اقتصادنا العربي .. تجارب ملهمة .. وأخفاقات مدوية ! افتتاحية الخميس – بقلم / محمد شمس الدين .. رئيس تحرير وناشر مجلة استثمارات الإماراتية مؤسس ورئيس / (منتدى المستقبل للاستثمارات العربية) ” FF2020AI”

حينما نتحدث عن اقتصاد منطقتنا العربية، فإننا لا شك سنجد انكشاف كبير، بل فجوة خانقة تعاني منها في الأساس شعوب وأبناء دول المنطقة، الذين خضعوا قسراً أو اختياراً لتوجهات وسياسات اقتصادية خاطئة وشعارات دعائية لأنظمة سياسية لم تضع مسيرة التقدم الاقتصادي و الرخاء التنموي نُصب عينها ولم تفرض أجندة تنموية متطورة على أجهزة ومؤسسات تلك الدول.
وإن كان علينا أن نرى بارقة نور في تجارب ملهمة لدولاً في عالمنا العربي، تشق قيادتها السياسية غبار التخلف الاقتصادي فيها، وتزيح الصورة النمطية على أن العرب غير متطورين، بل باتت تلك الدول القلائل تدور بقوة في فلك الاقتصاد العالمي، وتتصدرها الإمارات التي توجت تطورها الاقتصادي وتجربتها الريادية باستثمارات تحمل عنوان ووسم المستقبل، وهي استثمارات الفضاء، لترسم برؤية قيادتها السياسية خطى واعدة لتطور اقتصادنا العربي، ولا ننسى حتما المملكة العربية السعودية، التي دشنت عهدا ًومساراً اقتصادياً غير مألوف في قاموس المملكة التنموي لتشرع كافة الأبواب لتلقي الاستثمارات ولتكون مؤثرة في محيطها الاقتصادي الإقليمي والعالمي، فضلاً على التطورات الهائلة التي تحققها مصر في بنيتها وبنيانها الاقتصادي الذي تعيد تأسيسه برؤية ملهمة، مؤكدة بختم استثنائي وحنكة لقيادتها السياسية، أن الحضارات لا تندثر وأن المقومات المتراكمة ( حتما ً يحين وقت استغلالها لتتحقق المعجزة)، كما لا ننسى تجارب اقتصادية على درب التطور المتسارع في دول كالبحرين، وقطر، والدول العربية الأخرى، وها نحن نرى مؤخراً السودان الذي خرج من أتون حقبة سياسية واقتصادية صعبة خلال عهد النظام السابق الذي كتم وأبقى على قدرات ومقومات هائلة لذلك البلد العربي الشقيق والغالي الزاخر بفرص وموارد هائلة، لنأمل له مخاضاً وولادة جديدة ((( ويسراً بعد العسر ))).
وفي المقابل نرى إن هناك دولاً عربية للأسف رهنت قدراتها ومقوماتها الاقتصادية للعبث و التلاعب بالشعارات والوقت والتاريخ الذي تشيد به الحضارات والمنجزات ما دامت ارهنت قيادتها السياسية لأجندات ومصالح أطراف خارجية، ولا نريد أن نذكر هنا دولاً باسمها رفعاً للاحراج والانكشاف في زمن نسعى فيه ونرى دول الاعتدال العربي تسعى لترميم الجهود وردم الفجوة.
ويبقى في نهاية المطاف التطور الاقتصادي والرخاء والرفاهية هي الوجهة والبوصلة التي يجب ان تشرع إليها سبقاً وسراعاً دولنا العربية تلافياً لمستقبل وتطورات متسارعة لا ترحم.
للتواصل مع الكاتب
الإمارات
واتس – 00971529320204

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد