الاقتصاد العالمي ..مآلات وتكهنات

افتتاحية الثلاثاء .. بقلم / محمد شمس الدين - رئيس تحرير وناشر مجلة استثمارات الإماراتية

بصيغة أو أخرى فإننا يمكن التماس الفشل الكبير لأغلب خبراء ومؤسسات الاقتصاد في معرفة ورصد مسارات الاقتصاد العالمي سواء المرحلة الراهنة أو على المدى المستقبلي المنظور، وإن كان لا شك مبعث ذلك منظومة من الأخفاقات المتراكمة إن كان منها أزمة المديونية المستمرة التي تعاني منها كذلك الاقتصاد الكبرى في العالم، أو ازمة انخفاض اسعار النفط العالمية منذ منتصف 2014، وهوجة الحمائية التي دشنها الرئيس السابق دونالد ترامب، نهايةُ بالكابوس الأعظم الذي لم تألفه البشرية في المرحلة المعاصرة كحرب اقتصادية كونية عالمية وهي أزمة كوفيد – 19، فإننا سنرى في الآفق القريب متوالية من الأزمات حين تسطع بوضوح بنود الثمن القاسي الذي تحمله الاقتصاد العالمي نتاجاً لتلك الأزمة المروعة سواء من جهة اقتصادات الدول والحكومات التي تحملت الكثير والكثير لمجابهة تلك الأزمة، أو من جهة اقتصاد الأفراد أو الاستثمارات الخاصة التي تحملت الفاتورة والغرم والضرر الأكبر،،، بما حدا بالعديد من المستثمرين سواء من صغار المستثمرين أو حتى الصناديق الاستثمارية، فضلاً على الشركات العابرة للقارات، أن تقف مجالس إدارتها عاجزة أو مرغمة على توقيع قرارات الإفلاس أو على الأقل سحب وتقليص الاستثمارات وبالطبع الهرولة للخيار الأسهل وهو الاستغناء عن ملايين العمالة في كافة اصقاع المعمورة.
في خصم تلك السيناريوهات الضبابية إن لمن نقل للاسف السوداء فإننا نرى نوراً يسطع مع توجه الدول لزيادة جرعات التلقيح وإن كانت دعاوي منظمة الصحة العالمية بأن تصل نسبة التلقيح لنحو 10 بالمائة في كل دولة بحلول ديسمبر، رغما ًمن تواضعها إلا أنه يصعب تحقيقها حينما ننظر لقدرات الدول وتباينها بين دول غنية ودول تعاني من الشحي المالي والصحي مما يفاقم الفاتورة الاقتصادية وبالطبع الإنسانية.
علينا أن ننظر لضوء أخر مع وصول أسعار النفط منذ ازمتها الأخيرة لحاجز 70 دولار للبرميل فيما صدرت اليوم الثلاثاء توقعات بأن تواصل زخمها وتصعد إلى 80 دولار الفترة المقبلة.
من جانب أخر علينا أن ننظر بتمعن لنمو التجارة العالمية خلال الربع الأول من العام الجاري بنحو 10 بالمائة، وإن كان بالمقابل علينا أن لا نغفل أن هناك أزمة كامنة ما زلت تعتري بل تهدد سلاسل التوريد.
على كلاً يبدو أن سياقات التكهن بمسيرة الاقتصاد العالمي الفترة المقبلة، ستبدو آلية في غاية الصعوبة حتى وإن اجتهدت مؤسسات اقتصاد العالم، حتى وإن تأول المتأولين والخبراء والعارفين ببواطن الاقتصاد العالمي.
للتواصل مع رئيس التحرير
واتس الإمارات
00971529320204

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد