مصر والأردن والعراق: حل الأزمة الليبية مرهون بالحوار وتفكيك الميليشيات

شعبان بلال (القاهرة)

توافقت مصر والأردن والعراق على ضرورة وقف التدخلات الإقليمية في الشؤون العربية، والحل السلمي للأزمة الليبية، في تجديد لمخرجات قمة قادة الدول الثلاث التي عُقدت في أغسطس الماضي في العاصمة الأردنية عمان، والتي ركزت على ملفات التعاون الاقتصادي والشراكة بين الدول الثلاث.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي لوزراء خارجية مصر والعراق والأردن بالقاهرة، أمس، بعد جلسة مباحثات تناولت آلية التنسيق الثلاثي لدعم التعاون في مختلف المجالات الاقتصادية خاصة الطاقة والربط الكهربائي والنفط وإعادة الإعمار، والاتفاق على استمرار المباحثات بين الوزارات الفنية لمواصلة التعاون.
وتناولت المباحثات عدداً من القضايا على رأسها الأزمة الليبية وضرورة وقف التدخلات الإقليمية، وتفكيك الميليشيات.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، وجود أطراف إقليمية تحاول زعزعة الاستقرار في ليبيا، وتدفع بعناصر إرهابية، ولابد من موقف دولي حازم لمواجهته، لافتاً إلى ضرورة التوصل لتفاهم ليبي ليبي يعيد الاستقرار ويحفظ دول الجوار ويحمي من انتشار الإرهاب.
وشدد شكري على الأثر الإيجابي الذي نتج عن مبادرة القاهرة من وقف المواجهات العسكرية، وأيضاً دعم التسوية على أساس الحوار الليبي الليبي، موضحاً أن حل الأزمة يتوقف على التوصل إلى اتفاق بعيداً عن الصراع العسكري يرسم خريطة المستقبل ويؤدي لانتخابات حرة يعبر فيها الشعب الليبي عن رأيه وتستطيع ليبيا الخروج من أزمتها، مشيرا إلى ضرورة سحب كافة التنظيمات الإرهابية من ليبيا.
واتفق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مع نظيره المصري حول القضية الليبية، مؤكداً أن «أمننا واحد ومستقبلنا واحد»، لافتاً إلى أن تحقيق الأمن العربي المشترك يحتاج إلى تعاون أكبر، مثمناً الجهود المصرية للإسهام في حل الأزمة الليبية والتوصل لحل سياسي يحفظ ليبيا ودول جوار ليبيا.
وبدوره، أشار وزير الخارجية العراقي حسين فؤاد إلى موقف بلاده الداعم للحوار كأساس للحل لجميع المشاكل التي تعاني منها المنطقة وعلى رأسها الأزمة الليبية.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استضافة القاهرة اجتماعات مكثفة تحت رعاية الأمم المتحدة بدأت الأحد الماضي تضم ممثلين عن مجلسي النواب والدولة في ليبيا وأعضاء هيئة الدستور لمناقشة المسار الدستوري في ليبيا.
واتفق الوزراء الثلاثة أيضاً على أهمية دعم العراق خلال الفترة المقبلة لإعادة الإعمار، حيث أكد شكري تفعيل أطر التعاون بين الدول الثلاث في مجالات الطاقة والإعمار والكهرباء، لافتاً إلى بدء الربط الكهربائي بين مصر والأردن والعراق.
بينما أكد الصفدي ضرورة حماية العراق من تداعيات وخلافات إقليمية لحماية المنطقة من تبعات أي خطر يمكن أن يتعرض له، لافتاً إلى أن أمن العراق ركيزة لأمن المنطقة وأن العراق حقق انتصارات كبيرة على الإرهاب والآن المعركة هي معركة بناء وتكريس أمنه واستقراره واستكمالا للانتصار على الإرهاب.
وانتهت الاجتماعات إلى التنسيق بين الدول الثلاث عبر عقد مباحثات فنية بين مسؤولي هذه الدول لوضع خطوات تنفيذية للمشروعات التي تم الاتفاق عليها سواء في قطاع الكهرباء أو النفط أو إعادة الإعمار، بالإضافة إلى إعلانهم التنسيق الدائم بشأن قضايا المنطقة، خاصة الأزمة الليبية والأمن المائي والقضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل، تطلع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى مواصلة التنسيق بين القاهرة وعمان على مختلف الأصعدة في ضوء تعاظم التحديات التي تواجهها المنطقة، خلال استقباله وزير الخارجية الأردني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد