لبنان.. هل يحقق حراك الخارج ما عجز عنه حراك الداخل؟

في ظل الفراغ المثلث على صعيد رأس هرم سلطته، دخل لبنان في مرحلة جمود شامل، بفعل مدار الأعياد، وبالتالي ما من جديد متوقع سياسياً، ما يعني أن الترقب سيبقى سيد الموقف.

وذلك في انتظار السنة الجديدة، التي قد تحمل جديداً. أما على المقلب الآخر من الصورة، فكلام عن أن البلد يسير في خطى متسارعة، إما نحو تسوية ما، وإما مزيد من التأزم من دون سقف أو ضوابط، لا سيما أن الأمور لن تقف عند حدود انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأليف حكومة جديدة، بل ستتخطاها ربما إلى تقاطع كل التناقضات الداخلية والخارجية، لتصل إلى نتيجة من اثنتين: إما إعادة ترميم المنظومة الحاكمة برعاية دولية مباشرة، وإما الذهاب نحو الفوضى.

وعلى رغم كل الضجيج الإعلامي والدعائي الذي طبع بعض التحركات السياسية الأخيرة، إلا أن أزمة الفراغ الرئاسي ازدادت تعقيداً ورسوخاً وخشية من حقبة فراغ مفتوحة على الغارب، مع ما يعنيه الأمر، وفق تأكيد مصادر سياسية متابعة لـ«البيان»، من كون التشاؤم يبدو غالباً على المعطيات التي تجمعت في شأن كل الطروحات، الأمر الذي يؤكد، وفق رأيها، أن المرحلة الجدية لتحريك مشاريع الحلول لأزمة الفراغ لم يحن أوانها بعد، لا داخلياً ولا خارجياً.

وعليه، فإن ثمة إجماعاً على أن المشاورات المكوكية التي تكثفت خلال الأيام الماضية، على أكثر من خط سياسي، هي مجرد «مشاورات استطلاعية»، لا أكثر ولا أقل، لجس نبض التوجهات والإمكانيات بين الفرقاء، وأن ما يحصل راهناً أشبه بـ«ربط نزاع رئاسي»، ترقباً لما سيحمله العام الجديد من بوادر مبادرات خارجية هادفة إلى جمع الشتات الداخلي اللبناني على طاولة التسوية المنتظرة.

«اجتماع باريس»

وعلى عتبة الشهر الثالث من الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، والمترافق بالخشية من أن يملأ هذا الفراغ الجمهورية بأسرها، فتغدو من جديد أسيرة خلافات الوقت الضائع بانتظار تسوية ما، تؤهل بلد الانتظارات القاتلة للانتقال إلى مرحلة جديدة، ترددت معلومات مفادها أن الاتصالات الدبلوماسية جارية بقوة، إعداداً لـ«اجتماع باريس» الذي سيتطرق إلى الأزمة اللبنانية.

ووفق آخر المعلومات، فإن المؤتمر المذكور، الذي يضم ممثلين عن السعودية وقطر وفرنسا وأمريكا، أضحى من شبه المؤكد أنه سينعقد في النصف الأول من شهر يناير المقبل.. فهل يحقق حراك الخارج ما عجز عنه حراك الداخل؟

وقائع.. وترقب

وفي حصيلة المشهد، لا تزال «الرادارات السياسية» مسلطة باتجاه دور الخارج، المعلن والمضمر منه، فيما أجمعت مصادر سياسية معارضة لـ«البيان» على أن مجمل المعطيات التي تحكم أزمة الفراغ الرئاسي آخذة في الانزلاق نحو متاهات، لن يجري في ظلها وضع حد للشغور الرئاسي في المدى المنظور، وعلى أن كل ما يدور في فلك التأزم الرئاسي المحتدم يصب في مجرى الصراع الجيو – سياسي حول هوية لبنان ودوره وموقعه وتموضعه في المرحلة المقبلة.

أما على المقلب الآخر من الصورة، فكلام عن أن الاتصالات الداخلية والأجواء الإقليمية، في حال سلكت إيجاباً، ستفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية ما بعد النصف الثاني من يناير المقبل، وربما في فبراير المقبل.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد