روسيا مستعدة للتفاوض.. ولا انسحاب من محطة زابوريجيا

توقعت السلطات الأوكرانية ضربات روسية جديدة هذا الأسبوع، في ظل تساقط الثلوج على كييف وانقطاعات الكهرباء، وأعلنت عن خطة لترحيل المدنيين في خيرسون إلى غربي البلاد بعد اشتداد قصف القوات الروسية على المدينة التي انسحبت منها، وأعلن سلاح الجو الروسي عن القضاء على أكثر من 100 عسكري أوكراني بضربة دقيقة، وتدمير مدرعات منقولة على سكة حديد، ونفت روسيا الانسحاب من محطة زابوريجيا للطاقة النووية بعد حديث مسؤولين أوكرانيين عن مؤشرات على ذلك.

توقع ضربات جديدة

قال مسؤولون أوكرانيون أمس الاثنين أنهم يتوقعون سلسلة جديدة من الضربات الروسية هذا الأسبوع، بعدما استهدفت الضربات السابقة منشآت حيوية وتسببت بانقطاع المياه والكهرباء لا سيّما في العاصمة كييف. وقالت المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني ناتاليا غومنيوك الاثنين «من المرجّح جداً أن يشهد هذا الأسبوع هكذا هجوم»، مشيرة إلى ظهور سفينة صواريخ روسية في البحر الأسود. وأوضحت للتلفزيون الأوكراني «إنها حاملة صواريخ سطح تحمل ثمانية صواريخ من نوع كاليبر. هذا يشير إلى أن هناك استعدادات جارية».

وكان الرئيس فولوديمير زيلينسكي قد حذّر من جهته، في خطاب عبر الفيديو، من أن «الأسبوع الحالي قد يكون صعباً مثل الأسبوع الماضي» الذي شهد قصفاً روسياً تسبب بانقطاع التيار الكهربائي فيما تنخفض درجات الحرارة تدريجياً. وأضاف «قواتنا الدفاعية تستعدّ. الدولة بأسرها تستعدّ. نطرح جميع السيناريوهات، بما في ذلك مع شركاء غربيين»، داعياً الأوكرانيين إلى الالتفات إلى التنبيهات المضادة للطائرات. وتحدّث عن وضع «صعب جداً» على الجبهة، لا سيّما في منطقة دونيتسك في الشرق حيث تتركّز المعارك منذ انسحاب القوات الروسية من مدينة خيرسون في الجنوب. وأضاف أن«الروس ما داموا يملكون صواريخ فلن يتراجعوا للأسف».

وقالت سلطات خيرسون الأوكرانية إنها تعمل على توفير قطارات سكة حديد لنقل من تبقى من سكان المدينة إلى خميليتسكي في غرب أوكرانيا بعد اشتداد القصف الروسي المتواصل على المدينة التي استردتها القوات الأوكرانية.

تدمير مدرعات

ذكرت وزارة الدفاع الروسية الاثنين أن الطيران الروسي في منطقة دنيبروبيتروفسك قضى على أكثر من 100 جندي أوكراني في منطقة محطة مويسييفكا، بضربة من أسلحة بعيدة المدى عالية الدقة. وأضاف أن الأسلحة الروسية عالية الدقة تمكنت من ضرب نقطة تمركز للمعدات العسكرية بمنطقة دنيبروبيتروفسك، حيث تم تدمير 8 مدرعات وخمس مركبات أثناء تحميلها للنقل بواسطة السكك الحديدية.

كما أحبطت القوات الروسية محاولة لمهاجمة مواقعها في اتجاه كوبيانسك، وبالتحديد في اتجاه قرية كوزيموفكا بجمهورية لوغانسك وتمت تصفية أكثر من 50 عسكرياً أوكرانياً.

ودحرت نيران المدفعية الروسية مجموعتين تكتيكيتين حاولتا الهجوم في اتجاه كراسنوليمان بمنطقة قرية تشيرنوفايا ديبروفا، وقامت بتصفية أكثر من 30 عسكرياً أوكرانياً.

وقتل 80 جندياً أوكرانياً خلال صد هجوم في اتجاه أرتيوموفسك،على قرى بيلوغوروفكا وباخموتسكويه وياكوفليفكا بجمهورية دونيتسك الشعبية. كما قتل 50 جندياً في صد هجومين مضادين. ودك الطيران العملياتي والتكتيكي للجيش والقوات الصاروخية والمدفعية الروسية 8 مواقع قيادة للعدو، إضافة إلى 57 نقطة تمركز أفراد ومعدات عسكرية في 124 مقاطعة.

لا انسحاب روسيّاً من زابوريجيا

قالت الإدارة التي عينتها روسيا في مدينة إنرعودار الاثنين إن محطة زابوريجيا للطاقة النووية لا تزال تحت السيطرة الروسية، وذلك بعد أن أشار مسؤول أوكراني كبير إلى أن القوات الروسية تستعد للمغادرة. وأضافت الإدارة الموالية لموسكو على تطبيق المراسلة تيلغرام أن «وسائل الإعلام تواصل نشر الأكاذيب بأن روسيا تنوي الانسحاب من إنرغودار وتغادر (المحطة النووية). هذه المعلومات غير صحيحة».

يأتي ذلك غداة تصريح رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية التي تديرها الدولة، والذي قال فيه إن هناك مؤشرات على أن القوات الروسية ربما تستعد لإخلاء المحطة المترامية الأطراف والتي سيطرت عليها في مارس/ آذار بعد وقت قصير من عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية الاثنين إن القوات الأوكرانية دمرت أواخر الأسبوع الماضي ست وحدات من المعدات العسكرية الروسية وإن نحو 30 جندياً روسيّاً أصيبوا بجروح في قتال قرب إنرغودار.

موسكو مستعدة للتفاوض وترفض تصرفات زيلينسكي

واكد دبلوماسي روسي كبير أن موسكو مستعدة للتفاوض مع أوكرانيا، وليس للتعامل مع «تصرفات» فلاديمير زيلينسكي.

وتعليقاً على عرض الفاتيكان توفير مكان للمفاوضات لحل النزاع في أوكرانيا، قال أليكسي مارتينوف مدير المعهد الدولي للدول الحديثة التابع لوزارة الخارجية، لوكالة «نوفوستي» الروسية: «هذه ليست أول أخبار من هذا النوع، وتتكرر هذه المبادرات لتوفير مكان للمفاوضات بشأن أوكرانيا بمعدل مرة واحدة في الشهر، إلا أن ذلك لا يعني على الإطلاق أن المفاوضات ستجري». وأكد أن روسيا مستعدة للتفاوض، كما ذكر الممثلون الرسميون للكرملين أكثر من مرة، إلا أن روسيا «مستعدة للمفاوضات على وجه التحديد وليس للتعامل مع تصرفات زيلينسكي الحمقاء».

وبحسب قوله، من الضروري مناقشة وقف الأعمال العسكرية العدائية من قبل كييف، والجميع مستعد لذلك، لكن لا أحد يقبل المساس بالأراضي الروسية، حيث لخص حديثه قائلا: «إذا كان لدى كييف رغبة، سيكون هناك وسطاء ومنصات ومقترحات مماثلة».
وكان وزير خارجية الفاتيكان، رئيس الأساقفة، بول ريتشار غالاغر، صرح بأن الكرسي الرسولي مستعد لتوفير مكان للمفاوضات لحل النزاع في أوكرانيا، وأبلغ مصدر مطلع في الفاتيكان وكالة «نوفوستي» بأن الكرسي الرسولي مستعد لفعل كل ما هو ممكن لتحقيق السلام في أوكرانيا. ورداً على سؤال بشأن رد فعل الفاتيكان على مقترحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أشار إلى أنه «إذا طلب منه الجانبان التوسط، فلن يتراجع الكرسي الرسولي بالتأكيد».
كذلك صرح المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، بأن روسيا منفتحة على الاتصالات، لكن أوكرانيا هي التي «قررت عدم استمرار المفاوضات.
وكانت مجلة «لو بوينت» الفرنسية ذكرت في وقت سابق أنه خلال زيارة للفاتيكان في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، طلب ماكرون من البابا فرنسيس الاتصال بالزعيمين الروسي والأمريكي، فلاديمير بوتين، وجو بايدن، من أجل حل الأزمة في أوكرانيا، حيث تحدث ماكرون أيضاً عن حاجة الولايات المتحدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات لدفع عملية

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد