لماذا لجأت المملكة العربية السعودية لأسواق الدين في الربع الأول؟

قال الخبير الاقتصادي محمد العنقري، إن السعودية تملك ملاءة مالية باحتياطيات تفوق 400 مليار ريال، فيما تقارب نسبة الدين العام 33% وهو أفضل مستوى ضمن مجموعة العشرين.

وأضاف أن السيولة المتوفرة في سوق الدين إلى جانب الفائدة المنخفضة تعطي خياراً جيداً للاستدانة، وفرصة للمملكة استناداً إلى تصنيفها القوي، ما يجعل الاقتراض خياراً أنسب للحفاظ على الاحتياطيات حتى يكون لديها خيارات أخرى في حال لم تتحسن الأوضاع الاقتصادية بالشكل المطلوب.

وأظهرت بيانات ميزانية السعودية في الربع الأول من العام الحالي، أن الإيرادات الفصلية للمملكة بلغت 205 مليارات ريال مقابل مصروفات بقيمة 212 مليار ريال ليبلغ عجز الميزانية فصليا 7.4 مليار ريال، حيث جرى تمويله في الربع الأول بالكامل عن طريق الاستدانة.

وبخصوص تراجع الإنفاق الرأسمالي، أكد على أن فترة الجائحة تفرض التحوط في عملية الانفاق، وذلك بالنظر إلى المشاريع التي يمكن تأجيلها باعتبار أن النفط ما زال يشكل المورد الرئيس للخزينة، واصفاً خيار التحفظ على عمليات الإنفاق خاصة الاستثماري بالجيد.

في المقابل، لفت إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يوازن المعادلة بضخ استثمارات في عدة مشاريع، وقد أعلن عن استراتيجيته المقبلة بالانفاق بمستويات تفوق الأموال المرصودة في الموازنة العامة.

من ناحية أخرى، قال إن من أهم جوانب البرنامج المالي الضخم للمملكة تحقيق الاستدامة المالية التي تتطلب إصلاحات هيكلية من قبيل العمل بالضريبتين المضافة والانتقائية، مشيراً إلى أن رفع ضريبة القيمة المضافة يعد أقل الخيارات تأثيراً عوض اللجوء إلى خيارات أصعب تمس مباشرة دخل المواطنين.

وقال إن رفع الضريبة كان له أثر في تحسين الإيرادات غير النفطية التي كانت عند 32% في الربع الماضي بينما تقف الآن عند 43% بنمو كبير بلغ 39%.

وأشار إلى أن هذا يعني أن خيارات الإصلاح التي اتخذت كانت الأنسب لإيجاد استدامة مالية، ومع تحسن الإيرادات النفطية ستكون الموازنة أكثر ارتياحاً لناحية حجم الحجز المقدر بـ141 مليار ريال للعام 2021، مع العلم أن العجز في الربع الأول كان عند 7 مليارات ريال فقط ما يؤكد التحسن الكبير تأثراً بالإصلاحات.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد