للمرة الأولى.. “الفاو” تخطط لـ”اليوم الدولي” للتوعية بالفاقد من الأغذية 29 سبتمبر.. 400 مليار دولار القيمة السنوية.. وإطلاق منصة حول السياسات الخاصة بالهدر في أعقاب كورونا

تخطط منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” لتنظيم اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية وذلك للمرة الأولى في 29 سبتمبر 2020.
وفق إطار الاستعدادات لهذا أطلقت “الفاو” منصة شاملة لمساعدة المجتمع الدولي على تسريع الإجراءات المتخذة للحد من الفاقد والمهدر من الأغذية، خاصة في ظل تداعيات انتشار فيروس “كورونا” بالتوازي مع النداء الموجه من وكالة الأمم المتحدة وشركائها من أجل تكثيف الجهود لهذا الحدث الدولي.
وفي التفاصيل قال شو دونيو، المدير العام للمنظمة في تقرير له: تجمع هذه المنصة الفنية بشأن قياس الفاقد والمهدر من الأغذية والحد منها معلومات عن قياس الفاقد والمهدر من الأغذية في مختلف أنحاء العالم والحد منهما وسياساتهما والتحالفات والإجراءات ذات الصلة وأمثلة عن نماذج ناجحة بهذا الصدد.
وأوضح، أن هدر الأغذية يعني هدر الموارد الشحيحة وازدياد تأثيرات تغير المناخ وتفويت فرصة إطعام عدد متزايد من السكان في المستقبل، وأتاح هذا الحدث الفرصة للتعريف باليوم الدولي المقبل للتوعية بالفاقد والمهدر من الأغذية والذي يسعى إلى التركيز بقدر أكبر على الحاجة إلى الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية وكيفية مساهمة ذلك في تحقيق التنمية المستدامة.
ودعا المدير العام للمنظمة القطاعين العام والخاص والأفراد على تشجيع السياسات والابتكارات والتكنولوجيات الكفيلة بالحد من الفاقد والمهدر من الأغذية والاستفادة منها وتوسيع نطاق استخدامها والحرص على أن يكون اليوم الدولي الأول هادفًا ومؤثرًا.
وأوضح “دونيو”، أن الأغذية عندما تفسد أو تنسكب قبل بلوغها مرحلة المنتجات النهائية أو البيع بالتجزئة، على سبيل المثال، قد تفسد الألبان واللحوم والأسماك أثناء نقلها بسبب عدم ملاءمة النقل المبرد ومرافق الحفظ بالتبريد.
وأضاف “شو دونيو”: تشير تقديرات المنظمة إلى أن 14% من الأغذية تُفقد بهذه الطرق المختلفة بقيمة تقدّر بحدود 400 مليار دولار أمريكي سنويًا، أما من حيث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فترتبط الأغذية المفقودة بنحو 1.5 جيجاطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون.
وقال: تصل الفواقد إلى نسبة 14% في أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى و20.7% في آسيا الجنوبية ووسط آسيا في حين يبلغ المتوسط في البلدان المتقدمة، كما في أستراليا ونيوزيلندا على سبيل المثال، نحو 5.8%، وتسجل أكبر الخسائر في الجذور الدرنية والمحاصيل الزيتية 25% والفاكهة والخضار 22%، واللحوم والمنتجات الحيوانية 12%.
وأوضح المدير العام للمنظمة، أن الأغذية تُهدر عندما يتخلى عنها المستهلكون أو يتم التخلص منها في مرحلة البيع بالتجزئة لعدم قدرتها على استيفاء مواصفات الجودة المتشددة أو غالبًا بسبب سوء فهم تاريخ الصلاحية المدون على المنتج، وتعد إدارة المهدر من الأغذية مسألة معقدة، لكننا نعلم أن الأغذية التي لا يتم استهلاكها تشكل هدرًا للموارد على غرار العمالة والأراضي والمياه والتربة والبذور كما أنها تؤدي إلى زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من دون جدوى.
ودعا المدير العام للمنظمة إلى تطبيق الابتكار التكنولوجي والتشغيلي من خلال إيجاد حلول تكنولوجية لإدارة مرحلة ما بعد الحصاد وطرق جديدة للعمل معًا وتحسين تعبئة الأغذية، بالإضافة إلى تخفيف التشدد في الأنظمة والمعايير الخاصة بالاشتراطات الجمالية للفاكهة والخضار وتحسين العادات الاستهلاكية ووضع سياسات حكومية للحد من هدر الأغذية من قبيل الخطوط التوجيهية لإعادة التوزيع الآمن للفائض من الأغذية لمن هم بحاجة إليه من خلال بنوك الأغذية؛ وبناء تحالفات بما في ذلك خارج قطاع الأغذية، مثلًا مع الجهات الفاعلة على صعيد المناخ.
وقال: تشكل المنصة بوابة لجميع موارد المنظمة الخاصة بالفاقد والمهدر من الأغذية بما في ذلك، أكبر مجموعة بيانات على الإنترنت للتعريف بما هو الفاقد والمهدر من الأغذية ومكان وجودهما؛ ومنتدى للنقاش بشأن الحد من الفاقد من الأغذية؛ وأمثلة عن مبادرات ناجحة؛ ودورات تدريبية إلكترونية، وإحاطة عن السياسات الخاصة بالفاقد والمهدر من الأغذية في أعقاب جائحة فيروس كورونا ونصائح عما يمكن لكل شخص فعله للحد من هدر الأغذية.
وأضاف “دونيو”: تتضمن المنصة التي تم تطويرها بتمويل من وكالة التعاون الدولي في سويسرا، روابط تقود إلى بوابات ذات صلة خاصة بالشركاء في التنمية وتصلح لأن تكون بمثابة محطة واحدة لجميع المعارف المتاحة عن الفاقد والمهدر من الأغذية.
وأشار التقرير إلى أن لورانس حداد، المدير التنفيذي التحالف العالمي لتحسين التغذية أكد أن “الفاقد والمهدر من الأغذية هو دليل على معاناة النظم الغذائية”، مشيرًا إلى أن الأغذية المغذية هي الأكثر عرضة للتلف وبالتالي الأشد عرضة لفقدانها أيضًا بالإضافة إلى فقدان الأغذية، تُفقد كذلك سلامة الأغذية والتغذية على حد سواء.
وقالت “جيتا سيثي”، المستشارة والقائدة العالمية للنظم الغذائية بالبنك الدولي، إن معالجة الفاقد والمهدر من الأغذية بواسطة معلومات وأدلة دقيقة على المستوى القطري هي محاولة لإنشاء نظام غذائي قادر على تحقيق إنجازات على صعيد سلامة كوكبنا وصحة الإنسان.
وأضافت: أن تحديد الأولويات على مستوى السياسات في بلد ما وبالتالي بالنسبة إلى الاستثمارات والتدخلات اللازمة يتطلب وجود بيانات وأدلة جيدة، وهذه المنصة خير أداة بهذا الصدد.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد