محمود عباس يعلن تأجيل الانتخابات الفلسطينية وحماس تعتبره «انقلابا على الشراكة»

أجل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في ساعة متأخرة ليلة الجمعة الانتخابات البرلمانية المزمعة وسط خلاف على التصويت في القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل وانشقاقات في حركة فتح التي يتزعمها، فيما اعتبرته حركة حماس “انقلابا على الشراكة”.

وأنحى عباس (85 عاما) باللوم على إسرائيل في الغموض بشأن ما إذا كانت ستسمح بإجراء الانتخابات التشريعية في القدس وكذلك في الضفة الغربية المحتلة وغزة.

وجاء القرار بعد ثلاثة أشهر من إعلانه إجراء أول انتخابات عامة منذ 15 عاما فيما اعتبر على نطاق واسع ردا على انتقادات للشرعية الديمقراطية للمؤسسات الفلسطينية بما في ذلك رئاسته.

وكان الخلاف على القدس السبب الرئيسي الذي أشار إليه عباس في كلمة ألقاها في ساعة متأخرة الليلة الماضية عقب اجتماع الفصائل السياسية الفلسطينية برئاسته في رام الله.

وقال عباس «أمام هذا الوضع الصعب قررنا تأجيل موعد إجراء الانتخابات التشريعية لحين ضمان مشاركة القدس وأهلها في هذه الانتخابات، فلا تنازل عن القدس ولا تنازل عن حق شعبنا في القدس في ممارسة حقها الديمقراطي».

وكان من المقرر إجراء الانتخابات البرلمانية في مايو ومن المرجح أن يثير تأجيلها انتقادات داخلية شديدة مع إظهار استطلاعات تراجع عباس وحلفائه خلف منافسين من من حركة فتح المنقسمة وحركة حماس الإسلامية.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان أول انتخابات رئاسية تجري منذ 2005 والمقرر إجراؤها في يوليو تموز ستمضي قدما.

وعقب قرار عباس، قالت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية إنها علقت العملية الانتخابية. وكان من المفترض أن تبدأ الحملة الانتخابية اليوم الجمعة.

وتجمع محتجون في غزة ومدينة رام الله بالضفة الغربية قبل إعلان عباس مطالبين بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر.

وانتقدت حركة حماس على الفور تأجيل الانتخابات.

وحملت الحركة في بيان حركة فتح وعباس المسؤولية الكاملة عن قرار تأجيل الانتخابات وتداعياته، معتبرة أنه يمثل «انقلاباً على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية».

ورأت أن قرار تأجيل الانتخابات «لا علاقة لها بموضوع القدس»، مشيرة إلى أن حركة فتح رفضت مناقشة سبل وآليات فرض الانتخابات في المدينة رغماً عن إسرائيل.

وقاطعت حركة حماس اجتماع رام الله وأعلنت رفضها المسبق أي قرار بتأجيل الانتخابات مشيرة إلى أنها لم توفر له أي غطاء.

وكان عباس قد لمح إلى هذا التأجيل منذ أسابيع من خلال إعلانه أن إسرائيل لم توافق على السماح لفلسطينيي القدس الشرقية بالتصويت في المدينة.

لكن فلسطينيين كثيرين يعتبرون قضية القدس ذريعة لتجنب الانتخابات التي قد تخسرها فتح المنقسمة لصالح حماس.

وكان يُنظر إلى توقيت إعلان عباس الخاص باجراء الانتخابات على أنه يهدف إلى إصلاح العلاقات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد أن تدهورت في عهد سلفه دونالد ترامب.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس يوم الخميس «إن إجراء انتخابات ديمقراطية مسألة يقررها الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية».ولم يجر الفلسطينيون أي انتخابات عامة منذ عام 2006 حين عقدوا انتخابات تشريعية فازت فيها حماس فيما سبق ذلك بعام إجراء انتخابات رئاسية فاز فيها عباس (85 عاما) بولاية كان يفترض أن تستمر لأربعة أعوام.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد