الدكتور المهندس / عبد الرحيم صابوني

لأن طموحات الإنسان حتما تصبوا منذ نشأته للتطوير والارتقاء بقدراته،  ولأن الجادة السوية لتحقيق نهضة وارتقاء مكانة الإنسان هي العلم والمعرفة، ولا شيء سواهما، فإننا اليوم وإذ نحتفي ونرصد سمات شخصية عربية أبت إلا أن يكون العلم نهجها ودربها وهدفها الأثير في حياتها، انطلاقا من قناعة لا تخبو، وفلسفة لا ترتهن لحسابات وقتية زائلة، بأن العلم والمعرفة هما ضمانة للارتقاء بمكانة الإنسان وخدمة لمجتمعه والبشرية جمعاء، ولا شك فإننا وإذ نحتفي اليوم برؤية ثاقبة لشخصية عربية أثرت علم الهندسة المدنية، وتركت وما زالت تضع بصماتها في العديد من المشاريع العمرانية المرموقة عربيا ودوليا، لم تتخلى يوما على أن تكون الهندسة هي العلم الذي تشيد به المجتمعات والمشروعات الضخمة للبشرية.

ومن هنا كان حرص وسعي “موسوعة بصمات عربية” أن يكون ضيفها ومن تشرفت بانضمامه إلى قائمة شخصياتها الثرية العطاء لمجتمعاتها، الدكتور عبد الرحيم صابوني الذي رغما من انتمائه إلى بلده سوريا ذات الحضارة الخالدة وحصاده لمرحلة الجامعة في تخصص الهندسة المدنية من أيقونة التعليم العربي دمشق، إلا أنه حلق بمنجزاته المشرفة في سماء قطاع البناء والتشييد العربي والعالمي، مؤكداً سمة الخلق الكريم الذي يتحلى به، والابتسامة البشوشة التي ترتسم على وجهه حينما لقاءه بكل من حوله أن العلم لا يزين حياة الإنسان، بقدر ما تزداده به المجتمعات، وبقدر فائدة المعرفة بقدر سعيه لنقلها لتلامذته من آلاف المهندسين الذين تتلمذوا على يده، في كافة مواقع العمل وميادين التشييد، وفضلا عن عطائه اللامحدود حينما تولى قيادة دفة العديد من المؤسسات التعليمية والعربية والدولية.

وها هنا رغماً من اكتساب ضيف “موسوعة بصمات عربية”، الدكتور عبد الرحيم صابوني للدرجات العلمية العليا وتميزه بخبرات هندسية ومهنية في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا إلا انه قد أبدع في تقديم أهم إنجازاته وخلاصة خبراته في دولة الامارات العربية المتحدة التي كرمته في الكثير من المحافل تقديراً لإسهاماته، كيف لا؟؟ وقد كانت له إسهامات هامة وبصمات حققت قيمة مضافة في مشاريع يُشار إليها بالبنان عالميا كمشروع قصر الإمارات ومشروع مسجد الشيخ زايد الكبير، وغيرها من مشاريع عالمية الطراز والعنوان، فضيف “موسوعة بصمات عربية”، الدكتور عبد الرحيم صابوني، هو بروفيسور في الهندسة الإنشائية، حائز على درجة الدكتوراه من جامعة كورنيل ودرجة الماجستير من جامعة جورج واشنطن في الهندسة المدنية  من الولايات المتحدة الأمريكية، كما قضى أكثر من 35 عاما حاصدا لموفور الخبرات في المجالات الهندسية، وقد بدأت مسيرته في بلده الثاني الامارات بعمله كعضو هيئة تدريس في جامعة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العين وقد كلف خلالها برئاسة وحدة استقطاب وتنمية أعضاء هيئة التدريس على مستوى الجامعة وقد ساهم بتطوير مشاريع عدة منها مشروع أتمتة الجامعة مما أظهر قدرته على القيادة والتقدم المؤسسي. كما شغل فيما بعد مناصب هندسية رئيسية بإمارة ابو ظبي منها خبير تصميم المباني لدائرة الاشغال العامة وكذلك مستشار الشؤون الفنية والمشاريع لبلدية أبو ظبي. كما حاز الدكتور عبد الرحيم صابوني على تقدير عالمي كمهندس معتمد ومسجل في أنتاريو   PEngبكندا، ورتبة زميل Fellow  في المعهد الامريكي للخرسانة حيث كان الرئيس المؤسس لفرع المعهد في الإمارات، كما حاز على رتبة زميل وعضو مدى الحياة في الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين، ورتبة زميل من المعهد البريطاني للبناء. وعلى الصعيد الأكاديمي، عمل البروفيسور عبد الرحيم صابوني كعضو هيئة التدريس أو باحث أو استاذ زائر في عدد من جامعات الولايات المتحدة وكندا وسوريا والإمارات العربية المتحدة، وقد تبوء مناصب قيادية متعددة في مجال التعليم الجامعي بما في ذلك رئيس جامعة لأكثر من مرة في بلده الثاني الإمارات. كما عمل قدم العديد من الاستشارات والدراسات في مجال انشاء أو تطوير عدد من مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة، وخاصة فيما يتعلق باستحداث وتطوير واعتماد البرامج الهندسية والتكنولوجية. وقد ترافقت خبرته الأكاديمية بخبرة وإنجازات عملية احترافية في مهنة الهندسة، حيث استمر بممارسة العمل الهندسي المهني بشكل متواصل، وعمل كمهندس لعدد من مشاريع المباني، كما شارك بأدوار رئيسية ومتنوعة في مشاريع هندسية كبرى في القطاعين العام والخاص كخبير ومستشار هندسي ومحكم مطالبات هندسية.

ومع ما سبق فقد نال الدكتور صابوني في مسيرته الأكاديمية والمهنية المشرفة، العديد من الجوائز المحلية والدولية، نذكر منها أنه كان أول المكرمين بجائزة (جورج وينتر) المرموقة من جامعة كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية، وحديثا فقد فاز بجائزة ميدالية التميز الدولي للعام 2023 من الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين، كما تم منحه لقب (سفير العلوم والتكنولوجيا) من قبل المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في بداية العام 2024. ولعلنا نختم تلك القراءة بأحد أقواله: (إذا لم تتطور صناعة التعليم العالي بديناميكية تناسب سوق العمل، فإن ديناميكية السوق ستقود وتفرض التطور).

 

(( حتماً ستبقى ” بمشيئة الله تعالى” بصمات ومسيرة الإنجاز البروفيسور / عبد الرحيم صابوني، تعدو قدوة للأجيال المقبلة من المهندسين العرب ))

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد