون تحمّل مسؤولية، قائلاً إن العلاقة معه

الوقت نفسه”، مؤكداً أن السخرية نجحت بالفعل، ولكن ربما “ليس بالطريقة التي كان يأملها الكثيرون”.

ويُذكر أن باسم يوسف يُعد من أبرز رواد السخرية السياسية في العالم العربي، بعد نجاح برنامجه “البرنامج”، وانتشار حلقاته عبر “يوتيوب”، كما اختير ضمن قائمة مجلة “تايم” لأكثر 100 شخصية تأثيراً حول العالم، وحصل على جائزة حرية الصحافة الدولية من لجنة حماية الصحفيين.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد