أبوظبي تستعد لإطلاق مبادرات لتنشيط القطاع السياحي

قال سعيد السعيد، مدير التسويق في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إن الدائرة تراقب أوضاع القطاع السياحي في الإمارة عن كثب في الوقت الذي تعمل جاهدة لإطلاق المزيد من المبادرات التي من شأنها دعم وتمكين شركائنا المحليين من أجل إعادة تنشيط قطاع السياحة في الإمارة، متوقعاً أن تتصدر السياحة المحلية المشهد في الفترة المقبلة، لحين عودة حركة السفر العالمية لسابق عهدها، وستكون دول الخليج من بين أهم الأسواق نظرًا لتقارب المسافات وسهولة التنقل.

وأضاف السعيد، في مقابلة مع «البيان»، أن أي مبادرات جديدة سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب، مشيراً إلى أن الدائرة أطلقت العديد من المبادرات لدفع عجلة القطاع ودعم شركائها، إلى جانب كسب ثقة المستثمرين والسياح عالمياً ومحلياً، حيث أطلقت منصة إلكترونية بهدف تقديم محتوى تعليمي وترفيهي عن إمارة أبوظبي، إضافة للإعلان عن برنامج خبراء أبوظبي الذي يهدف إلى تثقيف خبراء السياحة حول العالم عن ما توفره أبوظبي كوجهة سياحية رائدة، بالإضافة إلى شهادة «جو سيف» للارتقاء بمعايير النظافة والسلامة وتوحيدها في مختلف الوجهات والمنشآت الفندقية والسياحية العاملة في الإمارة.

تقدم ملحوظ

وأوضح أن القطاع السياحي في الإمارة يشهد تقدماً ملحوظاً تزامناً مع التخفيف التدريجي لعدد من القيود والإجراءات الاحترازية المفروضة للحد من انتشار جائحة «كوفيد 19»، حيث شهدت نسبة الإشغال الفندقي زيادة بنحو 3% منذ مطلع يوليو الجاري، ومن المتوقع أن تستمر هذه النسبة بالارتفاع مع إطلاق عدد من المبادرات، تمهيداً لعودة نشاط القطاع السياحي في العاصمة.

ولفت إلى أن القطاع السياحي في الإمارة يشهد تعاونًا وثيقًا يجمع القطاعين العام والخاص تمهيدًا لإعادة فتح عدد من المنشآت والوجهات السياحية والمتاحف، بالإضافة إلى التخطيط لاستضافة عدد من الفعاليات الدولية في المستقبل القريب، مشيراً إلى أن الدائرة تهدف إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كإحدى أكثر الوجهات تميزًا وتنوعًا في منطقة الشرق الأوسط من خلال استغلال ما توفره الإمارة من بيئات ووجهات تناسب جميع الأذواق والاهتمامات.

وذكر السعيد، أن استراتيجية الدائرة تركز على ثلاثة أركان رئيسية، أولها تطوير المرافق والوجهات والفعاليات الموجودة في الإمارة، وإنشاء وجهات جديدة ومميزة، وبالفعل قمنا بذلك من خلال تحديد المواقع المميزة في الإمارة والقيام بتطويرها لتصبح وجهات سياحية حيوية، مثل متنزه جبل حفيت الصحراوي وحديقة القرم في جزيرة جبيل اللذين تم افتتاحهما بداية هذا العام ومتنزه الشيخة فاطمة المرتقب في الربع الأخير من العام الجاري.

وأشار إلى أن الركن الثاني من الاستراتيجية هو ابتكار واستقطاب مشاريع وفعاليات عالمية جديدة من خلال البحوث والدراسات والشراكات الجديدة، والتي مكنتنا من جلب مشاريع عالمية إلى أبوظبي مثل متحف اللوفر ووارنر براذرز وورلد، بالإضافة إلى وجهات أخرى من المقرر أن يتم افتتاحها قريبًا مثل مشروع القناة وريم مول واتحاد أرينا وغيرها، بينما الركن الثالث هو تطوير آليات التسويق لدينا، حيث تمكنا من استعمال آليات التسويق الحديثة من أجل إيصال رسالتنا إلى عدد أكبر من الجماهير حول العالم، ما مكننا من استقطاب عدد أكبر من السياح إلى الإمارة عامًا بعد عام، كذلك نعمل باستمرار مع مؤسسات مرموقة مثل سوجرن وغوغل لمواكبة أحدث تقنيات التسويق الإلكترونية واستخدامها للترويج لإمارة أبوظبي على نطاق عالمي.

استراتيجية شاملة

وقال مدير التسويق في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، إن الإمارة تتميز بالتنوع الفريد الذي تختزله، حيث تجمع بين التاريخ العريق والحاضر المتطور، وبين الوجهات الثقافية الثرية والترفيهية عالمية المستوى، بالإضافة إلى الصحراء الخلابة والمساحات الخضراء الشاسعة والشواطئ ذات المياه الكريستالية، وهو ما يمكننا من استهداف شريحة كبيرة من الأسواق برسائل وأهداف مختلفة، كالعائلات ومحبي الثقافة والشباب والمغامرين ومحبي الرفاهية، وبالتالي وضع استراتيجية أكثر شمولًا وتشويقًا للزوار.

وأكد السعيد أن السياحة تلعب دورًا رئيسيًا في الرؤية الاقتصادية 2030 التي وضعتها حكومة أبوظبي، والتي تهدف إلى تحقيق نسبة 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي، كجزء من استراتيجية تنوع مصادر الدخل في الإمارة. كما أولت حكومة أبوظبي اهتمامًا كبيرًا لتطوير قطاع السياحة، حيث بادرت إلى استثمار نحو 600 مليون درهم في المشاريع السياحية العام الماضي تحت مظلة برنامج غدًا 21 للتطوير الاقتصادي، إضافة إلى أن قطاع السياحة في أبوظبي شهد نموًا هائلًا خلال الأعوام الماضية، ووصل العائد السياحي من قطاع الفندق وحده إلى 5.8 مليارات درهم في العام الماضي.

جزيرة النزال

وحول النجاح الذي حققته فعاليات «جزيرة النزال» كأول حدث يعقد بعد الجائحة في أبوظبي، قال السعيد إن هذا الحدث مهد الطريق لعودة قطاعي الرياضة والسياحة إلى سابق عهدهما في الإمارة، حيث عكس مدى استعداد أبوظبي لاستضافة وتنظيم فعاليات مماثلة تحت وطأة الظروف الراهنة، كما يعتبر هذا الحدث الخطوة الأولى الممهدة للمزيد من الفعاليات والأحداث المقررة في الفترة المقبلة.

وذكر أن الاستعدادات لهذا الحدث كانت مختلفة عن سابقاتها، فقد أثبتت أبوظبي قدرتها على استضافة أبرز الفعاليات الرياضية العالمية مثل «يو إف سي» وغيرها في الماضي، في وقت فرضت الظروف الراهنة الناتجة عن فيروس «كوفيد 19» وضع وتنفيذ معايير دولية لاستضافة فعاليات مماثلة من أجل ضمان صحة وسلامة جميع المشاركين ومجتمع إمارة أبوظبي على حد سواء.

وحول المعايير التي أرستها أبوظبي في تنظيم هذا الحدث، قال إن الدائرة عمدت في غضون أربعة أسابيع فقط إلى إنشاء منطقة آمنة لاستضافة فعاليات جزيرة النزال، والتي تحتوي على مرافق وخدمات عالمية المستوى كجزء من جزيرة ياس، جرى فيها اتخاذ كافة التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية عبر تطبيق أعلى معايير الصحة والسلامة، وقبل انطلاق المباريات، شهدت الجزيرة سلسلة من التدابير الوقائية الصارمة شملت إجراء ما يزيد على 10000 اختبار (كوفيد 19)، بمعدّل اختبار واحد للفرد كل 72 ساعة، بالإضافة إلى ذلك، خضع جميع لاعبي ومدربي وموظفي يو إف سي للاختبارات قبل قدومهم، وعند الوصول إلى مطار أبوظبي، وبعد 48 ساعة من وصولهم، وكذلك قبيل انطلاق المباريات.

فعاليات دولية

قال سعيد السعيد إن الجهود التي بذلتها أبوظبي في تنظيم فعاليات جزيرة النزال، عكست مدى استعداد الإمارة لاستضافة فعاليات دولية مماثلة، إذ يشكل الحدث عودة رسمية للفعاليات الدولية إلى عاصمة الإمارات تمهيدًا لعودة نشاط القطاع السياحي إلى سابق عهده، وتابع: «لا شك في أننا واجهنا تحديات كبيرة ولكن مقياس النجاح يكمن في تأمين حدث آمن وسلس لاسيما في خضم الظروف التي فرضتها الجائحة»

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد