يوم زايد للعمل الإنساني

يوم زايد للعمل الإنساني

يحقق عدد مشاهدات تزيد على ” 41 مليون ” مشاهدة حول العالم حتى اللحظة.

هو ذكرى لتخليد مسيرة الخير والعطاء للقائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان

تحيي دولة الإمارات، السبت، «يوم زايد للعمل الإنساني»، الذي يصادف 19 رمضان من كل عام، الموافق لذكرى رحيل مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

ويعد الحدث مناسبة سنوية للاحتفال بما حققته الإمارات منذ عهد الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، وإلى اليوم، من إنجازات على صعيد العمل الإنساني من خلال المساعدات التي تقدمها للدول والشعوب الأخرى، كما يمثل موعداً سنوياً للإعلان عن العديد من المبادرات الإنسانية والخيرية الحيوية والنوعية عبر مئات الفعاليات الحكومية والمجتمعية التي تنظمها المؤسسات العامة، والخاصة، والأهلية.

وتحلّ المناسبة للعام الثاني على التوالي في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم جراء تفشي فيروس كورونا، والتي تتطلب الاقتداء بالإرث الإنساني للقائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من أجل مزيد من التعاون والتكاتف لمواجهة التحديات الناجمة عن أزمة «كورونا».

وأكدت الإمارات خلال جائحة «كورونا»، التزامها بالرؤية والرسالة الإنسانية التي رسخها الشيخ زايد، رحمه الله، من خلال جهودها ودورها في مساعدة دول العالم على التصدي لهذه الأزمة، حيث أرسلت نحو 2000 طن من المساعدات الطبية إلى 130 دولة، في إطار سعيها لنشر قيم الخير والتعاون والتضامن بين البشر.
ويعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، رمزاً للعطاء وتقديم العون لكل محتاج في أي منطقة بالعالم، وقد تحولت الإمارات في عهده إلى أهم الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي على مستوى العالم، وها هي اليوم بفضل إرثه تحتل الصدارة عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية.

وعمّت  شواهد عطاء الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مختلف دول العالم، فلا تكاد تخلو بقعة من بقاع الدنيا إلا وتحمل أثراً كريماً يمجّد ذكراه العطرة، وقد بلغ حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات بتوجيهات منه، طيب الله ثراه، في شكل منح وقروض ومعونات شملت معظم دول العالم أكثر من 98 مليار درهم، حتى أواخر عام 2000.
وعلى الصعيد العربي، وفي عام 1981، ترأّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قمة الإعلان عن ميلاد مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبالتزامن مع انعقاد القمة وجّه الشيخ زايد «صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي» بتقديم قرضين لدولة البحرين بقيمة 160 مليون درهم، لتمويل المشروعات الكهربائية والصناعية.
وقرر، طيب الله ثراه، في عام 1972 مساعدة اليمن بإنشاء إذاعة صنعاء، وفي عام 1974 قدّم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مبلغاً إضافياً قدره مليون و710 آلاف دولار لتكملة مشروع الإذاعة والتلفزيون في اليمن، وبتوجيهات منه، رحمه الله، قدمت دولة الإمارات مساعدة عاجلة قدرها 3 ملايين دولار لتخفيف آثار الفيضانات والسيول التي اجتاحت جمهورية اليمن في التسعينات من القرن الماضي.

وقد احتلت مصر على الدوام مكانة متميزة في قلب المغفور له الشيخ زايد الذي ترك فيها أثراً طيباً اتخذ أشكالاً كثيرة، منها بناء عدد من المدن السكنية السياحية، واستصلاح عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية، وإقامة العديد من القرى السياحية وتقديم الدعم المادي للمراكز والمستشفيات الطبية.
وتكفل، طيب الله ثراه، بعد حرب أكتوبر عام 1973 بمساعدة مصر على إعادة إعمار مدن قناة السويس: «السويس- الإسماعيلية- بور سعيد» التي دُمرت في العدوان الإسرائيلي عليها عام 1967.
وتبرع، رحمه الله، في عام 1990 خلال مشاركته في الاحتفال التاريخي العالمي الذي أقيم في أسوان بجمهورية مصر العربية، بمبلغ عشرين مليون دولار، لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة.
وتنهض في المغرب عشرات المشاريع الشامخة أمام الأعين والتي تحمل اسم «زايد»، ومن أبرزها مؤسسة الشيخ زايد العلاجية، والمركز الخاص برعاية الطفولة، والعديد من الوحدات السكنية المتكاملة، كما وجّه، رحمه الله، «صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي» في عام 1976 لتقديم قرض بقيمة 40 مليون درهم لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة المغربية.
وفي فلسطين، يعد مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس الذي بلغت كلفته نحو 15 مليون درهم، واحداً من أبرز المشاريع التي وجّه، رحمه الله، بتنفيذها في فلسطين، إلى جانب مشاريع أخرى، منها إعمار مخيم جنين الذي بلغت كلفة إنشائه نحو 100 مليون درهم، وبناء مدينة الشيخ زايد في غزة بكلفة بلغت نحو 220 مليون درهم، ومدينة الشيخ خليفة في رفح، والحي الإماراتي في خان يونس، إضافة إلى العديد من المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية ومراكز المعاقين التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
وشكلت مساعدات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إلى السودان أبرز ملامح العطاءات الخيرية، حيث تبرع، رحمه الله، بإنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر بمدينة ود مدني السودانية، وتم تقديم مبلغ 3 ملايين دولار أمريكي لمشاريع مياه الشرب في السودان.. كما قدم «صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي» قرضاً بقيمة 5,16 مليون درهم لمشروع التنمية الريفية في منطقة دارفور بغرب السودان.
واهتم الشيخ زايد بمساعدة لبنان من خلال مبادرته بنزع الألغام التي خلّفها الاحتلال الإسرائيلي للجنوب، وعلى نفقته الخاصة، وكذلك اهتم بأن تقوم الإمارات بدور فاعل في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب، فقدمت الدولة المساعدات المالية والهبِات والقروض للمشاريع الحيوية والتنموية.
ونالت سوريا في عهد الشيخ زايد قسطاً وفيراً من الدعم للمشاريع الخيرية والتنموية، حيث وقّع «صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي» في دمشق ثلاث اتفاقيات مع سوريا لتمويل ثلاثة مشاريع صناعية بقيمة 911 مليون درهم.
وعلى الصعيد الدولي، وفي باكستان على سبيل المثال، تقف مدن كراتشي ولاهور وبيشاور شامخة مزهوة بالمراكز الإسلامية الثلاثة التي أقامها الشيخ زايد لنشر الثقافة الإسلامية والعربية بين أبناء باكستان، إضافة إلى تمهيد وتوسيع الطريق الجبلي من مدينة خاران، وبناء مسجد دالي، وحفر آبار المياه، وبناء المساجد والمدارس والمساكن.
وتبرع، طيّب الله ثراه، في عام 1982 بمبلغ 500 ألف دولار لمشروع مبنى الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة في كراتشي، كما وجّه بتقديم المساعدات الطبية والمنح الدراسية والمساعدات العاجلة لضحايا الزلازل والفيضانات.
وتجاوزت المشاريع الخيرية الإماراتية في عهد الشيخ زايد نطاق العالم العربي والإسلامي، وامتدت لتشمل دول العالم أجمع.. ففي عام 1992 تبرعت دولة الإمارات بخمسة ملايين دولار لصندوق إغاثة الكوارث الأمريكي لمساعدة منكوبي وضحايا إعصار أندرو الذي ضرب ولاية فلوريدا الأمريكية.
ويسجل التاريخ مواقف مشرفة للشيخ زايد في نصرة ودعم شعب البوسنة والهرسك خلال تعرضه لأبشع جرائم الحرب في تسعينات القرن الماضي، حيث وجّه في 26 إبريل/ نيسان 1993 بتقديم مبلغ 10 ملايين دولار لإغاثتهم من الأوضاع المأساوية التي يمرون بها.
وأمر، رحمه الله، بإرسال العديد من شحنات الإغاثة من المواد الغذائية والطبية إلى البوسنة، ووجّه باستقبال أفواج من الجرحى لعلاجهم في مستشفيات الدولة، وتكفل بإقامة العشرات من العائلات في شقق مجهزة بالكامل وتوفير فرص العمل لهم.
وفي مايو/ أيار 1990 تم التوقيع على اتفاق لإقامة مطبعة إسلامية في العاصمة الصينية بكين بمنحة من الشيخ زايد لدعم أنشطة المسلمين الصينيين، ونشر الدعوة الإسلامية بكلفة 3,1 مليون درهم، كما تبرع بنصف مليون دولار لدعم جمعية الصداقة بين الإمارات والصين.
وفي عام 1999 وبتوجيهات من الشيخ زايد، رحمه الله، غادرت مطار أبوظبي طائرة إغاثة متوجهة إلى اليونان لمساعدة المتضررين من الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من البلاد.
وبتوجيهات منه، رحمه الله، في عام 2000 بدأ «الهلال الأحمر الإماراتي» بتوزيع الأضاحي بجمهورية أنجوشيا على النازحين الشيشان، كما قدمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية 145 طناً من المساعدات الغذائية للمتضررين من المجاعة التي اجتاحت منطقة القرن الإفريقي، كذلك قرر مجلس الوزراء تقديم مساعدة عاجلة بقيمة 100 ألف دولار لمنكوبي الزلزال الذي ضرب جواتيمالا.
ونال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أوسمة ونياشين وجوائز من مختلف دول العام، والمنظمات الدولية تقديراً لما قدمه من خدمات جليلة للإنسانية، ففي عام 1985 منحت المنظمة الدولية للأجانب في جنيف «الوثيقة الذهبية» للشيخ زايد باعتباره أهم شخصية لعام 1985 لدوره البارز في مساعدة المغتربين على أرض بلاده وخارجها في المجالات الإنسانية والحضارية والمالية.
وفي عام 1988 اختارت هيئة «رجل العام» في باريس الشيخ زايد تقديراً لقيادته الحكيمة والفعالة ونجاحه المتميز في تحقيق الرفاهية لشعب دولة الإمارات وتنمية بلاده أرضاً وإنساناً، وجعلها دولة متطورة متقدمة.
وفي عام 1993 منحت جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية للشيخ زايد، وفي عام 1995 قدمت جمعية المؤرخين المغاربة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الوسام الذهبي للتاريخ العربي، تقديراً منها لجهوده، رحمه الله، في خدمة العروبة والإسلام، واعترافاً بأياديه البيضاء على العلماء، واعتزازاً بشغفه بعلم التاريخ والدراسات التاريخية.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد