الاتحاد الأوروبي يجهّز خطة تنفيذ تجارية جديدة مع واشنطن تشمل الرسوم والمعايير والصلب والأمن الاقتصادي

يعتزم الاتحاد الأوروبي تقديم خطة تنفيذ جديدة إلى الولايات المتحدة لتفعيل المرحلة التالية من الاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه بين الجانبين خلال الصيف الماضي، في خطوة تهدف إلى معالجة القضايا العالقة وتوسيع نطاق التعاون التجاري، وفقًا لمصادر مطلعة.
وتأتي هذه المبادرة الأوروبية قبيل اجتماع مرتقب بين مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش ونظرائه الأميركيين في وقت لاحق من نوفمبر، حيث تسعى بروكسل إلى الرد على مقترحات أميركية سابقة طالبت بخطة قانونية ملزمة لمراجعة اللوائح التنظيمية الأوروبية التي اعتبرتها واشنطن مضرة بالشركات الأميركية.

تفاصيل الاتفاق التجاري
الاتفاق الذي تم توقيعه في أغسطس بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الأميركي دونالد ترامب، نصّ على فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على معظم السلع الأوروبية المصدّرة إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك السيارات، مع استثناءات محدودة لبعض السلع الصناعية والزراعية

خطة التنفيذ: خمسة محاور رئيسية
الخطة الأوروبية المقترحة، التي تُعرف باسم “خطة عمل التنفيذ”، لم تُشارك بعد مع الجانب الأميركي، لكنها ستركّز على:
الرسوم الجمركية والنفاذ إلى الأسواق، مع مطالب بخفض الرسوم على سلع إضافية مثل النبيذ والمشروبات الروحية.
إطلاق حوار تنظيمي حول المعايير، التجارة الرقمية، الحواجز الفنية، وشكاوى التجارة.
التعاون في قطاعي الصلب والألمنيوم لمعالجة فائض الطاقة الإنتاجية العالمي.
إنشاء مجموعة عمل للأمن الاقتصادي تشمل مراجعة الاستثمارات، ضوابط الصادرات، وسلاسل توريد المواد الخام الحيوية.
متابعة الاستثمارات الاستراتيجية في الغاز الطبيعي المسال وأشباه الموصلات، وفقًا لتعهدات سابقة ضمن الاتفاق

تحديات الرسوم واللوائح
لا تزال صادرات الصلب والألمنيوم الأوروبية تواجه رسومًا جمركية تصل إلى 50%، ما دفع المفوضية الأوروبية إلى اقتراح نظام حصص يسمح بتخفيض الرسوم على كميات محددة من المعادن. كما تسعى بروكسل إلى حماية مصالحها التنظيمية في مواجهة مطالب أميركية تعتبرها “متطرفة” في مجالات التكنولوجيا والبيئة.
هذه التحركات تعكس رغبة الاتحاد الأوروبي في الحفاظ على التوازن بين الالتزام بالاتفاق التجاري من جهة، والدفاع عن سياساته التنظيمية من جهة أخرى، وسط بيئة دولية تتسم بالتقلبات التجارية والتحديات الجيوسياسية.