دولة الإمارات: ضرورة خفض التصعيد في روسيا

أكدت دولة الإمارات أنها تتابع بقلق بالغ التوترات الأخيرة في روسيا الصديقة، الناجمة عن تمرد في القوات العسكرية، والذي يهدد بالمزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة، مؤكدة ضرورة احترام قواعد ومبادئ القانون الدولي.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، موقف دولة الإمارات الداعي إلى ضرورة الالتزام بالتهدئة وضبط النفس، مشيرة إلى ضرورة المحافظة على وحدة واستقرار روسيا الاتحادية بما يحقق الأمن والازدهار لشعبها الصديق.
وقال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، إنه في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها روسيا، أصبحت الحاجة إلى حل سياسي يُعالج الأزمة الأوكرانية وتداعياتها أكثر إلحاحاً لتجنيب العالم المزيد من الاحتقان، موضحاً أن الحلول السياسية لم تعُد خياراً بل ضرورة لتفادي الصراعات وانعكاساتها السلبية على مسارات الاستقرار والتنمية في العالم.

وقال معاليه في تغريدة بحسابه الرسمي على «تويتر»: «في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها روسيا أصبحت الحاجة إلى حل سياسي يُعالج الأزمة الأوكرانية وتداعياتها أكثر إلحاحاً لتجنيب العالم المزيد من الاحتقان. الحلول السياسية لم تعُد خياراً، بل ضرورة لتفادي الصراعات وانعكاساتها السلبية على مسارات الاستقرار والتنمية في العالم».
وأعلنت روسيا، أمس، أن أجهزتها الأمنية والعسكرية تتعامل مع عصيان مسلح أعلنه مؤسس مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة، وذلك قبل أن يعلن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو عن قبول مؤسس «فاغنر» يفغيني بريغوجين، اقتراح لوكاشينكو وقف تحركات مسلحي المجموعة في روسيا، واتخاذ مزيد من الخطوات لتهدئة التوترات.
وقالت الخدمة الصحفية للرئيس البيلاروسي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أطلع صباح أمس، نظيره البيلاروسي على الوضع في جنوب روسيا مع مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة، واتفق الزعيمان على العمل المشترك.
واتفق رئيس بيلاروسيا مع رئيس روسيا، على إجراء محادثات مع رئيس «فاغنر»، واستمرت المفاوضات مع بريغوجين طوال يوم أمس، بحسب الخدمة، حيث جرى التوصل إلى اتفاقيات بوقف حركة الأفراد المسلحين التابعين لـ«فاغنر» على أراضي روسيا، واتخاذ المزيد من الخطوات لتهدئة التوترات.
واختتمت الخدمة الصحفية بيانها بالقول: «في الوقت الحالي يوجد خيار مقبول ومريح تماماً لحل الموقف، مطروح على الطاولة، مع ضمانات أمنية لمقاتلي (فاغنر) العسكرية الخاصة».
وغادر مقاتلو فاغنر المقر الرئيسي للجيش الروسي في روستوف الذي سيطروا عليه، فيما أعلن الكرملين أن رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين سينتقل إلى بيلاروسيا، وسيتم إسقاط التهم الموجهة إليه، بموجب اتفاق توسط فيه رئيسها ألكسندر لوكاشينكو لإنهاء التمرد المسلح الذي قاده بريغوجين ضد القيادة العسكرية الروسية.
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إن لوكاشينكو عرض التوسط للتوصل إلى اتفاق، بناء على موافقة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه على معرفة شخصية ببريغوجين منذ نحو 20 عاماً.
وفي وقت مبكر من صباح أمس، سيطرت قوات مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة، على مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في مقاطعة روستوف على نهر الدون. ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصرفات المتمردين بأنها مغامرة إجرامية وطعنة في ظهر روسيا وخيانة. وفتح جهاز الأمن الفيدرالي الروسي قضية ضد مؤسس «فاغنر» يفغيني بريغوجين بموجب تهمة تنظيم «عصيان مسلح».
وأعلن رئيس شركة «فاغنر» العسكرية الخاصة، يفغيني بريغوجين، عن وقف تحرك قواته باتجاه موسكو، مؤكداً أنها استدارت وتغادر في الاتجاه المعاكس.
وكان بوتين أكد في خطاب متلفز وجهه لمواطنيه، صباح أمس، أن الدعوة للعصيان المسلح جاءت نتيجة المغالاة في الطموحات والمصالح الشخصية.

وقال الرئيس الروسي، إن بلاده لن تسمح بتكرار ما واجهته عام 1917، حين «طُعِنَت في ظهرها فيما كانت تخوض الحرب العالمية الأولى، لسرقة النصر منها»، قائلاً إن السلطات الروسية ستحمي شعبها ودولتها من أي تهديد، وأي خيانة داخلية.
وأعلن بوتين أنه سيتم اتخاذ إجراءات صارمة لإرساء الاستقرار في مقاطعة روستوف التي وصف الوضع فيها، بأنه لا يزال صعباً، مشدداً على أنه سيبذل كل ما في وسعه، لـ«الدفاع عن روسيا واستقلالها وحرية مواطنيها».
واعتبر أن الانخراط في التمرد ضلوع في الخيانة، داعياً إلى توحيد الصفوف وحشد جميع القوى في البلاد، ونبذ أي خلافات داخلية، في هذا التوقيت الذي تُخاض فيه معركة يتم فيها تقرير مصير الشعب الروسي.
وشدد بوتين في فيديو، تناقله ناشطون للقاء صحفي مع الرئيس، على أن الشيء الوحيد الذي لا يغفره هو الخيانة.
وأعلنت لجنة مكافحة الإرهاب الوطنية في روسيا، فتح تحقيقات جنائية بشأن تصريحات بريغوجين الأخيرة، باعتبارها دعوة للتمرد المسلح، مؤكدة أنه لا أساس لها من الصحة من الأصل، ونفت وزارة الدفاع الروسية صحة مزاعم مؤسس مجموعة «فاغنر» باستهداف الجيش لمسلحيه، وشددت على أنها استفزاز إعلامي.
ونشرت مواقع التواصل وقنوات «تيليغرام» فيديو لاصطفاف العربات المدرعة والدبابات في محيط مبنى فرع وزارة الدفاع الروسية في مدينة روستوف، جنوب غربي روسيا. ونقلت المصادر أن مجهولين بلباس عسكري مموه طوقوا مقر المنطقة العسكرية الجنوبية والمقر الرئيسي لوزارة الداخلية ومبنى إدارة المدينة.
في الوقت نفسه، دعا كبار قادة الجيش الروسي، من بينهم نائب رئيس هيئة الأركان الجنرال فلاديمير أليكسييف، مسلحي مجموعة «فاغنر»، إلى الانصياع لأوامر الرئيس بوتين، وحل جميع المشكلات سلمياً، وتحت قيادة القائد الأعلى للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية.
أهابت وزارة الدفاع الروسية بمقاتلي مجموعة «فاغنر»، عدم الانخراط في مغامرة مؤسس «فاغنر» الإجرامية والاتصال بالأجهزة الأمنية فوراً، متعهدة بضمان سلامتهم.
كما تعهدت وزارة الدفاع بضمان أمن وسلامة كل من يتصل بها من مقاتلي المجموعة ويرفض الانخراط في هذه المغامرة الإجرامية.

وأكد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، أن تصريحات وتصرفات مؤسس مجموعة «فاغنر»، تمثل «دعوة لإشعال نيران نزاع أهلي مسلح»، مُطالباً مسلحي المجموعة، برفض «أوامر بريغوجين الإجرامية والغادرة، واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لاعتقاله».
وأشار إلى أن التصريحات المنتشرة حول حصول ضربات شنّتها وزارة الدفاع الروسية على جنود شركة «فاغنر» العسكرية لا تمت للواقع بصلة وتعتبر بمثابة الاستفزاز.
وأضاف: «المعلومات كافة التي تم نشرها عبر شبكات التواصل الاجتماعي باسم بريغوجين حول حصول هجمات صاروخية من قبل وزارة الدفاع الروسية على الوحدات الخلفية لقوات فاغنر ليست واقعية».
وتابع: «إن الجيش الروسي يواصل تنفيذ المهام القتالية على خطوط التماس مع القوات الأوكرانية في منطقة العملية العسكرية الخاصة».
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أن عدداً من مقاتلي «فاغنر»، أدركوا خطأهم وتوجهوا بطلب من القوات الروسية للحصول على المساعدة وضمان سلامتهم. كما دعا رئيسا مجلسيْ النواب والاتحاد المُؤلفينْ للبرلمان الروسي، إلى الوقوف خلف الرئيس بوتين ودستور البلاد، وذلك فيما أكد نواب بارزون، أنه لا يمكن التسامح مع خيانة مؤسس «فاغنر»، الذي وُصِفَ بأنه «نسخة محدثة من الجنرال أندريه فلاسوف الذي خان الاتحاد السوفييتي» خلال الحرب العالمية الثانية.

 

 

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد