مركز أبوظبي للغة العربية يُطلق جائزة سرد الذهب

برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، أطلق مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، جائزة «سرد الذهب»، ضمن فعاليات «مهرجان الظفرة للكتاب» 2022، لتكون الجائزة منصة لاكتشاف المبدعين في مجالات السرد العربي محلياً وعربياً، ومناسبة لعرض هذه الإبداعات والتعريف بها.وتهدف الجائزة إلى العناية بفن الحكاية الشعبية جمعاً ودراسة وإبداعاً، بما يقوم على استلهامها والتعبير عنها في أعمال فنية معاصرة. وتسعى الجائزة إلى اكتشاف وتكريم المواهب من المبدعين في القصة القصيرة من أصحاب التجارب المتميزة، والعمل على نشر نتاجهم القصصي في إصدارات تحتفي بهم، وهذا يشكل حقلاً من حقول الجائزة. وتسعى الجائزة إلى إثراء سردية الإمارات، لتشمل شتى جوانب الحياة الإماراتية لتتناول التاريخ والشخصيات والجغرافيا والموروث الشعبي وغيرها، من خلال تحفيز المبدعين على إبراز جوانب التميز والجمال والإنجاز في تاريخ الإمارات وحاضرها.

وقال الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «من منطقة الظفرة التي تشغل مكانة استثنائية في تاريخ دولة الإمارات، نحتفي اليوم بإطلاق واحدة من الجوائز التي تكتسب أهمية استثنائية، وهي جائزة سرد الذهب التي تخدم استراتيجية أبوظبي في الثقافة والهوية، بإبرازها هوية متفرّدة ومنفتحة على العالم، كما ترسخ القيم الإماراتية والتراث الثقافي وتصونه لإلهام أجيال المستقبل، بأسلوب أدبي سردي متميز». وأضاف رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: «اخترنا اسم الجائزة بحيث يشير إلى أهمية السرد الذي يعبر عن الأعمال الفنية التي تحكي قصص الحياة اليومية والشعبية أو الأساطير. وكان مصدر إلهامنا فكر الأب الشيخ زايد، طيب الله ثراه، المنعكس في قصائده، إذ يقول، رحمه الله، في إحدى قصائده:
كِنْت عارف ما به وْريتهْ.. دارسٍ سَرْدَه مع إعرابه
ويقول في قصيدة أخرى:
طرّزه وعَنّاه في الحالِ من ذهب ومزيّن حروفهْ
وجمعت الجائزة عنوانها «سرد الذهب» من شطري البيتين، إذ جاءت كلمة السرد في البيت الأول ضمن سياق يشير إلى دلالتها المتعلقة بصحة واتساق وانضباط المعنى. وجاءت مفردة الذهب في البيت الآخر للدلالة على الجمال وحسن المظهر والتوشية، ليصبح العنوان بليغاً في الدلالة على ما ينبغي أن تتحلى به فنون القص والحكي من انضباط في المضمون والشكل، وبما يسمح بالتواصل وانفتاح دلالات التلقي».

وتتضمن الجائزة ستة فروع، هي جائزة القصة القصيرة للأعمال السردية غير المنشورة، يشارك فيها الكتاب الموهوبون الذين يتم تقييم إبداعاتهم وتكريمها ونشرها، وجائزة السرد القصصي لمجموعة قصص منشورة، محلية أو عربية تستلهم الموروث وتعيد إنتاجه على نحو فني، وجائزة السرود الشعبية، وهي تكرم الأعمال التي تجمع السرديات الشعبية كالحكايات والقصص والروايات الشعبية التي تبني ذاكرة جمعية وتسهم في تشكيل الهوية الثقافية، كما يتم تكريم الدراسات التي تتولى قراءة السرود الشعبية وتحليلها، وجائزة الرواة، التي تكرم رواة الأدب الشعبي والسير الشعبية محلياً وعربياً. كما تتضمن فروع الجائزة، جائزة السرد البصري التي تكرم سردية تعتمد الصورة في بنائها على نحو يمزج بين سردية النص الأدبي وفنون التصوير، وجائزة السردية الإماراتية، وهي تقوم على تكريم الأعمال المتميزة التي تعزز الهوية الإماراتية وتستند إلى التاريخ والجغرافيا والرموز الإماراتية، وتجعلها منطلقاً في بناء عمل متميز، ضمن آليات يتم الإعلان عنها.  وقد حظي مصطلح السرد والسردية الذي تنطلق منه الجائزة باهتمام النقد الأدبي، وصارت السردية منهجاً نقدياً يسعى إلى تأويل النصوص والأعمال الفنية. أما مصطلح فن السرد فقد ظهر في منتصف الستينيات من القرن الماضي، للتعبير عن أي عمل فني يحكي قصة من الحياة اليومية، أو من الحكايات الشعبية والأساطير أو المصادر الأدبية الأخرى. وتوفر هذه الدورة من «مهرجان الظفرة للكتاب» برنامجاً معرفياً يربط مختلف شرائح المجتمع بموروثهم الإماراتي الأصيل، كما تسهم في بناء مجتمع قارئ يمتلك الوعي والثقافة، وقادر على الإسهام الفاعل في مسيرة النهضة والتنمية المتواصلة لدولة الإمارات.

تثمين السرد
جاء إطلاق جائزة «سرد الذهب» تثميناً وتقديراً للتقاليد العريقة في سرد القصص باللغة العربية، بما في ذلك الانتشار الدائم للحكايات الشعبية والأساطير التي تعد جزءاً لا يتجزأ من التراث والثقافة والعقل العربي، وذلك من خلال ست فئات للجائزة تشمل: القصة القصيرة، مجموعة القصص القصيرة، الرواية الشعبية، الرواة وكتاب السير، القصة المصورة، ورواية القصص الإماراتية. وتسعى الجائزة إلى التعريف بهذا التقليد ودعم دراسته والتعبير عنه في الثقافة المعاصرة.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد