دولة الإمارات تحذر من تفاقم انعدام الأمن الغذائي عالمياً

أعربت دولة الإمارات، أمس، عن بالغ قلقها إزاء تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي عالمياً، داعية إلى إطلاق استثمارات جديدة في المياه ومجال الأغذية، وأكدت ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية في مواجهة أزمة الغذاء.
وأوضحت في بيان، أدلى به وفد الدولة الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، باستضافة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والمندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، أن الإمارات باعتبارها مانحاً إنسانياً وعضواً في مجلس الأمن ورئيساً لمؤتمر المناخ «COP28»، يمثل الأمن الغذائي أولوية كبرى بالنسبة لها، مؤكدة على قلقها البالغ من تصاعد مستويات الجوع وانعدام الأمن الغذائي حول العالم.
وقالت الدولة، في البيان: «مثلما شاهدنا في التقرير الأممي العالمي حول أزمات الغذاء، حتى قبل صدمات الأسعار الأخيرة، فإن العالم سجّل مستويات قياسية من انعدام الأمن الغذائي عام 2021، وهو ما يعني أن واحداً من كل ثمانية من سكان العالم نام جوعانَ، ولسوء الحظ فإن هذا العدد يتزايد».
وأكدت الإمارات التزامها بالعمل عن كثب مع الشركاء لمعالجة هذه التحديات العالمية، مشيرة إلى أنها خلال العام الجاري أطلقت «مبادرة الابتكار الزراعي من أجل المناخ» بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول أخرى.
ولفتت إلى أن التعاون مع برنامج الغذاء العالمي في تنفيذ برنامج «مليار وجبة»، وهي أكبر مبادرة من نوعها لتوزيع الغذاء في المنطقة خلال شهر رمضان.
وبحسب البيان، نوّهت الدولة إلى أنها جزء من المجموعة الأساسية لأمن الغذاء التي ستقدم قراراً للجمعية العامة للأمم المتحدة حول حالة انعدام الأمن الغذائي الأسبوع المقبل، لافتة إلى أن القرار الذي سيتم تقديمه برعاية لبنان، يعبر عن دعوة جماعية حاسمة لوضع أمن الغذاء العالمي في مقدمة ومحور عمل مجلس الأمن.
ولفتت إلى أن القرار له هدف رئيس هو تعزيز الجهود المرتبطة بانعدام الأمن الغذائي عالمياً وتأثيره على حياة الناس حول العام.
ورحبت الإمارات أيضاً، بحسب البيان، بالالتزام الخاص بـ«المؤسسات المالية الدولية» لزيادة دعم الحماية الاجتماعية، مشيرة إلى أن انضمامها لهذه المجموعة يسلط الضوء على أهمية ضمان وصول المساعدات الإنسانية بصورة آمنة وبلا عوائق لتخفيف انعدام الأمن الغذائي.
ومع مضي هذه المبادرات قدماً، أعربت الإمارات عن اعتقادها بأنه لا تزال هناك حاجة من أجل تنسيق دولي أكبر، داعية إلى إجراء التغييرات المنهجية الضرورية لمعالجة أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الصراعات والتغير المناخي والأوبئة والقيود التجارية واللوجستية بصورة مستدامة.
ودعت الإمارات إلى زيادة الاستثمارات بشكل كبير في الغذاء والمياه بالدول الهشة، لافتة إلى أن ذلك سيكون محور نقاش داخل الوكالات الأممية ومجموعة الدول السبع ومجموعة العشرين، ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ.
وذكرت أنه مع تخصيص حزم مالية بمليارات الدولارات لمساعدة الدول النامية على التحول من الفحم، لا بد من التعامل بجدية مع الدول التي تعاني من زعزعة الاستقرار بسبب التصحر ونقص الغذاء والمياه. وقالت: «إن المحاصيل المقاومة للجفاف، وتكنولوجيا الري الحديثة عنصران يمكنهما إحداث تغيير جوهري مؤثر إذا ما أمكن استخدامها وتمويلها من خلال المنصات الحكومية».
وأضافت: «إن ذلك ليس مجرد استثمار في الإمدادات المحلية، وإنما يمنع انعدام الأمن الغذائي من التفشي، كما يحول دون تسارع الصراعات والنزوح».
وشددت الإمارات على أهمية قدرة المنظمات على توقع حالات الجفاف والتعطل في سلاسل الإمداد وتعقب المنافسة على الموارد، مؤكدة على ضرورة أن تؤدي هذه البيانات إلى إحداث تحول في السياسات وتحريك الموارد الدولية قبل حدوث أزمة غذاء حقيقية.
وفي ختام بيانها، أعربت الإمارات عن اعتقادها بأن أفضل طريقة لإدارة الصراع هي منعه من الحدوث، مؤكدة التعاون مع الشركاء كافة في هذا الصدد، والعمل على مواجهة تداعيات أزمة الغذاء على المدى القريب.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد