كاتبة إماراتية: العالم العربي بحاجة إلى التغيير كما فعلت الإمارات

قالت “سارة النعيمي” الناشطة الثقافية والكاتبة الإماراتية، إن البيان المشترك الذي أصدرته الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل بجانب الولايات المتحدة بشأن الاتفاق بين البلدين كان أسهل مما كنا نعتقد.
وأوضحت الناشطة الإماراتية والمقيمة في أبو ظبي عبر مقال لها بمعهد “جيتستون” الأمريكي أنه تم تخطي الكثير من الخطوات ورغم ذلك يمكننا مطالعة أصوات معارضة من دول أخرى للاتفاقية وظهرت تعليقاتهم على موقع تويتر وبدت عليهم الصدمة، مشيرة إلى أنه بالنسبة للإماراتيين أصبحوا قادرون الآن على الاعتراف بالسلام الذي تم إيجاده، واصفة المعارضة بأنها تعلم أن حجمها مثل النمل الذي يقبع بين فكي كماشة، وذلك في إشارة إلى قلة المعارضين للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.
وأكدت النعيمي أنه ربما تكون هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها السلام بدون حرب، قائلة “إنه سلام من أجل السلام”.
وأضافت “كإماراتية، أشعر بأنني لا يمكن وقفي، ولا أقهر ويمكنني الآن التنفس بحرية لدي حياة أخرى أعيشها بدلاً من القيود الاجتماعية المحدودة للدين والتقاليد التي كانت تخنق النساء اللواتي لم يكن متدينات أو تعيش بشكل تقليدي، نحن الآن منفتحات ومتساهلات”.
وتوضح الكاتبة قائلة “ما هو الفرق بين اليهودي والإسرائيلي؟” سألت أمي وهي إماراتية متدينة وقولت لها إن “أحدهما دين والآخر جنسية” وذلك في محاولة لربط ما هو مألوف مع غير المألوف، كما ذكرتها بصديق عربي مسلم إسرائيلي لترد أمها قائلة “حسنًا عندما يبدؤون المجيء إلى هنا (الإمارات)، سنتعرف عليهم بشكل أفضل”.
وأشارت الناشطة الحقوقية إلى أن الإماراتيين يحبون السياحة خاصةً للهروب من حرارة الصيف موضحة “أتخيل إغماء النساء الإماراتيات الليبراليات على شواطئ تل أبيب وهن مرتديات البكيني والنظارات الشمسية، إنني أتطلع إلى أن أكون واحدة من هؤلاء النساء”.
وقالت النعيمي إنهم يشعرون الآن بالفخر بالاختيارات التي اتخذوها لخلق مكانة لأنفسهم، قائلة “أن نكون في العالم وليس في سجن بقفص ذهب، وكل تلك الرغبات التي قيل لنا أن نرفضها باعتبارها سخيفة كانت على ما يبدو بعيدة كل البعد عن ذلك، ونحن نشعر الآن أننا نشارك بشكل كامل في خلق مجتمع جديد، مجتمعنا لم يعد في الهامش وهذا خيال أصبح حقيقة”.

واعتبرت النعيمي أن الإماراتيين متشابهون مع الإسرائيليين من نواح كثيرة مختلفة، لكن الأمر يتطلب خطوة جريئة ومثيرة للغاية لرؤيتها، مشيرة إلى أنها أخبرت صديقة لها ذات يوم أنها فخورة بأن اسمها “سارة” والذي يبدو يهوديًا قد يسمح لها بسهولة أن تصنف كإسرائيلية.
وشددت سارة النعيمي على أن التحول في الإمارات كان عميق لكنه مجرد بداية، مشيرة إلى أنه قبل خمسة عشر عامًا، أثناء عملها لدى ولي عهد أبوظبي، استقالت لأنها لم تفكر كثيرًا في العمل لدى كيان حكومي.
وأكدت الناشطة الإماراتية أن ما فعله ولي عهد أبوظبي وتوقيع اتفاق السلام مع إسرائيل أمر شجاع، مشيرة إلى أن طبيعة البيان الإماراتي الإسرائيلي تختلف عن بيان الأردن قبل 26 عامًا، فقد كان صنع السلام مع إسرائيل يعني استعادة الاستقرار لبعض الوقت وتعليق الحرب، وفي المقابل ، تصنع الإمارات السلام مع إسرائيل لإلهام الإصلاح الثقافي والديني والسياسي، وأنهم قادة ذوو رؤية ورجال دولة.
وأوضحت النعيمي أن الإمارات رأت أن قبول إسرائيل ونفي الأيديولوجية التي تنفي إسرائيل أصبحت جزء من المضي قدمًا.
وأضافت “أرى نفسي أصلي في الكنيس الذي يتم بناؤه الآن في أبو ظبي في بيت العائلة الإبراهيمي إلى جانب كنيسة ومسجد، ستكون هذه القطع المعمارية الحديثة الجميلة بالقرب من بعضها البعض في نفس المجمع، بحيث يمكن لمسلم مثلي أداء الطقوس في الثلاثة، وسأقدم صراحة قلبي وروحي إلى جذور هذه الصداقة الإبراهيمية”.
واختتمت سارة النعيمي مقالها قائلة إنه لفترة طويلة كان شعار “إسرائيل هي العدو” وكان بمثابة تعويذة لا يمكن للناس الخروج منها وأنهم آمنوا بها دون دليل، لكن الآن هؤلاء الناس صامتون ونحن بحاجة إلى هذا التغيير في العالم العربي الذي استغرق وقتا طويلا ليأتي.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد