على مقياس “6 دول” هزة أرضية بعنوان “البريكس” تزلزل أركان الاقتصاد العالمي

استطلاع دولي للخبراء لمجلة استثمارات الإماراتية

أجرته/ رباب سعيد-  مراسلة “مجلة استثمارات الإماراتية” لشؤون مصر وشمال إفريقيا

أبوظبي – القاهرة – الرياض

اعتبر محللون وسياسيون فى الاستطلاع الذي طرحته مجلة استثمارات الإماراتية  أن توسع مجموعة «بريكس» وانضمام دول جديدة يدل على ثورة عالمية وترجمة لمطالبات متوالية لإصلاح النظام المالى الاقتصادي العالمى،  كما أن قبول 6 دول أعضاء جدد فى بريكس وهي الإمارات، الأرجنتين ومصر، والسعودية، وأثيوبيا، وإيران، لتكون  بمثابة ثورة جيوسياسية عالمية. وأشار إلى أنه من الآن أصبحت 6 من أكبر 9 دول منتجة للنفط جزءًا من مجموعة «بريكس»، الأمر الذى يمكن أن  يوازن بين الأوضاع الاقتصادية

والواقع أن بريكس هو نتاج طبيعى لتفاعلات لم تتوقف وانتقادات تجاه نظام الاقتصاد العالمى القائم ما بعد الحرب العالمية الثانية الذى وضعت أسسه وقواعده فى اتفاقية بريتون وودز، الأسم المعروف لمؤتمر النقد الدولى الذى انعقد فى يوليو 1944 فى غابات بريتون فى نيوهامبشر بالولايات المتحدة الأمريكية. حضر المؤتمر ممثلون لأربع وأربعين دولة. وقد وضعوا الخطط من أجل استقرار النظام العالمى المالى وتشجيع إنماء التجارة بعد الحرب العالمية الثانية. وتم تثبيت عملات أجنبية مقابل الدولار، وتشكيل صندوق النقد الدولى والبنك الدولى للإنشاء والتعمير، بشعار تشجيع الاستقرار المالى الدولى وتوفير المساعدات للأعضاء الذين يواجهون عجزًا فى ميزان المدفوعات.

لكن الممارسة الاقتصادية جعلت المنظمتين تحت سيطرة الولايات المتحدة والسبع الصناعية، خاصة وقد تم تشكيلهما فى ظل انتصار الحلفاء وبدايات الحرب الباردة، ومع الوقت اختلفت السياقات الاقتصادية مع السياسية، حيث عانى النظام الدولى من اختلالات دعت الدول والتجمعات الإقليمية والسياسية للمطالبة بإصلاح الأمم المتحدة ومعها المنظمات التى قامت ما بعد الحرب العالمية الثانية، لكن لم تتم الاستجابة، رغم صعود اقتصادات دول مثل الصين والبرازيل والهند، بجانب دول مثل مصر وجنوب أفريقيا، ورغبة دول مثل السعودية والإمارات العربية فى امتلاك طموح فى التنمية والتقدم، لا يساعده النظام الاقتصادى الحالى. ودفع هذا إلى تساؤلات حول  إذا كان ذلك سيشكل تحديا للغرب في نهاية المطاف. وكان الأعضاء الخمسة الحاليون للمجموعة، وهم: البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، قاموا بدعوة ست دول جديدة للانضمام، بينها بعض الحلفاء التقليديين للغرب، مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر. بالإضافة إلى إيران، والأرجنتين، وإثيوبيا.

تباين الرؤى والعلاقات

 وفى هذا الشأن يرى وزير خارجية مصر الأسبق السفير محمد العرابي، ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية في حديثه لمجلة استثمارات الإماراتية،  أن نظرة واشنطن لمجموعة البريكس أنها موجهة للغرب بشكل أصيل…لأن البريكس فى البداية كان عبارة عن نادي مغلق  ونتيجة الظروف الدولية الحالية أصبح لدى الولايات المتحدة الأمريكية قناعة بأن هذا التجمع موجه ضد الغرب بوجه عام وضد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص…ولكن في حقيقة الوضع أن هناك دول داخل البريكس تتميز بعلاقات خاصة مثل الهند والولايات المتحدة الأمريكية  كما أن مصر والولايات المتحدة الأمريكية تربطها علاقات قوية منذ ٣٠ عام فقد شهدت الساعات الأخيرة مناورات النجم الساطع ولهذا فإن دولة بحجم مصر لايمكن الاستغناء عنها بسهولة .. وبنفس الشئ دولة الإمارات دولة لديها تحكم كبير في موضوعات الطاقة ونفوز سياسي واسع لذلك لا أعتقد أن من الممكن يأخذ المجموعة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأكد السفير محمد العرابي أن الاقتصاد الآن أصبح عملية متشابكة …الصين لا تستطيع العيش بدون الولايات المتحدة الأمريكية ولا واشنطن تستطيع العيش بدون الصين

فوائد الإنضمام إلى البريكس

يرى السفير العربي إن انضمام مصر لهذا التجمع، سوف يساعدها في دعم التعاون الاقتصادي وتعميق التبادل التجاري مع الدول الأعضاء، بالإضافة إلى   تنوع الهيكل الإنتاجي السلعي للصادرات الذي يحقق التكامل لسلاسل الإمداد والتوريد بين أعضاء “بريكس”،مشيراً لكون هذا التجمع   يفتح أمام مصر آفاقًا واعدة لتوطين التكنولوجيا المتقدمة في شتى القطاعات الاقتصادية وزيادة معدلات الإنتاج المحلي من خلال توسيع نطاق التعاون مع الدول الأعضاء.

ولتعزيز دورها المهم والمؤثر في أفريقيا، من خلال الاتفاقيات التجارية فيما بينها، وستتمكن من الاستفادة من الاتفاقيات التجارية مثل السوق المشتركة للجنوب “ميركوسور”، لتصبح مركزا يربط أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.

مصر مهمة للولايات المتحدة وروسيا

واضاف  وزير خارجية مصر الأسبق محمد العرابي  – لا أعتقد أيضاً أن الولايات المتحدة تفرط في مصر، ولا تخرجها من دائرتها، لأن مصر لا تقف عند مكانة جيشها في المعادلة الاستراتيجية، وإنما هناك تحكم مصر بممر قناة السويس، والبعد الاستراتيجي لمصر بالمنطقة ، ويشير  السفير العرابي إلى  موقع مصر الاستراتيجي والدقيق جيوسياسياً بالنسبة للغرب، يفرض على واشنطن مصلحة الحفاظ على علاقات استراتيجية حسنة وطويلة الأمد مع القاهرة”. ولفتت إلى أن “مصر بدورها سوف تحرص على أن تحافظ على علاقات دبلوماسية واقتصادية متوازنة مع جميع الأطراف على النحو الذي يعزز دورها السياسي في المنطقة”.

مرئيات الإعلام الغربي على مجموعة البريكس

ومن جانبه أكد عماد الدين حسين رئيس تحرير صحيفة الشروق المصرية أن الأهداف التي  تقوم عليها مجموعة البريكس  هو إقامة نظام عالمى جديد أكثر عدلا، خصوصا فى المجال الاقتصادى،   ولكن    هل ستلتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها فى الغرب الصمت وهم يرون الصين وروسيا ودول محورية فى القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، يحاولون تغيير المعادلة المستمرة تقريبا من بعد الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥ واتفاقيات «برايتون وودز» التى تحكم  العالم إقتصاديا خصوصا صندوق النقد والبنك الدولي

أمريكا والغرب القلق من بريكس؟

وأوضح الكاتب الصحفي/  عماد الدين حسين أن رد الفعل الأول من واشنطن  أن قيادتها للنظام الاقتصادى مستمرة لأنها أكبر اقتصاد فى العالم خصوصا فى الجانب التكنولوجى الإبداعي بالإضافة إلى القوة الناعمة.

حيث  عبر  الباحث  المعروف رجا موهان كاتب العمود فى مجلة فورين بوليس، وهو  متخصص فى الشئون الهندية وهو أيضا المدير المؤسس لمركز كارينجى الهند فى دلهى. قائلاً  إن توسع بريكس محاولة فاشلة لإنهاء هيمنة الغرب»… ويشير  عماد الدين أنها إجابة متسرعة حتى لو كان كثيرون فى الغرب يرونها صحيحة بالنظر إلى الحصة التى كانت تمثلها دول البريكس والتي تمثل ٣٢٪ من الناتج الإجمالي العالمي بعد ست دول توصل إلى  ٣٩٪ وفى تقديرات أنها تجاوزت الحصة الشرائية لمجموعة السبع الكبري ويقول إن توسع بريكس بعد قمتها الأخيرة فى جوهانسبرج بضم مصر والإمارات والسعودية وإيران والأرجنتين وإثيوبيا، إضافة إلى الدول المؤسسة وهى الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، لن يقلب العالم رأسا على عقب، ولا يبشر بصعود نظام عالمى جديد ما بعد النظام الغربى.

دعوات الغرب إلى إيقاف البريكس

ويستطرد الكاتب الصحفي / عماد الدين حسين أن  هناك بعض الكتابات فى الغرب والتى تشير إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية عليها أن تسعى إلى  تفتيت البريكس من الداخل خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها علاقات  قوية مع دول كثيرة بالمجموعة وقد تعالت الاصوات بضرورة أبعاد الهند عن الصيني وبطبيعة الحال هناك مشاكل مختلفة بين دول  المجموعة…..مثل إيران والإمارات  ومشكلة الجزر مصر وإثيوبيا  وسد النهضه…الهند والصين لكى تضمن أنها ليست خطر على المصالح الغربية والأمريكية

ويشير عماد الدين إلى مقولة  رجا موهان الباحث في الشؤون الهندية الذي يرى أيضا أن بريكس لا يمثل انتصارا كبيرا للصين وروسيا، ومحاولاتهما بناء كتلة مناهضة للغرب  وأطلق عليها  تسميته بدول أو تكتل الجنوب.ويرى موهان أن اعتقاد البعض بإمكانية بعث حركة عدم انحياز جديدة فى صورة بريكس الحالية أمر مستبعد….

رؤية متشائمة

لدى موهان رؤية متشائمة جدا تقول إن المتفائلين بمجموعة بريكس بعد توسعها لا يهتمون بالديناميكيات الداخلية للمجموعة وأنهم يكشفون عن جهل هائل ببلدان الجنوب ومصالحها المتنوعة وتعاملاتها مع القوى العظمى، ولذلك يقول إن توسيع مجموعة بريكس لا يحولها إلى كتلة قوية، بل إن التوسع لن يؤدى إلا لتقويض التماسك الذى كانت تتمتع به المجموعة قبل التوسع….

فى تقديره أيضا فإن المواجهة المتصاعدة بين الصين والهند تلقى بظلالها على الخلافات الموجودة بين الدول المنضمة حديثا مثل السعودية والإمارات من جهة وإيران من جهة أخرى، وبين مصر وإثيوبيا على خلفية قضية سد النهضة، والاستنتاج الأساسى لدى موهان هو أن خطوط الصدع داخل بريكس سوف تزيد من صعوبة تحويل الوزن الاقتصادى للبريكس إلى قوة سياسية مؤثرة عالمياً.

نهج التحالف السياسي

النقطة الثانية فى رأى موهان أن محاولة الصين بناء كتلة سياسية قوية لمواجهة الولايات المتحدة سوف تصطدم بأن العديد من أعضاء بريكس الحاليين المحتمل ضمهم لاحقا هم أصدقاء للولايات المتحدة، وحتى لو كان لبعضهم خلافات مع واشنطن، فمن غير المحتمل أن يتخلوا عن الضمانات الأمنية الأمريكية مقابل وعود صينية لم يتم اختبارها حتى الآن.

وفى هذا الإطار يشير موهان إلى أن الهند ورغم عضويتها فى بريكس فهى أيضا عضو مهم فى الحوار الأمنى الرباعى مع الولايات المتحدة وأستراليا واليابان الذى يجمع الهند مع إسرائيل والإمارات، وكذلك المنتدى الاقتصادى مع الولايات المتحدة.

وإذا كانت الصين تسعى لقيادة الجنوب فإن هناك آخرين فى بريكس لديهم طموحات إقليمية خصوصا الهند والسعودية والإمارات، وبالتالى فقد يكون التنافس هو الأساس داخل المجموعة وليس التعاون.

رؤية تقليدية

ونوه عماد الدين إلى أن كل ما سبق قد يكون رؤية تقليدية للكاتب أو حتى للعديد من مراكز الأبحاث الغربية التى تخشى من صعود مجموعة البريكس لكن أخطر ما جاء فى هذا المجال هو دعوة الكاتب للولايات المتحدة والغرب أن يقللوا من التذمر بشأن صعود بريكس، وأن يركزون بدلا من ذلك على التناقضات العديدة التى يمكن استغلالها داخل المجموعة، وهو دعوة صريحة لتخريب البريكس

وعلى النقيض  هناك آراء تقول على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدرك أن العالم يتغير وأن وتترك نفسها كمتعاون لتخفيف الآثار النفسية للأزمات الاقتصادية مثل التغيرات المناخية والتضخم كساد الركود سيكون هذا افضل ، واستطرد الكاتب الصحفي أن البريكس فرصة جيدة لمصر وعلامة أن مصر لها نفوذ وتأثير وتحظى بالإجماع بعد قبول عضويتها هى والدول الخمسة لأن هذا معناه أن الاقتصاد المصري متنوع وعلى قاعدة صحيحة رغم كل الأزمات التى مرت به  وأوضح الكاتب الصحفي / عماد الدين حسين أن البريكس ليس أهار من العسل و لكن لابد أن نتسلح مصر باقتصاد قوى  ومكتسبات من الخبرة  ولا نتحول إلى أسواق لدول كبار بالإضافة الى أن قوة هذه المجموعة فى القدرة المصرية على الإنتاج والتصدير على التقدم وأن تأخذ حصة حقيقة

اثيوبيا ….والبريكس

يرى الكاتب الصحفي أن إثيوبيا دولة إقليمية مؤثره لها حضارة مثل مصر والهند والصين (إثيوبيا) يشير إلى أن من الممكن أن تعطى مساحة أكبر من المباحثات التى قد تساعد في حل أزمة سد النهضة وان تكون عضوية البريكس لمصلحة كلا البلدين مع وجود أوراق  ضغط تمسك بها مصر للتأثير على أثيوبيا

واشنطن…. تترقب قمة العشرين

ومن جانبه أوضح أحمد معطي المدير التنفيذي لشركة VI Markets في مصر. أن هذه مجموعة متنوعة من الدول.. لديها اختلاف في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة”. لكن من الواضح أيضاً أن البيت الأبيض يحاول تهدئة الأمور وعدم التنديد بصوت عالٍ بمبادرة توسيع بريكس وعدم اعتبارها كهجوم مباشر على مكانة الولايات المتحدة كأكبر قوة اقتصادية تقود العالم. حيث ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنه من أجل الحفاظ على السلام والأمن العالميين، ستواصل الولايات المتحدة العمل مع شركائها وحلفائها “على المستويات الثنائية والإقليمية والمتعددة الأطراف”. أضاف أن الولايات المتحدة مقتنعة بأن كل دولة حرة في اختيار شركائها الذين تتعاون معهم.

و يرى أن  واشنطن تفضل التركيز على اجتماع القمة الثامن عشر لدول مجموعة العشرين في نيودلهي بعد أيام قليلة. وستكون دول البريكس الخمس ممثلة هناك، بالإضافة إلى الأعضاء الجدد المحتملين الأرجنتين والمملكة العربية السعودية، لكن لا الإمارات العربية المتحدة ولا مصر ولا إثيوبيا ممثلة في قمة مجموعة العشرين، وقبل تلك الدول، العدو الأكبر إيران. وقال البيت الأبيض إن الدول الغربية تأمل في تحقيق “نتائج قوية” في اجتماع نيودلهي، بحيث يظهر دور مجموعة العشرين باعتبارها “المنتدى الأهم للتعاون الاقتصادي”.

أهمية توفير …بديل للدولار

وتشيد الدكتورة إسراء  خليفة الباحثة  العراقية والكاتبة الصحفية بشبكة الإعلام العراقي في حديثها لمجلة استثمارات الإماراتية، أن  انضمام مصر لمجموعة البريكس والذي سيدخل حيز التنفيذ من يناير 2024،   سيكون له آثار إيجابية على الاقتصاد المصري، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يتعرض لها العالم أجمع.واضافت أنه يساهم في  تبادل الخبرات بين الدول الأعضاء، وذلك من أجل تعزيز معدلات الإنتاج والتصنيع، وخلق سوق مشتركة لترويج السلع والمنتجات وبالتالي زيادة الصادرات، لافتة إلى أن هذه الخطوة تعتبر طوق النجاة للاقتصاد المصري، باعتبارها تساهم في الحد من أزمة الدولار وتخفيض الطلب عليه.

وأشارت  الباحثة العراقية إسراء خليفة  أن  انضمام  مصر لتجمع البريكس يعكس الجهود العظيمة التى تبذلها الدولة المصرية من أجل الخروج من أزمتها الاقتصادية و إيجاد حلول واقعية للتحرر من أزمة الدولار، موضحة أن الدولة  المصرية تعمل بكل قدم وساق لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع كبري اقتصاديات العالم.  وأكدت أنه يساهم في توفير فرصة تمويلية كبيرة لمصر، كما يسهم في فتح أسواق جديدة للحاصلات الزراعية والصناعية، مشيرة إلى أن مجموعة البريكس تضم دول كبرى ومؤثرة في الاقتصاد العالمي كروسيا والصين والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند والتي تشكل ما يقارب 30% من الاقتصاد العالمي.

 مصر لن تسمح لأي شيء بأن يؤثر على علاقتها بأمريكا

وفي هذا الإطار قالت  رنيا يعقوب عضو مجلس إدارة البورصة المصرية  في حديثها لمجلة استثمارات الإماراتية، إنه “يجب أن نضع في اعتبارنا أن مثل هذه التجمع يمكن أن يؤدي إلى نوع من التوازن في العلاقات الدولية الاستراتيجية في ما بعد”.أضافت من جهة أخرى أنه “من المهم أن لا ننسى أن مصر لن تسمح لأي شيء بأن يؤثر على علاقتها بالولايات المتحدة الأميركية. فالعلاقة بينهما مهمة واستراتيجية وعميقة. ولكن فيها (بريكس) من المساحة لمصر والدول الأخرى أيضاً، نطاق وحرية أوسع للتحرك”.

في الوقت نفسه لا تعتقد رنيا يعقوب عضو إدارة البورصة المصرية، أن مصر تضحي بعلاقتها بالولايات المتحدة قائلة إن “مصر تبذل جهداً كبيراً جداً لكي تحافظ على هذه العلاقة، ولكنها ومنذ بضعة أعوام، تحاول توسعة نطاق علاقتها الدولية، كي لا تكون معتمدة بشدة على دولة واحدة”. وقالت  إنها “لا تتفق مع الرأي القائل بأن روسيا والصين هما اللتان تسيطران على مجموعة (بريكس)”، مشيرة إلى أن “الهند أيضاً قوية جداً ووزنها لا يقل عن روسيا حالياً”. أضافت أنه لو أن هناك مقارنة تتساوى الهند مع الصين وليس مع روسيا، لافتة إلى أن “الهند لها علاقات جيدة جداً مع مصر لأسباب متعددة”. وعن أهمية الانضمام لـ”بريكس” بالنسبة إلى مصر، قالت رنيا يعقوب إنه كان من الواضح في الفترة الأخيرة “أن عضوية مصر سيتم قبولها في بريكس، وذلك بالنظر إلى أن معاملاتها مع الهند قوية جداً، وأن الأخيرة سوف تساعدها، إلى جانب أن مصر من ناحية التجارة الدولية مهمة جداً نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي”.

ولفتت رنيا  يعقوب إلى أن التجارة ما بين مصر ودول “بريكس” زادت بنحو 50 بالمائة خلال العام الماضي، وقالت “المؤسسات الاقتصادية الكبرى مثل صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، كلاهما في الولايات المتحدة الأميركية، وكلاهما غربيان، فعندما يكون هناك بديل موجود من بلدان نامية – تعرف مشاكل البلاد النامية الأخرى-، فهذا مهم جداً”.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد