الإمارات العربية تدعو إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية

أكدت الإمارات في مجلس الأمن أنَّ الأحداث الأخيرة التي شَهِدَها قِطاع غزة تعكس جملةً من الأمور المهمة، وهي أنَّ الوضع الأمني لا يزال هشّاً وأن دورات العنف أصبحت متكررة على نحو مقلق، وقالت أميرة عبيد الحفيتي نائبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة: «تؤكد هذه الأحداث كذلك أنَّ السبيل الوحيد لإنهاء دوّامَة العنف يَكْمُن في التوصل إلى حلٍ شاملٍ وعادلٍ ودائمٍ للقضية الفلسطينية، وأنَّ هذه الغاية النهائية ينبغي أنْ تَظَلَّ محلَّ تركيز الأطراف والمجتمع الدولي، وألا نكتفي بمُجَرَّد إدارة الأوضاع على الأرض، حيث أثبت هذا النهج أنه غير مُجدٍ».

وأضافت: «نُشدد على ضَرورة عودة الأطراف إلى مفاوضات بَنّاءة، تنتهي بتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة بِناءً على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، في سلامٍ وأمنٍ واعترافٍ مُتَبادَل. كما يتعين على المجتمع الدولي أنْ يضطلِعَ بدورِهِ في صَوْن السلم والأمن من خلال توفير الدعم اللازم للعملية السياسية». وبالتزامُن مع هذه الجهود، كررت الإمارات التأكيد على ضَرورة الحِفاظ على وقف إطلاق النار في قِطاع غزة.

وأشادت الحفيتي بجهود الوساطة المِصرية التي لَعِبَت مُجدداً الدورَ الأبرز في استعادة التهدئة، مؤكدة أنَّ المزيد من دورات العنف هذه لَن تؤدي إلا إلى مزيدٍ من التدهور في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية للقِطاع. وأردفت: «وفق تقارير الأمم المتحدة، يعتمد أكثر من 80 % من سكان القطاع البالغ عَدَدُهم حوالَي مليوني شخص على تلقي المساعدات الإنسانية، بينما وصلَ مستوى البِطالة بينَ الشباب إلى 80 %، في الوقت الذي يُعاني فيهِ أطفال غَزة من أوضاعٍ نفسية صعبة، إذْ شَهِد مَن يبلُغ عُمرُهُم 15 عاماً اليوم خمسة نزاعاتٍ مُدَوّية حتى الآن».

تكثيف الجهود

وتابعت : «لذلك نرى أنَّ خفضَ التوترات وتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية لِسُكان غَزة يَصُبُّ في مصلَحَة الأطراف كافة ويُعَدُّ ضَرورةً لتحقيق الأمن والاستقرار، مِما يستوجِب أيضاً تكثيف الجهود التي تبذُلُها الأمم المتحدة والشُرَكاء الدوليون لدعم عملية التعافي وإعادة إعمار القِطاع». وتؤكد الحفيتي أن تردي الأوضاع الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، يستدعي زيادة الدعم الإنساني والاقتصادي والتنموي. وقالت: «نَحُض السلطات الفلسطينية والإسرائيلية على تكثيف التعاون في المجالات الاقتصادية والصحية والخدمية لتحسين الحياة المعيشية للفلسطينيين، ولا سيّما مُجتمعات اللاجئين».

وأوضحت أنه «انطلاقاً من إدراكِنا للدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الجهات الفاعلة من المجتمع المدني في الأرض الفلسطينية المحتلة»، وتابعت: «نرى أن الإجراءات الأخيرة مقلقة، وعليه نؤكد أهمية التعاون مَعَها بما يسهم في تلبية التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني». وقالت الحفيتي: «إدانَتنا لكل الخُطُوات الأُحادية التي تجعل من تحقيق حل الدولتين هدفاً صعب المَنال. ونَخُص بالذكر هنا الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية والتي استمرت بوتيرةٍ عالية في خرقٍ واضح للقانون الدولي وقرارات هذا المجلس.

كما نُدين العنف الذي يرتكِبُه المستوطنون ضد الفلسطينيين، وندعو إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لوضعِ حدٍ لذلك. ولا بُدَّ أيضاً من الحِفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس الشريف ووقف الإجراءات كافة التي تهدِف إلى تغيير هوية المدينة».

حل الدولتين

واختتمت: تؤكد الإمارات استعدادها لدعم الجهود الإقليمية والدولية كافة الرامية إلى إحراز تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط وتحقيق حل الدولتين، مشددةً أن الدبلوماسية والحوار السلمي يَظلّان الخَيار الأمثل لتهدئة التوتُّرات، فاستمرار العنف لا يخدم أي طرف، بل على العكس من ذلك، يذهب ضحاياهُ العديد من المدنيين الأبرياء، ومنهم النساء والأطفال، الذين يستحقون مستقبلاً وحياةً أفضل.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد