«رحلة الإنسانية».. أكبر لوحة على القماش في العالم

انطلاقاً من دبي التي يتخذها مقراً له، نجح الرسام البريطاني ساشا جفري، وهو أحد الرموز الفنية الداعمة للأعمال الإنسانية، ومن أشهر الفنانين المعاصرين، في دخول موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية، بعمل بالغ التميز، وهو لوحة فنية على القماش تُعد الأكبر من نوعها في العالم، وتحمل عنوان «رحلة الإنسانية» بمساحة 17 ألفاً و176.6 قدم مربعة.

«إنسانية مُلهَمة»
تعد اللوحة أكبر مبادرة اجتماعية وفنية وخيرية عالمية في التاريخ، وتأتي في إطار المبادرة الخيرية «إنسانية مُلهَمة»، التي تم إطلاقها برعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، بالشراكة مع كلٍّ من دبي العطاء، العضو في مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ومنتجع أتلانتس النخلة بدبي، وبدعم من وزارة التسامح والتعايش ووزارة التربية والتعليم، وتهدف إلى جمع 30 مليون دولار أميركي «أكثر من 110 ملايين درهم» للإسهام في تحقيق تغيير إيجابي في حياة الأطفال الأكثر احتياجاً حول العالم والأكثر تضرراً من آثار جائحة «كورونا» في المناطق الأكثر فقراً، وبتأييد أكثر من 100 شخصية عالمية حتى الآن.
ويعكس هذا الإنجاز، في بُعديه الإبداعي والإنساني، أثر البيئة الداعمة التي توفرها دبي للمواهب الخلاقة والمناخ المناسب الذي يمكنهم من إطلاق أفكار مبتكرة، تصب في مصلحة الإنسانية، وهو أيضاً ما يتفق مع نهج دبي في تعزيز العمل الخيري والإنساني، وتوسيع نطاقه عالمياً.
ونفّذ الفنان العالمي ساشا جفري لوحته «رحلة الإنسانية» داخل القاعة الكبرى في منتجع أتلانتس النخلة بدبي، والتي قام بتحويلها إلى استوديو رسم، حيث أمضى فيها سبعة أشهر كاملة، بدءاً من شهر مارس 2020 وحتى شهر سبتمبر من العام ذاته، وهو ما واكب فترة الإغلاق التي فرضها العالم في مواجهة وباء (كوفيد-19)، حيث واصل العمل بواقع 20 ساعة يومياً، مستخدماً 1065 فرشاة رسم و6300 لتر من الطلاء لتنفيذها، وتمكَّن جفري من الوصول إلى أكثر من 2.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، من خلال هذه القطعة الفنية الشهيرة، التي وُصفَت على أنها «سقف كنيسة سيستين الحديث»، في مقارنة مع العمل التاريخي الشهير الذي يُعد من أشهر ما قدم فنان عصر النهضة مايكل أنجلو في مطلع القرن السادس عشر.

نقطة انطلاق
وتعليقاً على هذا الإنجاز العالمي ومبادرته الإنسانية الهادفة، قال ساشا جفري «تشرَّفتُ بدخول لوحتي «رحلة الإنسانية» إلى موسوعة «جينيس»، وهي مجرد البداية لمسيرة مبادرة «إنسانية مُلهَمة»، فاللوحة والمبادرة هما أكثر بكثير من مجرد قطعة فنية، إذ يهدفان إلى إحداث تغيير إيجابي حقيقي في المجتمعات من خلال قلوب وعقول وأرواح أطفال العالم، وكلاهما يمثلان نقطة انطلاق نحو مستقبل أفضل للبشرية جمعاء، وهدفنا عالم واحد.. روح واحدة.. كوكب واحد..».

أربعة مزادات
من جانبه، قال شادي جاد مدير تسويق أول لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «جينيس» للأرقام القياسية، إن أكبر لوحة فنية على القماش هو إنجاز مميز لجفري، وبالتأكيد ستلهم الكثيرين حول العالم.
وتم تقسيم لوحة «رحلة الإنسانية» الضخمة إلى عدة لوحات قماشية بعد ترقيمها وتوقيعها وفهرستها وتعليقها على إطار، وستُباع 70 قطعة من اللوحة بشكل فردي عبر أربعة مزادات خلال عام 2021، وسيتم جمع الأموال لصالح المبادرات الخيرية في قطاعات التعليم والاتصال الرقمي والرعاية الصحية وغيرها من المرافق.

تغيير إيجابي
وقال الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء وعضو مجلس إدارتها «يسرنا أن نهنئ ساشا جفري على هذا الإنجاز الفريد، والذي من شأنه أن يرسم ملامح مستقبل جديد للعديد من الأطفال والشباب المحرومين حول العالم، موضحاً أن لوحة «رحلة الإنسانية» تبرز أهمية وقوة روح الفريق والعمل الجماعي وتأثيرهما الكبير في إحداث تغيير إيجابي.
ومن المقرر أن تعود هذه التحفة الفنية إلى قاعة منتجع «أتلانتس» الكبرى ليكشف عنها الستار رسمياً في 25 فبراير الجاري، وستكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تجميع القطع لإعادة تكوين اللوحة الأصلية بعد تقسيمها لتحقيق أهدافها الخيرية.

تحفة فنية
وقال تيم كيلي نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام في أتلانتس دبي: «نحن سعداء بدخول مسيرة الإنسانية للرسام الشهير ساشا جفري إلى موسوعة «جينيس» كأكبر لوحة قماشية فنية في العالم، وقد تشرفنا باستضافة جفري في المنتجع، حيث قام بإبداع هذه التحفة الفنية الضخمة».
من جانبها، قالت الممثلة العالمية إيفا لونغوريا، الرئيسة الفخرية لمؤسسة «جلوبال جيفت»، وتعد أحد رموز العمل الخيري: «نشعر بكل الفخر والاعتزاز، ويسعدنا أن نتعاون، ونكون جزءاً من مبادرة «إنسانية مُلهَمة»، إذ نواصل تعزيز علاقتنا الطويلة مع الفنان ساشا جفري، الذي جمع أكثر من 60 مليون دولار أميركي لتسليط الضوء على أهم القضايا في جميع أنحاء العالم».

موهبة وطاقة مذهلة
بيّنت ماريا برافو مؤسِّسة «جلوبال جيفت» كيف أمضى الرسام ساشا جفري وقته، واستثمر موهبته، ووظَّف طاقته المذهلة على مدى سنوات عديدة، للمساعدة في جمع الأموال لدعم المؤسسة، وعدد كبير من المنظمات غير الحكومية الدولية في مختلف أنحاء العالم، مضيفةً أن عدداً كبيراً من المتبرعين لمؤسسة «جلوبال جيفت» حريصون على المشاركة، والإسهام بشكلٍ فعال في تعزيز الإرث الفني لأعمال جفري.
وأضافت برافو: «الفوز بلقب أكبر لوحة فنية قماشية في العالم ضمن موسوعة «جينيس» ولهدف خيري، هو إنجاز عظيم، وهناك جهد كبير وراء هذا المشروع، ما يدل على أنه يمكننا بالفعل إحداث فرق ملموس للأطفال المحتاجين في جميع أنحاء العالم، ونحن متشوقون لرؤية هذه القطعة الفنية الرمزية والتاريخية عن كثب».

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد