دولة الإمارات تدعو إلى معالجة الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان

أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة على ضرورة تكثيف العمل لمعالجة الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان، داعيةً إلى تشجيع الأطراف المعنية على تعزيز الحوار والتعاون لتحقيق أهداف اتفاق السلام، وشددت على أهمية وضع حماية المدنيين في صدارة الأولويات.
وحذرت الإمارات، في بيان أمام جلسة أمام مجلس الأمن الدولي، بشأن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان «أونميس»، ألقته غسق شاهين، المنسقة السياسية لبعثة الدولة لدى الأمم المتحدة من الارتفاع المقلق في مستويات العنف ضد النساء والأطفال، مؤكدة على أهمية محاسبة مرتكبي هذه الجرائم المروعة.
وقالت في البيان: «في سياق الإصلاحات الجارية في القطاع الأمني، نُثمن المساعي الأخيرة للحكومة في تخريج أول دفعة من القوات الموحدة في الشهر الماضي، في إطار الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق السلام المعاد تنشيطه، آملين متابعة البناء على هذه الجهود».
وأوضح البيان، أنه يتعين على كافة الأطراف مواصلة خفض التصعيد وبناء الثقة بين المجتمعات لرأب الصدع والتركيز على وحدة واستقرار جنوب السودان، لمعالجة الأسباب الجذرية لمختلف التحديات الحالية والتي بدورها ستساهم في وقف العنف بين القبائل، لاسيما مع تفاقمه في عدد من المناطق، وأبرزها منطقة أعالي النيل وولاية الوحدة.
وقال: «تتابع دولة الإمارات المُجريات الأخيرة التي شهدتها جمهورية جنوب السودان، وخاصة فيما يتعلق بالتوقيع على خارطة طريق السلام خلال اجتماع الرابع من أغسطس والتي بموجبِها تم تمديد الفترة الانتقالية لمدة عامين إضافيين، ونالت  تأييد لجنة الرصد والتقييم المشتركة المعاد تشكيلها، حيث نتطلع أن تُساهم هذه الخطوة في ضمان تنفيذ البنود الرئيسية لاتفاق السلام المعاد تنشيطُه، والذي نتفق جميعاً على أنه يظل ضرورياً لدعم الأمن والاستقرار في جنوب السودان، ونواصل هنا تشجيع الأطراف المعنية على تعزيز الحوار والتعاون لتحقيق أهداف الاتفاق».
وفيما يخض الأوضاع الأمنية، أكدت الإمارات في بيانها أمام مجلس الأمن أن حماية المدنيين يجب أن تبقى في صدارِة الأولويات.
وأردف البيان: «رغم المساعي المبذولة للاستجابة للاحتياجات الإنسانية المُلِحة في جنوب السودان، لاتزال الأوضاع الإنسانية معقدة، فوفقاً لتقديرات برنامج الأغذية العالمي، يعاني ما يزيد عن 8 ملايين شخص في جنوب السودان من انعدام الأمن الغذائي الحاد، كما يحتاج معظم سكان البلاد إلى تلقي مساعدات عاجلة، إلى جانب ارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين داخلياً».
وأشار البيان إلى أن الأوضاع الإنسانية المتردية تفاقمت بسبب استمرار الفيضانات والتحديات الاقتصادية الصعبة والافتقار إلى البنية التحتية المناسبة، فضلاً عن الآثار الناجمة عن جائحة «كوفيد- 19»، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي، تكثيف العمل المشترك لمعالجة الأوضاع الإنسانية في جنوب السودان، والنظر في بناء قدرة المجتمعات على الصمود عند التخطيط للعمليات الإنسانية، بما في ذلك عبر وضع آليات تركز على الاستجابة لتداعيات تغير المناخ على المدى البعيد.
وفي ختام البيان، أشادت الإمارات بالدور الهام التي تقوم به بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان «أونميس» في منع نشوب النزاعات ودعم الحكومة، وذلك عبر تقديم الخبرات الفنية وبناء القدرات اللازمة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد، والذي يتطلب أيضاً التزاماً مستداماً من جانب كافة الشركاء الإقليميين والدوليين.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد