البحرين وإسرائيل: عهد جديد

وقعت البحرين وإسرائيل، أمس، بياناً تاريخياً مشتركاً، حول إقامة علاقات دبلوماسية، إيذاناً ببداية عهد جديد وواعد في العلاقات بين البلدين، عقب اجتماعات ضمت مسؤولين من المملكة ووفدين من الولايات المتحدة، وإسرائيل.
ووصل الوفدان، أمس، على متن طائرة تجارية انطلقت من تل أبيب وحطت في المنامة، في أول رحلة من نوعها بين الدولتين، برئاسة وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين والمساعد الخاص لشؤون المفاوضات الدولية آفي بيركوويتز، ورئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات.
وبحسب وكالة الأنباء البحرينية «بنا»، وقع الجانبان عدداً من مذكرات التفاهم تتناول العلاقات الاقتصادية والتجارية والاتصالات والتجارة والخدمات الجوية وتنقل الأفراد والخدمات المصرفية والمالية والتعاون بين وزارتي الخارجية وغيرها من مجالات التعاون المشترك.
وعقدت في هذا الإطار اجتماعات لمجموعات عمل لبحث المزيد من مجالات التعاون البحريني الإسرائيلي، بما في ذلك الطيران والرعاية الصحية والتكنولوجيا والسياحة والزراعة وغيرها.
وأشار البيان إلى أن الاجتماعات أكدت أن إنشاء علاقات مباشرة بين البلدين اللذين يعتبران من الدول ذات الدور الحيوي في الشرق الأوسط من شأنه أن يسهم في تحقيق مستقبل أكثر أمناً وازدهاراً لشعوب البلدين والمنطقة.
ونوّه البيان المشترك إلى الدور الكبير للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإطلاقه مبادرة «اتفاقيات إبراهيم»، والتي سهلت إتمام هذا الإنجاز الدبلوماسي التاريخي.
وجاء هذا الإنجاز بعد صدور البيان الرسمي المشترك بين الولايات المتحدة والبحرين وإسرائيل في سبتمبر الماضي، عقب الاتصال الهاتفي بين الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذي تم التأكيد فيه على أهمية فتح حقبة جديدة من التعاون بين البلدين.
ووقعت البحرين إعلان تأييد السلام مع إسرائيل، في البيت الأبيض، منتصف سبتمبر الماضي، بالتزامن مع توقيع معاهدة السلام التاريخية بين الإمارات وإسرائيل.

وأكد البيان الصادر أمس، أن هذا الفصل هو استمرار للجهود الإقليمية والدولية البارزة لتعزيز السلام في الشرق الأوسط، وشهادة على الرؤية الجريئة والقيادة التي أظهرتها الدول الثلاث من جهود دبلوماسية صادقة من أجل السلام والازدهار المستدامين. وتواجه البلدان الثلاثة مجموعة من التحديات المشتركة وستستفيد بشكل متبادل من إنجاز هذا اليوم التاريخي.
وأشار البيان إلى أن التوقيع التاريخي، أمس، يجمع اثنين من أصدقاء الولايات المتحدة الأميركية وشركائها في الشرق الأوسط.
وتنضم البحرين وإسرائيل إلى الولايات المتحدة لدفع الخطط الاستراتيجية للسلام والازدهار في الشرق الأوسط وتوسيع سبل التعاون التي ترتكز على القيم والمصالح المشتركة.
وتطرق البيان إلى اتفاق وجهات نظر الدول الثلاث بشأن التحديات والتهديدات والفرص المتاحة في المنطقة، وإطلاق إمكانات المنطقة من خلال توثيق التعاون الأمني والدبلوماسية العامة والمشاركة في الاقتصاد والتكنولوجيا والمصالح المشتركة الأخرى، بما في ذلك تعزيز التعايش والمشاركة بين الناس وثقافة السلام، وستؤدي اتفاقيات اليوم إلى حياة أفضل للبحرين وإسرائيل والمنطقة وشعوبها.
وأشار البيان إلى أن الطرفين سيواصلان جهودهما من أجل حل عادل وشامل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأضاف أن مملكة البحرين ودولة إسرائيل على ثقة من أن هذا التطور سيساهم في تحقيق مستقبل تعيش فيه جميع الشعوب وجميع الأديان معاً بروح التعاون والتمتع بالسلام والازدهار، حيث تركز الدول على المصالح المشتركة وبناء مستقبل أفضل للجميع.
وعبرت الولايات المتحدة وإسرائيل عن تقديرهما لمملكة البحرين لاستضافتها الورشة التاريخية «الازدهار من أجل السلام» في المنامة في يونيو 2019، والتي كانت خطوة نحو تحقيق مزيد من التعاون في مختلف المجالات.
ومن جانبه، أكد عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية البحريني، أن إعلان تأييد السلام مع إسرائيل، وتوقيع مذكرات التفاهم في عدد من المجالات، يؤسس لتعاون ثنائي مثمر بين المملكة وإسرائيل يمكّن ويسهم في ترسيخ أسس السلام في المنطقة، بما يدفع بعملية السلام نحو آفاق أكثر إيجابية، وذلك بدءاً بحفظ الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
وأكد أن تحقيق السلام سينعكس على تحقيق تطلعات دول وشعوب المنطقة في الاستقرار والسلام والبناء والنماء.
وأشاد الزياني بأهمية زيارة الوفد الإسرائيلي للمملكة، وما نتج عن هذه الزيارة من نتائج إيجابية تدفع نحو بناء علاقات أكثر بين البلدين، منوهاً باهتمام البحرين بتعزيز التعاون الثنائي بما يحقق التطلعات المشتركة، وينعكس إيجاباً على مستقبل عملية السلام في المنطقة ويعزز من استقرارها.
ومن جانبه، أكد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شبات أن نجاح هذه الزيارة ينعكس بالإيجاب على مستقبل العلاقات بين البحرين وإسرائيل، من حيث استمرار التنسيق المشترك بينهما والمساهمة في تعزيز عملية السلام في المنطقة بما يخدم تطلعات دولها وشعوبها نحو التقدم والازدهار، منوهاً برؤية مملكة البحرين للسلام في الشرق الأوسط وحرصها على تعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة.
وكان رئيس الوفد الإسرائيلي قال لدى وصوله إلى المنامة: «هذا يوم عظيم يتحوّل فيه السلام إلى واقع»، مضيفاً: «هذه العلاقات ستفيد الجانبين على أكثر من صعيد».

 

«الخارجية» الإسرائيلية: واقع جديد بالشرق الأوسط
وصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليئور حياة، أمس، زيارة وفد بلاده إلى البحرين بأنه يوم تاريخي وزيارة تاريخية، مؤكداً أن هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها وفد إسرائيلي رسمي البحرين على أول رحلة تجارية مباشرة بين البلدين. وأضاف: «هذا يوم تاريخي، كنا ننتظره منذ سنوات عديدة».
وأوضح، في تصريح لوكالة أنباء البحرين (بنا)، أن الزيارة تأتي من أجل تشكيل مجموعات العمل التي ستتعامل مع القضايا الرئيسة والبنية التحتية للسلام المستقبلي بين البلدين، إضافة إلى توقيع اتفاقيات ثنائية لإقامة علاقات دبلوماسية وسلام بين البلدين وعلى رأسها اتفاقيات السلام. وقال حياة: «أعتقد أن ما نراه يشكل واقعاً جديداً في الشرق الأوسط، وكلما كان هذا السلام أفضل كلما انضم إليه مزيد من الدول».
وتوقع ليئور انضمام دول أخرى إلى معاهدات السلام الموقعة مع إسرائيل، ونوه بدور الولايات المتحدة الأميركية في إيجاد هذا الواقع الجديد، مضيفاً: «إن الجانب الأميركي ساعد بلدينا للوصول إلى تحقيق السلام، ومساعدة المنطقة بأسرها للوصول إلى الاستقرار والازدهار».

نائب رئيس الوزراء البحريني: السلام خيار استراتيجي
أكد الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، نائب رئيس الوزراء البحريني، أن إعلان تأييد السلام بين البحرين وإسرائيل، يؤكد التزام المملكة بالسلام كخيار استراتيجي تنطلق من خلاله أطر المبادرات لتعزيز التعاون الدولي والاستقرار والسلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط، وبما يضمن تعزيز وإنجاح الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية وفقاً لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، باعتبار ذلك السبيل الأمثل لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وأوضح خلال استقباله، الوفد الأميركي الإسرائيلي المشترك برئاسة وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مائير بن شبات، أن مملكة البحرين بلد التسامح والتعايش والانفتاح على الأديان والثقافات، وتنظر إلى عملية السلام كخطوة هامة تؤسس لعلاقات أوسع لصالح دول وشعوب المنطقة.
وتابع: «في ضوء التجارب التاريخية، فإن التعاون البناء والمثمر هو السبيل الفاعل لمواجهة التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، وتحقيق الآمال والطموحات المنشودة على كافة المستويات والأصعدة».
ومن جانبهما عبر منوتشين وبن شبات عن امتنانهما لما قوبلا به والوفد المرافق من حسن الاستقبال معبرين عن تمنياتهما بنجاح الزيارة.
حضر الاستقبال سعادة الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية، ومعالي الشيخ سلمان بن خليفة آل خليفة وزير المالية والاقتصاد الوطني، والدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية.

 

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد