فادي عاكوم لـ”اسثتمارات”.. انفجار بيروت سيضغط على حزب الله وتركيا تكمل دور إيران في لبنان

أكد الكاتب والمحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم، أن الحديث عن تسبب ألعاب نارية في انفجار بيروت أمر سخيف، واستمرار في نهج الاستخفاف بعقول الشعب اللبناني، ولا يوجد أي مفرقعات نارية لها هذا التأثير.
وقال عاكوم، في حوار خاص لـ”اسثتمارات”، إن هناك رواية أخرى حكومية بأن الانفجار ناجم عن انفجار مواد نترات الصوديم تمت مصادرتها من إحدى البواخر، لكن العديد من المحللين يؤكدون حصول انفجارين متتالين مع سماع أصوات طائرات حربية ما يعني إمانية استهداف الطائرات الاسرائيلية مستودعات ذخيرة لحزب الله داخل ميناء بيروت.
وأشار الصحفي اللبناني إلى أن في كل الحالات حتى لو كان الانفجار سببه مواد كيماوية فهو يؤكد إهمال المسؤولين عن هذا الأمر ويجب محاكمتهم على هذا الأمر، وإن كان الأمر يتعلق بمستودعات سلاح خاصة بحزب الله فإن هذا أمر خطير سيسمح بفتح ملف سلاح حزب الله على مصراعيه خلال الفترة المقبلة.
وتعليقا على تحذير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق اليوم لحزب الله قبل ساعات من انفجار بيروت، قال فادي عاكوم، إنه لو صحت أنباء وجود غارة اسرائيلية وراء تفجير بيرووت فإنه يأتي ضمن الرسائل الاسرائيلية بل رسائل دولية وغربية إلى حزب الله والحكومة اللبنانية بضرورة إنهاء هيمنة الحزب على الدولة.
وأشار عاكوم إلى أنه لا يوجد ارتباط أيضا بين انفجار بيروت، ومحاكمة متهمين في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري، يوم الجمعة المقبل، مؤكدا أنه مجرد مصادفة وقوع الحادث قبل المحاكمة بساعات، وإذا صحت فرضية استهداف مخزن أسلحة لحزب الله في الميناء فإن المحاكمة ستشكل ضغطا على حزب الله وسيكون قرار الاتهام موجها لحزب الله بشكل مباشر فسيتم الربط بين الأمرين للضغط الاضافي على حزب الله لتسليم سلاحه للدولة ووضع قرار السلم والحرب بيد الجيش اللبناني.
وأكد السياسي اللبناني أن إيران والحرس الثوري لن يقبلا بتسليم حزب الله لسلاحه، للدولة لأن حزب الله رأس حربة لايران في منطقة الشرق الأوسط ومنه انطلق إرهاب طهران إلى دول المنطقة وأنشأ فروعا له في اعلراق والسعودية والبحرين والكويت، بالتالي فإن كسرت شوكة حزب الله في لبنان ستطال المذبحة باقي فروع الحزب في الدول العربية وهذا ما لا تريده إيران وربما يخضع الحرس الثوري لهذا الأمر ويقبل به بعد عقد أو عقدين لكن في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية الحالية لن يقبل الحرس بحدوث أمر كهذا.
وقال عاكوم إن تركيا لها أيضا دور مشبوه في لبنان ومنذ فترة وظهر في عدة مناطق لبنانية سواء أكان في الشمال أو بصيدا أو غيرها، وظهر جليا الدور التركي بالتنسيق مع الحرس الثوري بعد أحداث يونيو 2006 بالتالي الدور التركي مكمل لنظيره الإيراني.
وأكد السياسي اللبناني أن الشارع السني في لبنان يفتقد لقائد سني يجمع طائفتهم وأردوغان يحاول القيام بهذا الدور واستغلال هذا الوضع وللأسف استطاع وضع يده في العديد من المناطق.
ورأى عاكوم أن حسابات المجتمع الدولي مع تركيا مختلفة عن الحسابات مع إيران، لذا لم يعترض على دور رجب أردوغان في للبنان، لأن أنقرة تقوم بدور الوكيل لبعض القوى الدولية، فمثلا يعتبرون الوجود التركي أفضل من الإيراني والروسي، فتركيا أداة أوروبية أمريكية وحائط صد ضد موسكو وطهران.
وأضاف “كذلك بوجد ممر الغاز الجنوبي ينقل الغاز من أوزباكستان مرورا بتركيا وصولا لأوروبا وهذا الخط تصر الدول الأوروبية على إنشائه للتخلص من تحكمات روسيا في الطاقة المتجهة منها لأوروبا، وتركيا تلعب الدور الروسي في مد وتأمين هذا الخط وربما يكون هذا من الأسباب الرئسية لتجاهل المجتمع الأوروبي للدور التركي في المنطقة ومن بينهم لبنان”.
ورأى عاكوم أن انفجار بيروت لن يساهم في عودة سلسلة الاغتيالات من جديد في لبنانـ إذا كان نتيجة غارة إسرائيلية أو نتيجة انفجار نترات الأمونيوم كما قالت الحكومة، لكت التفجيرات والاغتيالات قد تعود إلى لبنان بعد السابع من أغسطس الجاري بعد صدور الحكم في قضية رفيق الحريري، فبعدها سيدخل لبنان في مرحلة سياسية وأمنية وعسكرية خطرة جدا، على حد قوله.
وقال الخبير اللبناني إن انفجار بيروت ربما يخفف من الاحتقان في لبنان، نظرا للانشغال بالوضع الاجتماعي الإنساني لضحايا الانفجار، وربما يطغى هذا الأمر على مشهد المحاكمة الدولية في قضية رفيق الحريري.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد