التحول الرقمي يعيد تشكيل قطاع العقارات في دبي

يشهد قطاع العقارات في دبي تحولًا رقميًا جذريًا، يعيد تعريف طريقة شراء وبيع وإدارة الممتلكات، ويعزز الكفاءة والشفافية والمرونة في جميع أنحاء الإمارة. ويأتي هذا التحول في إطار استراتيجية دبي الرقمية التي تهدف إلى رقمنة جميع جوانب الحياة في الإمارة، وسط توقعات بنمو سوق العقارات الإماراتي من 704.25 مليار دولار في 2023 إلى نحو 1,082.51 مليار دولار بحلول 2030.

وتلعب التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والبلوكتشين دورًا رئيسيًا في تعزيز أداء القطاع. فالأدوات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي تمكن المطورين والمستثمرين من التنبؤ بدقة بالفرص الاستثمارية وإدارة المخاطر، كما تُسهل الرؤى التحليلية ودورات التجديد الذكي للمخزون العقاري. في هذا السياق، أطلقت منصة “بيوت” مساعدها الافتراضي BayutGPT لتقديم توصيات شخصية للمستخدمين، بينما تسمح جولات الواقع الافتراضي للعملاء باستكشاف العقارات قبل الشراء.

كما أحدثت تقنية البلوك تشين نقلة نوعية في معاملات العقارات، من خلال تعزيز الأمان وتقليل أوجه القصور والاحتيال، حيث يسخّر تطبيق “دبي ريست” التقنية لتسجيل سندات الملكية وتبسيط الإجراءات القانونية وإلغاء دور الوسطاء. وتُعزز هذه الحلول الشفافية، بما يدعم جذب الاستثمارات الأجنبية ويُرسخ مكانة دبي كأحد أكثر الأسواق العقارية شفافية في المنطقة.

كما يساهم التحول الرقمي في دعم الاستدامة، حيث تعمل أجهزة الاستشعار وأنظمة الصيانة التنبؤية على تحسين كفاءة الطاقة وإطالة عمر الأصول، في حين تُسهّل البلوك تشين اعتماد معايير المباني الخضراء، مما أدى إلى انخفاض انبعاثات الكربون بنسبة 30% وتحسين تقييمات العقارات المستدامة.

وتواصل الحكومة الإماراتية دعم هذا التحول من خلال مبادرات مثل برنامج التأشيرة الذهبية وقوانين التملك الأجنبي المرنة، إلى جانب منصة “دبي ريست” التي تُسرّع رقمنة القطاع. ويتوقع أن يُسهم التكامل المتزايد لتقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في ظهور “مدن ذكية” بالكامل، توفر تجارب معيشية أكثر تخصيصًا وكفاءة للمستثمرين والمقيمين على حد سواء.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد