زايد الخير.. بصمات إنسانية خالدة في ذاكرة التاريخ

بصمات إنسانية خالدة في ذاكرة التاريخ تركها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، لتصبح من بعده نهجاً للعطاء والبذل يرتبط باسم الإمارات، وعملاً مؤسساتياً منظماً تسير عليه الدولة التزاماً بمسيرة الخير ومد جسور التراحم والمحبة بين الشعوب.

وبلغ إجمالي قيمة المشاريع والبرامج الإنسانية التي نفذتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية خلال الفترة من 1993 وحتى عام 2003، وفقاً لأوامر وتوجيهات المغفور له الشيخ زايد، نحو مليارين و445 مليوناً و117 ألف درهم، منها مليار و849 مليوناً و409 آلاف درهم برامج إغاثية، إضافة إلى 595 مليوناً و708 آلاف درهم مشاريع تنموية نفذت في أكثر من 21 دولة حول العالم.

وتصدرت القضايا الإنسانية والخيرية أجندة اهتمامات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» سواء كانت داخل الإمارات أم خارجها، إذ منحها جزءاً كبيراً من وقته ومساحة لا محدودة من فكره، فكانت له بصمات واضحة ما زال أثرها باقياً حتى الآن، وما تحقق هو نتيجة سعي الإمارات للاستمرار في سياسة العطاء والتعاون الدولي.

ويعتبر يوم زايد للعمل الإنساني، مناسبة لاستذكار مآثر الشيخ زايد الإنسانية العديدة داخل الدولة وخارجها وما قدمته أياديه البيضاء الممتدة بالعطاء لكل المحتاجين والضعفاء على امتداد قارات العالم، بمسيرة إنسانية أرسى دعائمها قبل عقود من الزمن وتسير على نهجها القيادة الرشيدة وكل مواطن ومقيم على هذه الأرض السخيّة التي تمنح الخير للجميع بعيداً عن الجنسية والعرق والديانة.

وتنوّعت وقفات الشيخ زايد بين المشاريع الإنسانية التي برز دورها في الكوارث الطبيعية والظروف الطارئة وبين المساعدات المالية لإنشاء المشاريع الخدمية والتطويرية، ومن أبرز هذه المحطات في عام 1981 حين قدم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضين لمملكة البحرين بقيمة 160 مليون درهم لتمويل المشروعات الكهربائية والصناعية فيها.

وفي عام 1972 قرر مساعدة اليمن بإنشاء إذاعة صنعاء بمبلغ مالي وصلت قيمته إلى مليون و710 آلاف دولار، كما قدم لها في التسعينات من القرن الماضي 3 مساعدات عاجلة وقدرها 3 ملايين دولار لتخفيف آثار الفيضانات والسيول التي اجتاحتها.

وللإمارات وقفات مؤثرة في فلسطين فعلى سبيل المثال وليس الحصر مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس الذي كلف نحو 15 مليون درهم، وهي من أبرز المشاريع التي وجه «رحمه الله» بتنفيذها في فلسطين إلى جانب مشاريع أخرى منها إعمار مخيم جنين الذي تكلف إنشاؤه نحو 100 مليون درهم، وأيضاً بناء مدينة الشيخ زايد في غزة بكلفة بلغت نحو 220 مليون درهم والحي الإماراتي في خان يونس إضافة إلى العديد من المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية ومراكز علاج وتأهيل ذوي الهمم التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.

أما بجمهورية مصر العربية فسعت الإمارات لبناء عدد من المدن السكنية السياحية واستصلاح عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية وتقديم الدعم المادي للمراكز والمستشفيات الطبية، وفي عام 1973 تكفل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» بمساعدة مصر على إعادة إعمار مدن قناة السويس «السويس- الإسماعيلية- بور سعيد».

وتبرع «رحمه الله» في عام 1990 خلال مشاركته في الاحتفال التاريخي العالمي الذي أقيم في أسوان بجمهورية مصر العربية بمبلغ 20 مليون دولار لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة.

في حين قدّم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي في عام 1976 قرضاً بقيمة 40 مليون درهم لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة المغربية، إلى جانب إنشاء مؤسسة الشيخ زايد العلاجية وتطوير مركز «مريم» الخاص برعاية الطفولة وإنشاء وحدات سكنية متكاملة.

وامتدت مكارم الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، لتشمل جمهورية السودان عبر إنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر بمدينة ود مدني السودانية، وبمبلغ 3 ملايين دولار أمريكي لحل مشكلة العطش في السودان، بالإضافة لتقديم قرض بقيمة 5.16 مليون درهم لمشروع التنمية الريفية في منطقة دارفور بغرب السودان.

كما قدّمت الإمارات للجمهورية العربية السورية مبلغ 911 مليون درهم لتمويل 3 مشاريع صناعية، إلى جانب دعمها للمشاريع الخيرية والتنموية الأخرى، وعلى مستوى جنوب آسيا قدم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدولها مساعدات سخيّة أبرزها حملات الإغاثة بالدواء والغذاء وقت الفيضانات والسيول بالإضافة إلى وبناء الجوامع وحفر آبار المياه وبناء المساجد والمدارس والمساكن.

ولم يقتصر عطاء زايد على الدول العربية والإسلامية إذ شملت مكارمه دول العالم المتقدم فتبرعت الإمارات بخمسة ملايين دولار لصندوق إغاثة الكوارث الأمريكي لمساعدة منكوبي وضحايا إعصار أندرو الذي ضرب ولاية فلوريدا الأريكية، فضلاً عن تقديم 10 ملايين دولار لإغاثة شعب البوسنة والهرسك عام 1993، بالإضافة إلى تقديم مساعدات إغاثة لمتضرري الزلازل والفيضانات في كل من اليونان والشيشان والدول الأفريقية.

من جانبها، قدّمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية التي تأسست عام 1992 المساعدة في أكثر من 166 دولة تقدر قيمتها بنحو ملياري درهم وفي قطاعات متنوعة، لا سيما في مجالات الصحة والتعليم والمساعدات الإنسانية.

وتشمل الإنجازات الرئيسية التي حققتها المؤسسة في البلدان العربية، على سبيل المثال لا الحصر، إعادة تأهيل المدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة بفلسطين، مستشفى زايد للأم والطفل باليمن، مسجد الشيخ زايد بالمغرب، ومكتبة الشيخ زايد وجامعة المنار بلبنان، إلى جانب مستشفى المعارف بجمهورية جزر القمر، ومعهد زايد لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في مصر.

وتضم مشاريعها في آسيا مركز التدريب المهني والمنزل لذوي الهمم بجمهورية الهند، إعادة بناء مسجد هولو بالفلبين، كلية زايد لعلوم الحاسب الآلي بشيتاجونج في بنغلاديش، بالإضافة إلى مركز الدراسات العربية بالصين، وكذلك مستشفى زايد للأم والطفل في أفغانستان، بالإضافة إلى المشاريع التعليمية في باكستان.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد