رحلة سرية و«عشاء نادر».. كيف وصل جو بايدن إلى كييف؟

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» كواليس الزيارة المفاجئة التي أجراها الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، إلى العاصمة الأوكرانية كييف، للتعبير عن «عزم إدارته» دعم أوكرانيا المستمر منذ عام. وقالت الصحيفة الأميركية في تقرير، إن بايدن وصل إلى كييف بعد رحلة استغرقت ساعات بالقطار من حدود بولندا.
ولفتت إلى أن الزيارة أجريت سراً بسبب مخاوف أمنية، إذ غادر بايدن واشنطن دون إعلان مسبق، بعد أن تناول العشاء مع زوجته بالخارج في مشهد نادر الحدوث، في مطعم ليل السبت الماضي.
وكان من المقرر بالفعل وصول بايدن بشكل معلن إلى وارسو، اليوم، في زيارة تستغرق يومين، ونفى المسؤولون بشكل متكرر وجود أي خطط أخرى يمكنهم الإعلان عنها بشأن رحلة إلى أوكرانيا أثناء تواجده هناك.  وأصدر البيت الأبيض ليل الأحد جدولاً عاماً ليوم الاثنين، يبين أن الرئيس لا يزال في واشنطن ويغادر في المساء إلى وارسو، بينما كان هو في الواقع في النصف الآخر للعالم.
ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة بايدن المفاجئة جاءت عشية خطاب مقرر لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم، يتوقع أن يتحدث فيه عن جهود بلاده الحربية، وسط مؤشرات على أن هجوم الربيع في أوكرانيا قد بدأ بالفعل.
وكان من المقرر أن يلتقي بايدن مع نظيره البولندي أندريه دودا صباح اليوم، ويلقي خطاباً من قلعة وارسو في وقت لاحق، ما يؤدي إلى إنشاء صورة منقسمة للشاشة يظهر فيها بايدن وبوتين يتحدثان عن أوكرانيا في نفس اليوم. ولم يتضح ما إذا كان جدول أعماله سيتغير بعد الزيارة إلى كييف.
ووفقاً للصحيفة تذكر زيارة بايدن إلى كييف بالرحلات السرية التي كان يقوم بها الرئيسان السابقان جورج دبليو بوش وباراك أوباما إلى العراق وأفغانستان في ذروة الحروب في هذين البلدين.
في عام 2003 قام بوش بزيارة في عيد الشكر للقوات في العراق، كانت سرية للغاية لدرجة أن حتى عناصر من جهاز الخدمة السرية التابع له اعتقدوا أنه لا يزال في مزرعته في كروفورد، بولاية تكساس.
وفي عام 2010 قام أوباما برحلة مماثلة إلى كابول في أفغانستان، وغادر كامب ديفيد لتجنب الكشف.
ونوهت «نيويورك تايمز» إلى أن رحلة بايدن إلى أوكرانيا، وهي منطقة حرب نشطة ولكن دون وجود القوات الأميركية التي كانت في الميدان في العراق وأفغانستان للمساعدة في حماية رئيس زائر، كانت صعبة بشكل خاص.
وتأتي زيارة بايدن بعد أن قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بزيارة رفيعة المستوى لواشنطن قبل يوم عيد الميلاد العام الماضي، وهي أول رحلة له خارج أوكرانيا منذ بدء الأزمة، ناشد خلالها القادة الغربيين تقديم المزيد من الدعم.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد