فورين بوليسي: الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي سيؤثر على مسار الصراع في الشرق الأوسط

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن الصراع العربي الإسرائيلي كان خط التصدع الجيوسياسي الأساسي في الشرق الأوسط، لكن في السنوات الأخيرة لم يعد كذلك حيث تخشى دول الخليج العربي من قوة إيران الإقليمية المتنامية متحالفة بشكل طفيف مع إسرائيل، دون تطبيع كامل للعلاقات.
وأشارت المجلة في تقرير لها إلى أن الاتفاق الأخير بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة جعل هذا التحول رسميًا، وسيكون له آثار عميقة في أماكن أخرى، مما يزيد من حدة الحرب الباردة المعاصرة التي اجتاحت المنطقة منذ الربيع العربي.
وأوضحت “فورين بوليسي”، أن التوترات الإقليمية هي التي تجعل حل الحروب بالوكالة أمرًا صعبًا للغاية، لا سيما في ليبيا، حيث أعلنت حكومة الوفاق عن وقف إطلاق النار أمس الجمعة، من جانب واحد، ورغم أن الإعلان جاء في ظل عدم وجود انفراج حقيقي بين الكتلتين المتنافستين في الشرق الأوسط، لذا لا أمل في القضاء على الدوافع الحقيقية للصراعات بالوكالة في المنطقة، حيث تحاول حكومة الوفاق تصوير نفسها إعلاميا على أنها صانعة سلام ومنتصرة.
واضافت المجلة الأمريكية “على الرغم من أن الدوافع الأساسية للصراع الإقليمي لا تزال دون تغيير، فإن النقاد محقون في الإشارة إلى الأهمية الإقليمية للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، ومن المرجح أن يشكل مستقبل المنطقة من خلال إضفاء الطابع الرسمي على تقسيمها إلى كتلتين متنافستين، مع اندماج إسرائيل في المنطقة بقوة إلى جانب كتلة تقليدية تتكون من مصر والأردن والمغرب والإمارات العربية المتحدة. والمملكة العربية السعودية وبدرجة أقل عمان والسودان والكويت”.
وأشارت “فورين بوليسي” إلى أنه رغم امتلاك هذه القوة معظم القوة الاقتصادية، إلا أنها تقف حاليًا على قدم وساق على المستوى الإقليمي لمجموعة صاعدة من الحكومات التي تعارض الوضع الراهن والتي تدعم الإسلام السياسي من جانب أو آخر، وهذه الكتلة المتمردة المتنافسة تقودها تركيا وإيران وقطر.
وقالت المجلة إنه مع أهمية الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي إلا أنه من المرجح أن يطول أمد الحروب الإقليمية الجارية، وستزيد من حدة الصراع في تلك المناطق المتنازع عليها في الشرق الأوسط حيث تدعم الكتلتان الأطراف المتنافسة في اليمن وليبيا وسوريا.
وأكدت فورين بوليسي أن جهود الإمارات الدبلوماسية نجحت في دعم حلفائها وشركائها بالمنطقة إلى جانب قوة العلاقات مع الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل هما أكبر حليفين إقليميين للولايات المتحدة كما أنهما يمتلكان اقتصادات متطورة.
وقالت المجلة إن الولايات المتحدة دعمت الدور الإقليمي للإمارات، لكنها في المقابل اتخذت نهجا مماثلا تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتخلت عن الدور التقليدي للولايات المتحدة كوسيط بين إسرائيل وخصومها، وبدلا من ذلك تغاضت عن كل تجاوزات نتنياهو عندما يتعلق الأمر بالتوسع الاستيطاني، والعسكرة المتزايدة للسياسة الخارجية الإسرائيلية، والفساد والممارسات المحلية التمييزية وغير الديمقراطية.
ومن المرجح أن يؤدي الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل إلى إنهاء مفاجئ للتقارب التدريجي والمفيد لوجهات نظر البيت الأبيض ووزارة الخارجية والبنتاغون بشأن ليبيا الداعم لحكومة الوفاق وتركيا.
كذلك سيساعد الاتفاق دونالد ترامب ونتنياهو بسبب تراجع شعبيتهما نتيجة سوء التعامل مع جائحة فيروس كورونا بجانب فضائح أخرى كما ستساعد الصفقة الإماراتية الإسرائيلية نتنياهو وترامب في حل مشاكلهما الانتخابية الداخلية، فقد منحت الإمارات وفقا للمجلة الأمريكية نتنياهو وترامب أهم إنجاز في السياسة الخارجية.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد