منظمة «الصحة العالمية» تدعو إلى حماية المرافق الطبية في السودان

وجهت منظمة الصحة العالمية نداءً عاجلاً إلى أطراف النزاع في السودان بإخلاء المرافق الصحية فوراً، فيما أدت المعارك إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وسط مخاوف من ارتفاع أعداد اللاجئين.
وقال أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط في بيان أمس: «نرحب بأخبار وقف إطلاق النار في السودان، إثر تصاعد الهجوم على البنية التحتية الصحية، وسيطرة أطراف النزاع على المستشفيات في الخرطوم والمركز الوطني لمختبرات الصحة العامة المركزية في السودان».
وأوضح أن «السيطرة على هذه المرافق الصحية الحيوية وانتهاكها يحول من دون حصول المرضى على الرعاية الصحية الأساسية، وتسبب أيضاً بالتوقف عن اختبار عينات مختبرية بالغة الأهمية‎».
وفي معرض وصفه لأكبر المخاطر التي تهدد الصحة في السودان، قال المنظري إنها «تتلخص في تعطل العديد من المستشفيات والعيادات عن العمل، ومحدودية فرص الحصول على المياه النظيفة، ونقص الغذاء والنزوح القسري للسكان».
وأردف: «نوجه نداءً عاجلاً إلى أطراف الصراع في السودان للانسحاب من جميع المرافق الصحية فورًا، وعدم إعاقة عمل مرافق الصحة العامة الحيوية في البلاد».
وفي الوقت الذي تراوح فيه الجهود الرامية لحقن الدماء في السودان مكانها، يعرب خبراء وعاملون في مجال الإغاثة، عن قلقهم المتزايد إزاء التفاقم المتسارع للأزمة الإنسانية القائمة من الأصل منذ عقود في هذا البلد، وذلك في غمار مؤشرات تفيد بأن المعارك الحالية، تتسبب في تصاعد الشُح الراهن، في المواد الأساسية والحيوية.
فالمواجهات المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ نحو أسبوعين، أدت بحسب مسؤولي مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، إلى تناقص الإمدادات المتاحة في الأسواق، من المواد الغذائية والمياه والأدوية والوقود، خاصة في العاصمة الخرطوم، والمناطق المحيطة بها.
بجانب ذلك، تتضاعف أسعار السلع الأساسية بشكل يومي تقريباً، إذ زاد سعر قوارير المياه المعبأة، على سبيل المثال، في بعض المدن السودانية بواقع الضعف، وذلك بالتوازي مع تقلص السيولة النقدية لدى المدنيين العاديين، الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها، في قلب كابوس دموي، مع اقتراب بلادهم بشكل حثيث من حافة الهاوية.
وقال المسؤولون الأمميون، إن مشكلة السيولة تزيد الصعوبات، التي تكتنف محاولة آلاف السودانيين، الهروب من المعارك، والانضمام إلى الحشود التي تزحف منذ عدة أيام، صوب الحدود مع مصر شمالاً وتشاد غرباً، فضلاً عمن يسعون للوصول إلى ميناء بورتسودان، للفرار عبر البحر الأحمر.
وفي حين استقبلت تشاد وجنوب السودان حتى الآن، العدد الأكبر من الفارين من معارك الجيش والدعم السريع، بدأت أعداد السودانيين الواصلين إلى الأراضي المصرية في التزايد، وسط تحضيرات من جانب الأمم المتحدة، لاستقبال ما بين 100 ألف و165 ألف لاجئ على أسوأ التقديرات.
وفي تصريحات نشرها موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي، حذر عاملون في وكالات الإغاثة، من أن الكثير من السودانيين الفارين من المعارك، يفتقرون إلى المستلزمات الضرورية لهم أو المأوى الملائم، وهو ما سيزيد بالتبعية، من العبء الملقي على كاهل الدول المُستضيفة.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد