2 أغسطس.. ذاكرة وطن لا تُنسى.

قال الإعلامي سالم المحيلبي عن 3 من أغسطس 1990أن في مثل هذا اليوم من ذاكرة وطن لا تنسي استفاق الكويتيون على صوت الدبابات وهي تجتاح حدود وطنهم الآمن، لتبدأ واحدة من أقسى فصول التاريخ الحديث للكويت؛ الغزو العراقي الغاشم.

الاعلامي\ سالم المحيلبي

 

وأوضح  “لمجلة استثمارات الإماراتية ” أن ٢ أغسطس لم يكن مجرد احتلال لأرض، بل كان اختبارًا صعبًا لوحدة الكويتيين، ووعيهم، ومدى تلاحمهم مع قيادتهم الشرعية. فبعد ساعات من الغدر، وقفت الكويت صفًا واحدًا، حكومةً وشعبًا، في مواجهة هذا الخطر الداهم. وكان موقف حضرة صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وسمو ولي عهده الشيخ سعد العبدالله – رحمهما الله – موقف القائد الوفي لشعبه، الذي لم يتخلَ عن مسؤوليته، بل أخذ على عاتقه نقل صوت الكويت للعالم أجمع.

وأشار إلي  تلك اللحظة الحرجة، التي سُطّرت واحدة من أعظم المحطات الوطنية في تاريخ الكويت الحديث: اجتماع جدة. لم يكن اجتماعًا حكوميًا فقط، بل كان موقفًا وطنيًا شاملاً، اجتمع فيه صوت الدولة مع صوت الشعب، وأكد أن الكويت ليست مجرد حدود، بل روح واحدة تجمع الحاكم بالمحكوم، وشعب لا يقبل الهوان ولا يساوم على السيادة.

لافت إلي اجتماع جدة شكّل صدمة إيجابية للعالم؛ فقد رأت الدول أن الكويت، رغم المحنة، لم تنهَر، بل ارتفعت بمستوى وعيها السياسي ووحدتها الوطنية. كانت الرسالة واضحة: “الكويت باقية، بقرار حكومتها وإرادة شعبها، وهما معًا.. اثنين في واحد”.

مؤكدا أن الشعب لم ينكسر ، بل ازدادت عزيمته، وبرزت روح التضحية والفداء، وشهدنا من أبناء الكويت رجالًا ونساءً تصدوا للاحتلال بكل شجاعة، في الداخل والخارج، بالسلاح والكلمة، وبالصمود والدعاء.

في تلك المرحلة السوداء، تجلت أروع صور التلاحم الوطني، فغاب الخلاف، وظهر الوطن أولًا. التيارات السياسية، والانتماءات، والطوائف، كلّها تلاشت أمام علم الكويت، الذي ظل خفاقًا في القلوب، حتى عاد خفاقًا على الأرض بعد التحرير.

وأختتم أن اليوم، بعد ٣٥ عامًا على هذا الحدث، نُجدد العهد والولاء لهذا الوطن العزيز، ولقادته الكرام، وحكومته التي حملت ولا تزال همّ الوطن والمواطن، ونتذكر بأن أمن الكويت مسؤولية الجميع، وأن حفظ تلاحمنا الوطني هو خط الدفاع الأول ضد أي خطر يهدد كياننا.

التاريخ لا يُنسى، والتضحيات لا تُمحى، والوفاء لشهدائنا الأبرار وأسرهم ولأبطال المقاومة واجب لا يسقط بالتقادم.

فـ٢ أغسطس ليس مجرد تاريخ.. بل هو ذكرى عز وإرادة وانتصار.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد