فرقاطة يونانية تلحق أضرار بالغة بسفينة تنقيب تركية في شرق المتوسط

أكد مصدر عسكري يوناني الأربعاء اصطدام فرقاطة تركية وسفينة حربية يونانية الأسبوع الماضي شرق المتوسط، من دون أن يكشف عن تفاصيل إضافية.
ونشرت صحيفة “كاثيميريني” اليونانية الأربعاء، صورة الفرقاطة التركية المتضررة جراء الاصطدام. ووفقاً للصحيفة، فقد وقعت الحادثة صباح الأربعاء الماضي بسبب خطأ في المناورة لسفينة “كمال ريس” التركية التي حاولت منع فرقاطة “ليمنوس” اليونانية من الإبحار. وكتبت الصحيفة أن “المناورة لم تكن موفقة، وبالتالي ألحقت ليمنوس أضراراً بكمال ريس”.
وفي سياق متصل، أبدى وزير الدفاع اليوناني نيكوس باناغيوتوبولوس استعداد بلاده للحوار مع تركيا بشأن الخلافات بين البلدين في منطقة شرق البحر المتوسط، لكن “بشروط”.
ونقلت صحيفة “كاثيميريني” اليونانية تصريحات للوزير، الأربعاء، قال فيها إن أثينا مستعدة لإجراء محادثات مع أنقرة، بشرط سحب الأخيرة سفنها الحربية وسفن التنقيب في منطقة الجرف القاري اليوناني.
وتحدث باناغيوتوبولوس مع نظيرته الألمانية أنغريت كرامب كارينباور، مؤكدا أن “الحوار مع تركيا يجب أن يتم وفقا للقانون الدولي”.
كما تطرق الوزير إلى حادث التصادم سفينتين يونانية وتركية في البحر المتوسط بطريق الخطأ الأسبوع الماضي، مهنئا قائد الفرقاطة “ليمنوس” بعد أن نجح في التخفيف من حدة الحادث.
وكشفت صورة نشرتها وسائل إعلام الأضرار التي أصابت الجناب الأيمن من مؤخرة الفرقاطة اليونانية، إثر اصطدامها مع سفينة عسكرية تركية في منطقة تقع بين جزيرتي قبرص وكريت.
وقالت الصحيفة إن قبطان الفرقاطة” ليمنوس” اليونانية حاول الالتفاف لتجنب الاصطدام مع القطعة الحربية التركية وجها لوجها، لكنه لم يفلح في هذه المهمة إذ وقع التصادم في نهاية المطاف، غير أنه نجح في التخفيف من حدته.
وأضافت الصحيفة أن الوزير باناغيوتوبولوس هنأ قائد الفرقاطة قائلا: “تهانينا أيها الكابتن”، ليرد عليه الأخير: “ببساطة. لقد قمت بواجبي”.
وتصاعد التوتر بشكل خطير الأسبوع المنصرم عقب إقدام تركيا على إرسال سفن حربية لمرافقة سفينة مسح تنقب عن النفط والغاز، في المنطقة المتنازع عليها مع اليونان.
وفي خطوة لا تدل على نية التهدئة، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمواصلة عمليات التنقيب شرقي المتوسط، قائلا إنه لن يتراجع أمام ما اعتبرها تهديدات.
ووصف وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي التحركات التركية بأنها عدائية وخطيرة.
وكانت فرنسا، التي تشهد علاقتها مع تركيا توترا متصاعدا، اتخذت موقفا متقدما، فعززت حضورها العسكري شرقي المتوسط للحرص على ما سمته باريس “احترام القانون الدولي”.
وأرسلت فرنسا طائرتين مقاتلتين من طراز رافال، بالإضافة إلى الفرقاطة “لافاييت” إلى المنطقة.
وزادت حدة الخلاف الحدودي بين أثينا وأنقرة في السادس من آب أغسطس الجاري، عندما وقعت اليونان اتفاقا على الحدود البحرية مع مصر، في خطوة قالت تركيا إنها انتهكت جرفها القاري.
وأرسلت اليونان سفنها الحربية إلى المنطقة لمراقبة الأنشطة التركية التي وصفتها أثينا بـ “المستفزة”، داعية أنقرة إلى “الانسحاب من المنطقة”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذّر الخميس الماضي من أن “ثمناً باهظاً” سيترتب على أي هجوم تجاه سفينة تركية تقوم باستكشاف المحروقات في منطقة متنازع عليها في المتوسط، ملمحاً إلى وقوع حادثة.
وألمح أردوغان في خطاب ألقاه أمام أعضاء في حزب العدالة والتنمية الحاكم أن السفينة “عروج ريس” تعرضت لهجوم خلال عملها الاستكشافي، وأن تركيا “ردت بشكل مناسب”، وفق ما نقلت “فرانس برس”.
وقال أردوغان “قلنا لهم، إياكم أن تتجرؤوا على مهاجمة سفينتنا عروج ريس، وقلنا سوف تدفعون ثمنا باهظا إذا ما هاجمتموها. وقد تلقوا الجواب الأول اليوم”.
في المقابل، حذّر رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس الأربعاء الماضي من “أخطار وقوع حوادث عندما يكون هناك انتشار عسكري كثيف في منطقة محدودة”.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد