خاص “التحولات التكنولوجيا وتأثيرها على مستقبل سوق العمل”

أجرته/ رباب سعيد

مراسلة مجلة استثمارات الإماراتية شؤون مصر وشمال أفريقيا

 

يشهد سوق العمل تحولات وتغيرات جذرية في العصر الحالي بفعل التقدم التكنولوجي والتحولات الاجتماعية والاقتصادية المتسارعة..في ظل التطور السريع للتكنولوجيا والتحول الرقمي وتغير طبيعة العمل ومتطلبات الوظائف بشكل كبير مما يتطلب من العاملين الاستعداد لمهارات جديدة وتحديث مهاراتهم الحالية خاصة أن العمل هو جزء حيوي من حياتنا….فإن فهم كيفية تغير سوق العمل وما هي الوظائف التي ستكون مطلوبة في المستقبل يعد أمراً مهماً للغاية…. فقد شهدت  الأسواق العالمية  تحولات هائلة في سوق العمل حيث تتسارع وتيرة التكنولوجيا تنغمس الشركات في الثورة الرقمية ويتضمن مستقبل سوق العمل تغيرات جوهرية يتعين أن يكون لدى الجميع رؤية استراتيجية لفهم تأثيرات هذه التحولات…..

يأتي في مقدمة تلك التحولات ما يتعلق بثورة الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي ذلك أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تلعب دورا حيويا في تحديث سوق العمل  لذلك توقع المحللون فى الاستطلاع الذي طرحته مجلة “استثمارات الإماراتية”. …أن يؤدي التطور المستمر في هذا المجال إلى تحسين الكفاءات وتحولات فى الطرق التقليدية للعمل.

ويتطلب هذا المستقبل العمل على نحو متزايد من المهنيين  يكونوا على دراية بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وقدرتهم على التفاعل معها ويشار كذلك إلى تأثير التكنولوجيا في تطوير الأعمال إذ تتيح التكنولوجيا فرصا

 

  • أهمية الأمان السيبراني وحماية البيانات

 

وفى هذا الصدد أوضح …“الدكتورمحمود السعيد“نائب رئيس جامعة القاهرة للدراسات العليا والبحوث ….أن هناك أشكالا عديدة لتغيير مسارات التعلم حسب التطور التكنولوجي مستشهداً بمناهج التعليم بمجالات علوم هندسة البيانات والبرمجيات والذكاء الاصطناعي، مبيناً أن هناك  برامج تعليمية متغيرة حسب مراحل التقدم الرقمي أو علوم عميقة ثابتة لا تتغير مهما حدث تكون علوم أساسية ولا يمكن الاستغناء عن روافدها ….

استشهد السعيد بالقفزة التي حققها ظهور محرك بحث الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل “شات جي بي تي” معتبر أنه يؤدي إلى التأثير بشكل مباشر على عمليات التوظيف بالإضافة إلى حلول  الأمن المعلوماتي السايبرسكيورتي” التي تمثل  أهمية خاصة لحماية البيانات بشكل عام.. والتي أصبحت محل اهتمام المواطن العادي في ظل ما يتعرض له من اخبار عن الاختراقات وعمليات الهاكرز التي تتعرض لها المؤسسات المالية أو نظم الشركات

وقال أن هناك” جامعات مصرية “متخصصة تعمل على تحقيق أعلى معايير التعليم والتعلم والبحث العلمي من خلال إبرام شراكات تعاون مع جامعات دولية مرموقة ذات ترتيب عالمي عالي، مؤكدا أن التخصصات مبنية على احتياجات سوق العمل  وهي تخصصات تجعلهم ينطلقوا بكل الكفاءات والطاقات إلى سوق العمل مشيرا إلى أن هناك دراسات بحثية متطورة وتخصصات   تتبناها الجامعات والمعاهد العليا والمتوسطة..لخلق جيل جديد متسلح بالتكنولوجيا وعلوم الحاسب الآلي والإنترنت

  • التحولات في مستقبل سوق العمل

 

تشهد التكنولوجيا تطورات هائلة في العقود الأخيرة ومن المتوقع أن تتسارع هذه التطورات في المستقبل القريب، ومع ذلك، فإن بعض التقنيات الحديثة ستكون لها تأثير كبير على شكل العمل في القريب

وفى هذا السياق أكد “الدكتور محمد الحارثي”  استشاري تكنولوجيا المعلومات والأمن أن

الذكاء الاصطناعي  واحداً من أهم التقنيات الحديثة التي ستؤثر على شكل العمل حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الروبوتات الذكية والتحليلات الضخمة والتعلم الآلي وغيرها من المجالات. ومن المتوقع أن يتطلب هذا النوع من التكنولوجيا مهارات جديدة في مجالات مثل البرمجة والتصميم والإدارة.

بإضافة إلى الحوسبة السحابية والتى تعد  من التقنيات الحديثة التي ستغير شكل العمل حيث يتم استخدامها في مجالات مثل التخزين السحابي والحوسبة اللامركزية وتقنيات الاتصالات وسيتطلب ذلك مهارات جديدة في مجالات مثل الشبكات والأمن السيبراني….. مشيرا إلي الواقع الافتراضي والواقع المعزز و هذه التقنيات من التقنيات الحديثة التي تؤثر على شكل العمل والتي  سيتم استخدامها في مجالات مثل التدريب والتعليم والتصميم والتسويق وغيرها. ومن المتوقع أن يتطلب ذلك مهارات جديدة في مجالات مثل التصميم والبرمجة والإنتاج المرئي مؤكداً على تقنيات الإنترنت الجديدة والتي تعد  من التقنيات الحديثة التي ستؤثر على شكل العمل في القريب، حيث ستمكن من إنشاء شبكات ذكية وتوفير خدمات مبتكرة مثل الإنترنت الجديد.

التعلم الآلي وتعلم الآلة تتوقع الشركات استخدام تقنيات التعلم الآلي وتعلم الآلة لتحسين عمليات الأعمال وتطوير تطبيقات جديدة. ستكون هناك حاجة لمحللي البيانات وخبراء تعلم الآلة

 

  • طفرة العمل عن بعد

وفي هذا الصدد أوضح استشاري أمن المعلومات “محمد الحارثي “ أن العمل عن بعدمن أهم الاتجاهات الحديثة في سوق العمل، ويتوقع أن يؤثر بشكل كبير في التكنولوجيا الحديثة وتوسع استخدام الإنترنت والاتصالات عبر الشبكة، أدى إلى تغيرات جذرية في طريقة العمل والتفاعلات بين العاملين والشركات.من المتوقع أن يتزايد أعداد  العاملين عن بعد في القريب …مما يجعل الوظائف المرتبطة بالعمل عن بعد مطلوبة بشكل متزايد. فالعمل عن بعد يمكن أن يوفر الكثير من المزايا مثل توفير الوقت والمال وزيادة مرونة العمل وتحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية

 

  • التحولات في الصناعات التقليدية

أوضح المحلل الاقتصادي “اشرف الصافورى” – الرئيس التنفيذى للقطاع التجارى  بشركة TLD  أن  كل الأشياء التي قرأناها عنها تحدث بالفعل… التكنولوجيا عملة ذات وجهين فهي تتسم بدقة أكبر وسرعة في إنجاز الأعمال ومن ثم قد تؤثر على الأيدي العاملة التي يحتاجها العمل….. فما كان يتطلب عشرة من الأيدي العاملة في وقت سابق يمكن إنجازه اليوم بشخص أواثنين … فقد ينطبق  هذا على الصناعات التقليدية فهناك تحولات جذرية في العصر الحديث حيث تسعى الشركات لتحسين كفاءة الإنتاج والجودة وتقليل التكاليف باستخدام التكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي خاصة أن هذا التحول لن يؤثر فقط على الصناعات التقليدية بل سينعكس على سوق العمل بشكل عام وسيؤدي إلى زيادة الطلب على بعض المهارات والوظائف وانخفاض الطلب على أخرى

 

موضحا أن التكنولوجيا الحديثة بشكل عام ستكون العنصر الأساسي الذي سيغير شكل العمل في القريب تستخدم الروبوتات والذكاء الاصطناعي في العديد من الوظائف، وهذا سيؤدي إلى اختفاء بعض الوظائف التي كانت تقوم بها البشر في الماضي. ويتطلب ذلك من العاملين تعلم مهارات جديدة وتكييف أنفسهم مع هذا التحول التكنولوجي.

لذلك، فإن التغييرات الحالية في التكنولوجيا والصناعة ستؤدي إلى تحول كبير في سوق العمل. ستزيد الطلب على العديد من الوظائف التي تتطلب مهارات تقنية وحديثة.

 

  • اختفاء وظائف في سوق العمل

وفي السياق ذاته قال” أشرف الصافورى” الرئيس التنفيذى للقطاع التجاري في شركةTLD

أن الوظائف التقليدية التي تعتمد على العمالة اليدوية والعمل اليدوي ستنخفض في الطلب ومن بين هذه الوظائف المحاسبة البشرية والصيانة اليدوية في الصناعات التقليدية. وستزيد الطلب على الأتمتة والروبوتات والبرامج المحاسبية الحديثة والتحليل الضوئي مما يؤدي إلى تغيير كبير في طبيعة العمل والمهارات المطلوبة في المستقبل

تتغير الوظائف التي تكون مطلوبة في المستقبل بسرعة كبيرة بسبب التطورات التكنولوجية وتحولات الصناعة والاقتصاد. ومن بين الوظائف التي ستكون مطلوبة في المستقبل …الوظائف ذات العلاقة بالرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية ستكون أكثر طلباً في المستقبل، مع تزايد الاهتمام بصحة الأفراد ورعايتهم. وستكون الوظائف المتعلقة بالتسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية أيضاً في طليعة الوظائف المطلوبة في المستقبل، نظراً لتزايد الاهتمام بالتجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي.بالاضافة إلى   الوظائف التي تتطلب مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات والاتصال الفعال ستكون مطلوبة أيضاً في المستقبل، حيث ستتزايد الحاجة للتفكير الإبداعي وحل المشكلات في الأعمال والصناعات المختلفة. خاصة أن  هذه الوظائف تتطلب أن يتمتع المتقدمين لها بالقدرة على التعلم السريع والتكيف مع التغييرات السريعة في العمل والتكنولوجيا.

 

  •  وظائف المستقبل القريب

 

هناك العديد من الطرق التي يمكن للأفراد اتباعها لتحسين فرصهم في الحصول على وظائف مطلوبة في المستقبل وفي هذا الإطار  ذكر الدكتور “عادل ابراهيم “استاذ الاقتصاد الدولي ورئيس مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والاجتماعية أن هناك العديد من الطرق التي يمكن للأفراد اتباعها لتحسين فرصهم في الحصول على الوظائف المطلوبة في المستقبل ومن أبرزها

(تطوير المهارات التقنية ) موضحا أنه يجب على الأفراد التحرك باتجاه تطوير مهاراتهم التقنية بحيث تتناسب مع الطلب المتزايد على الوظائف التقنية في المستقبل.والتعلم المستمر  وتطوير المهارات  وذلك لتلبية احتياجات السوق المتغيرة   مع تعلم اللغات خاصة   اللغة الإنجليزية من الأمور المهمة التي تزيد فرص الأفراد في الحصول على الوظائف وظائف المطلوبة  مشيراً إلى العمل التطوعي والمشاريع الخاص فقد يمكن للأفراد الاستفادة من العمل التطوعي والمشاريع الخاصة لتحسين مهاراتهم وزيادة خبراتهم وبالتالي زيادة فرص الحصول على وظيفة مطلوبة في المستقبل

والبحث عن فرص التدريب والتعليم في المجالات الجديدة والمطلوبة في المستقبل، حيث تتيح هذه الفرص للأفراد تحسين مهاراتهم وخبراتهم، وبالتالي زيادة فرص الحصول على وظيفة مطلوبة في المستقبل.

مؤكداً أن سوق العمل في المستقبل يتجه نحو التطور التكنولوجي والتحولات الاجتماعية والاقتصادية، وهذا يعني أن هناك العديد من الوظائف التي ستكون مطلوبة بشكل كبير في المستقبل

 

  • الانعكاسات السلبية للتحولات التكنولوجيا

 

وفى هذا الصدد حذر الدكتور” خالد الشافعي” الخبير الاقتصادي ورئيس مركز العاصمة للدراسات والأبحاث الاقتصادية حذر  من مخاطر وسلبيات التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي على الفرد والمجتمع ومناحى الحياة كافة.. مطالبًا بالاستفادة من المزايا التي توفرها وتجنب سلبياتها.

وقال إن الثورة الصناعية الرابعة والخامسة وما نحن عليه من تحولات تكنولوجيا وما شابه ذلك من تقنيات جديدة فى كل انحاء العالم….قد تنجح  فى بعض المواقع  لكن لا تستطيع التكنولوجيا  والذكاء الاصطناعي أن تكون بديلاً  فى كل المواقع معللا هذا بسبب ارتفاع التكاليف التي تتكبدها القطاعات المالية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية  وغيرها في  الحكومات…ولكن إذا  نظرنا إلى الوجه الآخر نجد أن استخدام التكنولوجيا  يقلل فى الوقت الجهد والتكلفة  فهذا جائز… لكن ماذا عن حدوث أمرا افتراضيا أحدث  خلل ما بالتكنولوجيا ما هو البديل… مؤكداً أن العالم اليوم يقف مكتوف  الأيدي عند انقطاع الانترنت والشبكات وقد ينتهي كل شيء….. لذلك حذر الخبير الاقتصادي خالد الشافعي من أخفاق مجتمع الأعمال و غض البصر عما يحدث في  الآونة الأخيرة  من اختراق للأمن السبرانى مشيراً إلى أن العالم قد يتكبد مذيدا من الخسائر المالية نتيجة عدم الاعتماد على البدائل… ففي الفترة الأخيرة رأينا اختراقات فى الأمن السبرانى من منظمات مجهولة الهوية “هاكرز “وتم  الاستحواذ على أرصدة بنكية وبيانات ومطارات وغيرها ….

لكل فعل رد فعل مساوى له في المقدار … هكذا نعرف أنه

   مازال العنصر البشري هو صمام الأمان  والاستقرار لكل الأعمال سواء كانت تجارية صناعية زراعية وغيرها من جميع مناحي الحياة

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد