6 أسباب رئيسة لانخفاض نسبة الإصابة بالسكري في الإمارات

أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن العام المقبل سيشهد إجراء المسح الصحي الوطني، بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والجهات الصحية والمعنية على مستوى الدولة، بهدف جمع معلومات ميدانية ذات اعتمادية منهجية حول الواقع الصحي في الإمارات لتحديث قاعدة البيانات الصحية للسكان لقياس مؤشرات الأداء الصحية، ودعم استراتيجيات التخطيط والسياسات الصحية على مستوى الدولة.
وحدد مسؤولون وأطباء، في تصريحات ، 6 أسباب رئيسة تقف وراء النجاح الكبير الذي حققت الدولة في خفض معدلات الإصابة بمرض السكري، حيث أصبحت النسبة 11.8% بدلاً من 18.9% مقارنة بما كانت عليه عام 2010، مشيرين إلى أن هذه الأسباب تتمثل في دمج خدمات متابعة السكري في مراكز الرعاية الصحية الأولية وتعزيز التثقيف الصحي ومبادرة الفحص الدوري، والتي يأتي على رأسها الكشف عن مرض السكري ومتابعة المصابين.

وقالوا: «كما تتضمن أسباب النجاح، توفير العلاج والرعاية للمصابين والتعاون والتنسيق بين الجهات الصحية الاتحادية والمحلية على مستوى الدولة، وكذلك توفير الوسائل المحفزة على ممارسة النشاط البدين والرياضة».
وشاركت دولة الإمارات، يوم الأحد الماضي، في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي لمرض السكري الموافق الرابع عشر من شهر نوفمبر من كل عام.

مشاريع جديدة
قال الدكتور حسين الرند، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع الصحة العامة: «توجد حزمة متكاملة تقف وراء النجاح الذي حققناه في خفض الإصابات الجديدة بمرض السكري، وتتميز بالاهتمام بالشق الوقائي والتوعوي بالدرجة الأولى، ثم الجانب العلاجي، في حالة الإصابة».

وقال إنه ستكون هناك مؤشرات وطنية جديدة تتعلق بمرض السكري في العام المقبل، من خلال المسح الصحي الوطني الذي سيتم إجراؤه العام المقبل، وسيتضمن الكثير من المؤشرات الصحية المتعلقة بالأمراض بما فيها مرض السكري، وكذلك سيتضمن العديد من المؤشرات الصحية العامة.
وأشار إلى أهمية هذا المسح الصحي الوطني، الذي يجرى كل عدة سنوات، مشيراً إلى أنه يعتمد منهجية إحصاء وطنية وفق أرقى المعايير العالمية في الجودة الإحصائية، في إطار تحقيق استراتيجية الوزارة في تطوير نظم المعلومات الصحية، وتطبيق معايير عالمية في إدارة البنية التحتية في المنشآت الصحية، مشيراً إلى أن هذا المسح ستكون له مراحل يتم إنجازها وفق جدول زمني.
وأكد، إيلاء مرض السكري أولوية في المبادرات والبرامج عن طريق تقديم أفضل سبل التوعية والخدمات الصحية والعلاجات، وإعداد البحوث والدراسات العلمية للوصول إلى أفضل النتائج بتقليل مخاطره الصحية.
مشيراً إلى أن دولة الإمارات تسابق الزمن في كافة المجالات الابتكارية الصحية، ومنها تحديث السياسة الوطنية للأمراض غير السارية بما فيها السكري، في إطار خارطة الطريق لتحقيق تطلعات وثيقة مبادئ الخمسين وفق توجيهات القيادة الرشيدة في الدولة.

عوامل النجاح
من جهته، أكد الدكتور أحمد الشوحه، استشاري الغدد الصماء والسكري بالمستشفى الأمريكي بدبي، أهمية تقديم خدمات وقائية وعلاجية مبتكرة ضمن برامج تطوير الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية، وتماشياً مع الأجندة الوطنية لتقليل نسبة مرض السكري في الدولة، مشددا على أهمية تثقيف المرضى لفهم طبيعة السكري وإدارة علاجه وكيفية العناية الذاتية للتقليل من نتائج المرض السلبية على الأفراد والمجتمع على الصعيد الصحي والاجتماعي والاقتصادي.

وأشار إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للسكري لعام 2021، ركز على إتاحة الأدوية والرعاية الخاصة لمرضى السكري، حيث يتيح «اليوم العالمي لمرضى السكري» فرصة من أجل التوعية بداء السكري بوصفه مسألة من مسائل الصحة العامة العالمية، وبما يجب القيام به بشكل جماعي أو فردي من أجل تحسين الوقاية والتشخيص والتدبير العلاجي للحالة المرضية.
ونبه، إلى أن السكري يشكّل أحد الأسباب الرئيسية للعمى، والفشل الكلوي، والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى، ومن بين البالغين المصابين بالسكري من النوع الثاني، فإن شخصاً واحداً من كل شخصين لا يعرفون أنهم مصابون بمرض السكري.
ويعرف داء السكري بأنه مرض يؤدي لارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم (أو السكر في الدم) عن المعدل الطبيعي، مما يؤدي مع مرور الوقت إلى تلف خطير في القلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب في حال لم يتم التحكم فيه.
وقال إن «دولة الإمارات استطاعت أن تنتقل إلى مرحلة جديدة في خفض نسبة الإصابة بمرض السكري، بناء على النتائج الرسمية التي أظهرت انحسار الإصابة بالمرض خلال السنوات الماضية».
وأضاف: «يرجع ذلك إلى اهتمام الحكومة بتقليل نسبة الإصابة بالمرض، وتضافر الجهود وتشكيل فرق عمل وطنية وفرق تنفيذية ضمن الأجندة الوطنية، تعمل على تحقيق نتائج إيجابية في هذا الجانب.»
وأشار إلى أن تراجع معدلات الإصابة بالسكري في الدولة، جاء نتاج واضح لكثير من البرامج والمبادرات، التي نفذتها الجهات الصحية، من خلال الخطة الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية، وبناء على توجيهات القيادة الرشيدة في هذا الشأن.

ذكر الدكتور بشار السحار، إخصائي أمراض الغدد الصماء والسكري بمستشفى ان ام سي رويال الشارقة: «يعد مرض السكري من النوع الثاني مصدر قلق متزايد في جميع أنحاء العالم وهو مسؤول عن غالبية حالات مرض السكري التي تم تشخيصها حديثاً».
وأضاف: «من عوامل الخطر الرئيسة المساهمة في الإصابة: السمنة ونمط الحياة الخامل ووجود تاريخ عائلي، لذلك من المهم للغاية فحص جميع البالغين الذين يعانون من زيادة وزن الجسم لمرض السكري من النوع الثاني، لأن للفحص تأثير مهم في إجراء التشخيص المبكر لمرض السكري».
ووصف فحص مرض السكري، بأنه «مهم للغاية» في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري أو الإصابة بمرض السكري بالفعل، كما أنه يلعب دوراً كبيراً في تشجيع الناس على تعديل عاداتهم الغذائية وزيادة نشاطهم البدني، وبالتالي تجنب المضاعفات المستقبلية غير الضرورية المتعلقة بالضياء.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد